No Script

رأي قلمي

أبكم لا ينطق...!

تصغير
تكبير

قبل خمسين سنة، عانى معظم الآباء والأجداد من الجهل والفقر والمرض وصعوبة الحياة على نحو عام، وعلى الرغم من المكابدة التي عاشوها إلا أنهم اهتموا بالتماسك الاجتماعي. وحين ندعو للتماسك الاجتماعي لا يعني تجميد المجتمع وحفزه على التمسك بعادات وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان: إن التجديد الاجتماعي لا يعني تقليد الأجنبي، كما أنه لا يعني التخفف من القيود الأخلاقية.

التجديد الاجتماعي يعني أموراً كثيرة منها:

- جعل أحكام الشريعة هي المرجع للحفاظ على كثير من العادات والتقاليد وفي التخلص منها.

- تفهم حاجات الجيل الجديدة، ومنحه المزيد من الحرية والتقدير، مع تكثيف التواصل معه ومساعدته على مواجهة أعباء الحياة.

- تنظيم التواصل الاجتماعي على نحو نحفظ به أوقاتنا، ومن أجل أداء واجباتنا، يُلاحظ أن كثيراً من الناس يسرفون في قضاء الكثير من أوقاتهم دون أي فائدة.

- البحث عن الدلالة والقيمة والفائدة في كل علاقاتنا ومواقفنا الاجتماعية، وتقليل الاهتمام بالشكليات والمظهريات.

- إطلاق عدد كبير من الدراسات والبحوث والندوات التي تساعد المجتمع على الوعي بأوضاعه ومشكلاته، وتساعده على الاهتداء إلى طرق معالجتها.

- إخضاع ما لدينا من عادات وتقاليد على صعيد الأكل والشرب والنوم والحركة اليومية لما هو ثابت من العلم والتواؤم معه.

- اقتباس ما هو جيد في تقاليد العمل والتدبير للشأن العام والخاص من الأمم المتقدمة، وكذلك ما أتاحه التواصل العالمي من الخبرات والمعارف مما ينفعنا ولا يتعارض مع قيمنا.

إن المجتمع يعطينا على مقدار ما نعطيه، والإنسان من غير الحياة الاجتماعية يكون خاوياً من العقائد والقيم، ويكون أبكم لا ينطق. لذا، لا بد من التجديد المبصر للنهوض بالمجتمع، والحصول على المزيد من المنافع ودفع المزيد من الأضرار والمنكّدات.

M.alwohaib@gmail.com

mona_alwohaib

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي