الإسبانية إليسا سوليس المُقيمة في الكويت تحدثت لـ «الراي» عن تجربتها
أول أوروبية أصيبت بـ «كورونا» تسترجع ذكريات 2020: وضع الكويت أفضل من أي دولة غربية
- استقبالي في مستشفى جابر ومعاملتي برقي واهتمام... وفحوصات لم أكن أتوقعها
- بعد كل ما قدمته لي الكويت لم أكن ناكرة للجميل فذهبت وتبرعت مرتين بالبلازما
- كنت أكثر قلقاً على عائلتي وأصدقائي في إسبانيا التي ظهرت نتائج فحصهم إيجابية
- الكويت نجحت بتطويق الجائحة من خلال إجراءاتها الحازمة
امرأة إسبانية بدأت عملها في الكويت قبل 11 عاماً، أكدت عشقها للكويت وشعبها لوجود الكثير من العادات والقواسم المشتركة بين البلدين، لافتة إلى أنها شعرت بالترحيب بالكويت أكثر من المملكة المتحدة مكان عملها السابق، مضيفة أنها دائماً ما تتطوع في أي نشاطات نسائية أو تتعلق بالبيئة في الكويت وتشعر بالسعادة لتواجدها في هذا البلد المعطاء.
وفي فبراير 2020 ذهبت إليسا سوليس لحضور اجتماع عمل في إسبانيا، وكذلك لرؤية أفراد عائلتها، حيث كانت بداية انتشار «كوفيد 19» في أوروبا وإسبانيا والناس كانت ترتدي الكمامات، لافتة إلى أنها عادت للكويت في 2 مارس من العام نفسه لممارسة عملها المعتاد، لكنها شعرت بالاعياء قليلاً ولم تكن الأعراض مشابهة لما كان يتداول عن «كوفيد 19»، وعندما أعلنت الحكومة الكويتية في ذلك الوقت أن على العائدين من إسبانيا حجر أنفسهم، بدأت تشعر بإعياء شديد ونصحها أحد الأصدقاء بالذهاب لإجراء فحص فيروس «كورونا» في المستشفى، وبالفعل ظهرت النتيجة إيجابية.
وقالت سوليس، في لقاء مع «الراي» استرجعت خلاله ذكريات مارس 2020، «فوراً تم الاتصال بي وطلب مني الذهاب لمستشفى جابر، وتم استقبالي ومعاملتي بكل رقي واهتمام، وأجريت فحوصات لم أكن أتوقعها».
وأضافت: «بعد كل ما شاهدته من اهتمام زال قلقي، وأصبحت أكثر قلقاً على عائلتي وأصدقائي في إسبانيا التي ظهرت نتائج فحصهم إيجابية أيضاً ودخلوا المستشفيات هناك، لكنهم كانوا يعانون أكثر مني بكثير، كون النظام الصحي في ذاك الوقت بإسبانيا لم يكن فعالاً ولم تكن هناك أسرة أو غرف للمرضى، على عكس ما لقيته أنا هنا في الكويت من عناية ومتابعة مشددة من الأطباء».
وتابعت: «بعد أسبوعين تم السماح لي بالخروج من المستشفى وذهبت لمنزلي لقضاء فترة الحجر لمدة أسبوعين وأيضاً كان يتم الاتصال بي بشكل يومي للاطمئنان عن صحتي»، مشيرة إلى أنها سئلت عن عدد من خالطت عند عودتها للكويت وتم الاتصال بهم جميعاً وطلب منهم عمل المسحة وجاءت نتائجهم جميعها سلبية، مضيفة انها كانت قلقة جداً كونها أول أوروبية وأول إسبانية تصاب بالفيروس في الكويت، إلا أن معاملة السلطات الكويتية الرائعة معها أزالت قلقها.
وأكملت «تم الاتصال بي لمعرفة إن كانت أرغب في المشاركة في التبرع بالدم (البلازما) لمرضى (كوفيد 19) حيث أنها قد تساعد على علاج الآخرين، وأجبتُ بأنني لن أكون ناكرة للجميل بعد كل ما قدمته لي الكويت فذهبت وتبرعت مرتين بالبلازما، وفي المرة الثالثة قالوا لي لا تأتي مرة أخرى لقد أصبحتي ضعيفة».
وعن رؤيتها لتعامل الكويت مع هذه الجائحة، قالت: «لقد تحدثت عن هذا الأمر دوماً مع أصدقائي وعن مدى فعالية خطة الكويت لمجابهة الجائحة على الرغم من أنها لم تظهر نتائج فورية، ولكنها أثبتت نجاحها على المدى الطويل، ومقارنة بإسبانيا والدول الأوروبية الأخرى، فإن الوضع في الكويت حالياً أفضل من أي دولة غربية أخرى لأنها كانت حازمة منذ بداية الجائحة، ونفذت الاغلاقات وحظر المناطق للضرورة، والتشديد على التباعد الاجتماعي ولبس الكمامات والتطعيم، كل هذه الإجراءات ساهمت في تطويق الجائحة... يجب أن تكون الكويت فخورة بمنظومتها الصحية ونجاحها في التصدي للجائحة».
روح الشعب الكويتي جميلة
قالت إليسا «على الدوام يتم التعامل معي باحترام وتقدير كبير كامرأة في الكويت وما يشعرني بالسوء فقط أني لم أتمكن من التحدث باللغة العربية، لقد عملت سابقاً في المملكة المتحدة، لكن هنا في الكويت هناك علاقة قوية بين الشعبين الإسباني والكويتي وهناك قواسم كثيرة مشتركة بيننا».
وأضافت «أنا من عشاق البحر والعيش بقربه ودائماً ما أذهب لأبراج الكويت وسوق المباركية، وأحببت الطعام الكويتي والروح الجميلة التي يتميز بها الشعب الكويتي».