No Script

حديث القلم

لا جديد!

تصغير
تكبير

في عام 2018، وتحديداً في شهر نوفمبر، هطلت على الكويت كمية أمطار تاريخية ناهزت 111 مل تقريباً إن لم تكن أكثر، فظهرت عيوب كثيرة أدت لاحقاً إلى إجراء إصلاحات في معظم شوارع الكويت، وبطبيعة الحال تكبدت الدولة إنفاقات هائلة، ولكن لم يكن هناك أي شكل من أشكال المحاسبة، رغم تضرر عدد من المساكن والمناطق السكنية وبعض ممتلكات الأفراد الخاصة، بل إن الأضرار طالت مباني ومنشآت حكومية جديدة رغم أنها حديثة التشييد.

طالما أن هناك مقاولاً لا يحاسب، وأن هناك أعمالاً لايحرص أصحابها على الأمانة ومراعاة معايير الجودة، سنظل في كل عام على موعد مع أمور مشابهة في كل موسم أمطار، ونسمع الانتقادات نفسها، والتصريحات الحكومية ذاتها، أطراف تنتقد وأطراف تبرر، وأطراف أخرى تتهرب من المسؤولية، وتهديدات نيابية من هنا، ووعود حكومية من هناك، وفي النهاية العملية كلها إعلام × إعلام، وشكليات كلامية لا تسمن ولا تغني من جوع، فلا قرار ولاحزم ولا إجراء مباشراً يعالج المشكلة من أساسها، لأن الخلل على ما يبدو في الأخلاق وجوهر المواطنة، وليس في العمل الإنشائي فحسب.

في الواقع، كما أن الأمطار وآثارها اللاحقة أمر طبيعي ووارد الحدوث، فإن الانتقادات الشعبية كذلك أمر طبيعي ويأتي بالتوازي مع أي تقصير حكومي، أما غير الطبيعي فهو اختلاق الأعذار وتبرير ذلك التقصير من قِبل أفراد أو جهات شعبية، ولا شك أن انعدام الشعور تجاه أي أضرار ناجمة عن التقصير، هو استهانة وتسطيح لمشكلات ظللنا نعاني منها في موسم الأمطار وفي كل فصول ومواسم السنة، والجميع يعرف القضايا التي لا تزال عالقة دون حلول، والتي ظلت على مدى عقود مادة (دسمة) للبرامج الانتخابية، وبالتالي... فلا جديد يذكر، لذلك مات الشعور لدى الكثير من الكويتيين، وأدى ذلك إلى التوجه عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى السخرية والتندر بدلاً من الانتقاد المباشر.

وخزة القلم:

في كل مجلس أمة، لابد أن يكون لدينا نائب أو أكثر، يستحق أن نطلق عليه (نائب متسلق)، هو جزء من المشهد ولا يكتمل المشهد إلا بوجود أمثال هؤلاء على ما أظن!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي