No Script

من الزعيم بن براك الأول إلى الزعيم بن براك الثاني

تصغير
تكبير

الزعيم هو محمد بن علي بن براك الفضالة - من الجلاهمة - سكان منطقة شرق، رحمة الله عليه. صاحب مبدأ وعقيدة لا تتزحزح، من أجل محاربة الاستعمار البريطاني خسر كل شيء، العيش في وطنه، وكذلك تجارته وصحته، لُقّب بالزعيم بن براك.

شارك في أول إضراب في الكويت العام 1937، إضراب أصحاب التكاسي (سيارات الأجرة)، مع أنه لا يملك سيارة، لكنه قاد هذا الإضراب وعمل على إيصال صوتهم، وكانت دهشة أهل الكويت كبيرة من هذا العمل السياسي الجديد عليهم.

وتعرض للاعتقال والضرب والسجن، مع أن الإضراب حقق نجاحاً بعد ذلك، حين تراجعت الحكومة عن قرارها بمنع أصحاب التكاسي، الذين منعوا نقل المواطنين للكشتات خارج البلد (الضواحي).

الزعيم بن براك كثيراً ما كان يقف في ساحة الصفاة ومخاطبة الناس وتوعيتهم بمخاطر الانتداب البريطاني، وهذا ما كان يعرضه للسجن والاعتقال والضرب، فكان شرساً في محاربة الاستعمار البريطاني داخل الكويت وخارجها. لذلك، أنشأ في العام 1938 مكتبة أسماها «المكتبة القومية» مخصصة للشباب لتوعيتهم بمخاطر الاستعمار وأهمية رفع الروح القومية لدى المواطنين.

في العام 1938، بعد أحداث المجلس، سافر إلى البصرة ومنها إلى مومبي، واستمر في محاربته للاستعمار البريطاني ولم يغير مواقفه، بل إنه شارك في إحدى المظاهرات (احتكار الإنكليز للملح) التي قام بها الهنود ضد الاستعمار، فترك محله مفتوحاً وخرج مع المظاهرات حتى جرح ونقل إلى المستشفى واعتقل وتم ترحيله إلى الكويت حيث سجن لأشهر، بعد ذلك أطلق سراحه لأسباب صحية وعاش إلى أن توفاه الله العام 1953.

هكذا تصنع الأحداث القادة والزعماء، لم يطمح للزعامة، بل هي من أتت إليه. عاش على مبادئ وطالب وجاهد لتغيير واقع إلى الأفضل. خلق أحداثاً سياسية وغيّر واقعاً إلى الأفضل، هذا هو الزعيم بن براك الأول.

الزعيم مسلم بن محمد بن حمد ناصر بن البراك المطيري، عرفته منذ أيام جامعة الكويت (كلية الآداب - الشويخ) - رجل صاحب مبدأ وعقيدة، أمين قوي محبوب، وقف مع الحق وتحمل الكثير من أجل شعبه وبلده الكويت.

جاءت الزعامة له ولم يسع إليها، تحمّل الكثير، سجن واعتقال وهجرة قسرية خارج الكويت. فهو بالفعل زعيم بشخصيته، بفكره، بطريقة معالجته للمشاكل باعترافه بأنه يخطئ ويصحح خطأ ما دام الهدف خدمة الكويت وشعبها.

دعا إلى اجتماع لترتيب البيت السياسي الكويتي الشعبي، لكن البعض تفنن في كيف يخرب هذا الاجتماع. فهم منذ البداية لم يرغبوا في عودته وزملائه، ماطلوا وعطلوا جلسات مجلس الأمة، حاولوا زرع زعماء منهم، لكن للأسف الزعامة لا تزرع، الزعامة هبة من الله.

كيف يمكن أن يكون زعيماً كل همه الجلوس على مقعد الوزراء أو الإمساك بميكرفون وكأنه «دلال سيارات مستعملة»، كيف يمكن أن يكون زعيماً من لا يعرف معادن الرجال وقياس تبعات منحهم صك الوطنية والدعم السياسي وإيصالهم للمجلس ليتفاجأ بعد ذلك بسحب البساط من تحته؟

كيف يمكن أن يكون زعيماً من له ستين لوناً وستين رائحة، فلا تعرف اليوم مع من وغداً على من يكون؟

الزعامة تخلق وتنمو مع الشخص كما هي الحال مع مسلم بن براك الزعيم الثاني، نعرف نبل مقاصدك وتحملك، لكن تلاميذ السياسة بحاجة إلى دروس، والدرس حتى الآن ما انتهى.

كيف تقنع شخصاً يرى الخيوط بيده، لكنه لا يعلم أن هذه الخيوط تحرك كخيوط العرائس من علٍ؟

لم يكن يوم افتتاح مجلس الأمة الثلاثاء الماضي غير صورة حقيقية لأطفال السياسة، وهم من أفشلوا اجتماعاً دعوت له بطفولتهم السياسية واعتقادهم بأنهم «كفو» للزعامة، لكن يوم الثلاثاء الماضي أثبت للجميع أنهم مازالوا في مرحلة رياض الأطفال كلاعبي سياسة.

من حق الشعب عليك يا «بوحمود» الزعيم أن تستمر في نهجك، ومن حق الشعب الكويتي عليك يا بن براك أن ينعم بالاستقرار السياسي.

وعلى الخير نلتقي،،،

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي