No Script

ما في خاطري

بائعو الأمل

تصغير
تكبير

يقول الكاتب الأميركي الساخر مارك توين (خداع الناس أسهل من إقناعهم أنهم قد تم خداعهم)، فما أكثر المخادعين وأصحاب الشعارات في وقتنا الحالي الذين باعوا على الآخرين قصصاً ووعوداً كاذبة، استطاعوا أن يقنعوا بها البسطاء والعامة لتحقيق أهدافهم الخاصة.

وهذا نراه عند بعض القياديين والمسؤولين والشخصيات السياسية، فيستغلون الخطاب العاطفي للتأثير على العامة، وللأسف، غالباً العامة يتخذون من العاطفة طريقاً للحكم على الآخرين، متأثرين بجاذبية المتكلم وبسبب رغبتهم الملحة بالحلول السريعة والعاجلة لمعالجة حالة اليأس والسلبية التي يعيشها البعض، فعلى سبيل المثال قد ترى بعض مرشحي مجلس الأمة يتفننون في سرد الوعود لمرشحيهم، ويستخدمون أسلوب المبالغة، وسرد المواضيع التي تمس العامة للوصول لمبتغاهم، وعندما يصلون لقبة عبدالله السالم نشاهد قناعاتهم تتبدل وافكارهم تتغير ووعودهم قد ذهبت هباءً منثوراً.

والمحزن أن معظم المتأثرين تجدهم من فئة الشباب، وأنا لا ألومهم بذلك فكما قال الفيلسوف أرسطو (يسهل خداع الشباب لأنهم يستعجلون الأمل) وبعض شبابنا استعجل الأمل فرَأَى في بعض الشخصيات طوق نجاة، فتشبث بها ودعمها، دون تفكير واعٍ حتى عمت أبصارهم فيكون أحياناً عاجزاً عن مشاهدة أي خطأ ترتكبه هذه الشخصية، فالحب الكبير النابع عن العاطفة قد أعمى عقله.

ولذلك، يجب أن نتبع مبدأ التشكيك في حكمنا على الآخرين حتى نرى البرهان، فلا نندفع في قناعاتنا وأفكارنا ويكون العقل هو السائد في الحكم، وأن تكون عين المراقبة حاضرة فنتابع الأفعال والأقوال ونحللها، فمثلاً عندما نرى البعض يمارس الكذب في أحد جوانب حديثه نستنكر ونرفض ونتوقف عن تسويق أفكاره، فمن يكذب في أحد الجوانب سيكذب في بقية الأمور، وأن ندرك أن بعض الشخصيات قد تلجأ لبعض الأساليب الناعمة والمحبوبة عند الجماهير ليكوّن له مجموعة تابعة له، فنرفض أن نكون تابعين لأشخاص غير صادقين فالإدراك وفهم عقلية بعض الشخصيات يجعلانا أكثر وعياً للحكم عليهم، وبالتالي تتوقف هذه النماذج السلبية في النمو في مجتمعاتنا، وتبقى لنا الشخصيات السياسية والقيادية الصادقة والمخلصة التي سطرت اسمها في تاريخ الكويت، وكنا وما زلنا نفتخر بها.

Twitter: @Alessa_815

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي