«الراي» رصدت التباين في آراء صنّاعها

هل نقلت الدراما واقع المجتمع الكويتي؟

تصغير
تكبير

تتباين الآراء وتختلف وجهات النظر، عادة، بين المشاهدين للأعمال الدرامية الكويتية حول ما يقدم.

لكن هذه المرة، أتى التباين في وجهات النظر والآراء من صنّاعها ونجومها ومن يقفون خلفها ويقودون دفتها، حين طرحت «الراي» أسئلة عليهم حول ما إذا كانت الدراما نقلت الواقع الفعلي للمجتمع الكويتي، وما إذا كانت هناك ضرورة لنقله، إضافة إلى الأثر الذي تركته الدراما على المجتمع الكويتي؟

هذه الأسئلة، كانت كفيلة في الإفصاح عما يجول في خاطرهم، والكشف عن بعض الأعمال الدرامية التي أثرت سلباً وإيجاباً على المجتمع، وعن نوعية الأعمال الهادفة والتي تحمل رسائل توعوية ومدى ارتباط الواقع بالخيال في صناعة العمل الدرامي.

فيصل العميري: «الناس راح تفهم» لماذا قلت لا!

بدأ الفنان فيصل العميري كلامه بكلمة «لا»، مردفاً «الدراما الكويتية لم تنقل الواقع الفعلي للمجتمع الكويتي (والناس راح تفهم) لماذا قلت لا».

وعما إذا كان نقل الواقع ليس ضرورياً في الدراما، أوضح أن «الإجابة تحتمل (شقين)، الأول أنه من الممكن للدراما أن تنقل الواقع، ولكن لا بد أن يكون فيه جزء من المبالغة لكي نقدم دراما فنية.

أما الشق الثاني، فهو أننا غير مجبرين على تقديم الواقع في الدراما، فالفن عبارة عن لغة صور وخيال كاتب ورؤية مخرج التي من الممكن من خلالها أن يضع الدراما الواقعية في مكان آخر قريب من الواقع الافتراضي الذي يجعل المشاهد يتساءل عن ماذا سيحدث من خلال سير الحلقات».

وأضاف أن «تأثيرات الدراما على المجتمع كثيرة، منها الإيجابية لقضايا يومية ومهمة لحياة المواطن، وهناك أعمال درامية، للأسف، ليس لها أي تأثير لا إيجابي ولا سلبي وهذه النوعية من الأعمال موجودة بكثرة، وهي مجرد مادة استهلاكية لا يوجد فيها حدث أو قصة أو منطق ولا يستفيد منها المشاهد بأي شيء».

عبير الجندي: علينا أن نعرف كيف ننقلها

اعتبرت الفنانة عبير الجندي أن «الفن مرآة المجتمع، والدراما تحديداً ترفض ظواهر موجودة في المجتمع. لذلك، تتناولها من خلال الأعمال الدرامية.

فالأكيد أن الدراما ترصد وتنقل الواقع، وبشكل فيه إيجاد للحلول».

وأضافت «الفن إبداع، جزء منه من الواقع، والجزء الآخر من الخيال، ونحن في الفن لسنا ناقلين للواقع فقط.

فالكاتب أحياناً تكون لديه فكرة يود أن يطرحها في عمل درامي وبشكل يراه صحيحاً ولا يخدش قيم المجتمع.

وهناك ظواهر وأشياء لا بد أن تُرصد في المجتمع ولكن علينا أن نعرف كيف ننقلها في الدراما ونقدمها في ظل منظومة من القيم والمبادئ والأخلاقيات ولا نتجاوز الحدود».

وأكملت «الدراما بالتأكيد لها تأثيرات كبيرة، منها التوعية ورصد الظواهر السلبية ووضع أيدينا على المشكلة وإيجاد الحلول، حتى وإن لم يطرح العمل الدرامي حلولاً للقضية التي تناولها، يبقى المتلقي هو من يبحث عن حلول بعد مشاهدته للعمل، موجهاً سؤالاً لنفسه (ماذا لو كنت أنا الواقع في هذه المشكلة أو أحد معارفي؟)، وهنا يتجنب مسبقاً الوقوع فيها بعد أن تم تنبيهه من خلال الدراما».

عبدالعزيز صفر: معلومة خاطئة تداولها الناس على مر السنين

لفت المخرج عبدالعزيز صفر إلى أن الدراما لم تنقل الواقع الفعلي للمجتمع الكويتي، معتبراً أن «ليس من مهامها نقل الواقع، وهذا الكلام موثق علمياً وعالمياً، ونقل الواقع في الدراما هي معلومة خاطئة تداولها الناس على مر السنين».

وأضاف «إذا كان الفن هو الواقع، فدعونا (نبطل) الفن ولا نمثل.

فالواقع نحن عايشينه، فلماذا أعيده مرة أخرى للمشاهد من خلال مسلسل درامي.

الدراما هي قصة من وحي الخيال والقصة وراءها حقيقة، مؤكداً على أنه ليس ضرورياً نقل الواقع في الأعمال الدرامية والفنية».

وأشار إلى أن «مهمة الدراما التأثير على المجتمع وإعطاؤه بعض الرسائل الإيجابية التي تخدم الناس، ولكن معظم الأعمال الحالية نسي صنّاعها أن هناك جمهوراً يتابعهم وهذا الجمهور يترسخ في باله ما تقدمه هذه الأعمال من قصة ومن حوار وكلمات بين الفنانين، وهذا ينعكس سلباً على الشباب والمراهقين».

وأردف «للأسف، مثل هذه النوعية من الأعمال غير جيدة، ولكنها تحقق (ترند)، وهذا ما يبحث عنه بعض صنّاع الدراما الذين لا يهمهم مستوى العمل الدرامي وماذا يقدم، متناسين أن الفن فيه رسائل إيجابية ثقافية توعوية اجتماعية تتماشى مع الذوق العام.

وفي المقابل، هناك فنانون ما زالوا يقدمون الأعمال الدرامية القيمة ذات التأثير الواضح على المجتمع وهؤلاء فنانون حقيقيون».

محمد الصيرفي: لا بد أن يكون الخيال حاضراً

أوضح الفنان محمد الصيرفي أن الدراما الكويتية لم تنقل الواقع الفعلي للمجتمع الكويتي مئة في المئة، لافتاً إلى أن «نقل الواقع في الدراما لا يعتبر ضرورة قصوى في مجال العمل الفني».

وأضاف «صحيح أن من دور الدراما تسليط الضوء على الواقع ومعالجة المشاكل والقضايا، ولكن في المقابل، لا بد أن يكون الخيال حاضراً في العمل الدرامي من خلال فكر الكاتب ونوعية القصة التي تطرح في أي عمل.

فإذا وجد الخيال مع الواقع، اكتملت صورة الفن، وهي الإبداع وتكون الرسالة المجتمعية وصلت من خلال حلقات المسلسل».

وتابع «الدراما تؤثر في المجتمع الكويتي، وهناك نوعان من التأثير، السلبي والإيجابي. فالتاثير السلبي هو بسبب ما تقدمه بعض الأعمال الدرامية ذات المستوى الهابط.

ولكن، لكي تناقش القضايا بأسلوب مهذب وراق وصادق ويكون للدراما أثر إيجابي وكبير على المجتمع، لا بد على الرقابة أن تتيح لنا المجال وتفتح لنا الأبواب في طرح مواضيع جديدة نناقشها في الأعمال الدرامية ولا نضع رؤوسنا في الأرض كالنعامة ونغض النظر عن ما يدور حولنا من مشاكل في مجتمعنا.

فالدراما هي منبر لإيصال الرسائل التي تخدم جميع فئات المجتمع وبمختلف القضايا».

وأردف «باعتقادي، لكي يكون تأثير الدراما على المجتمع واضحاً ومحسوساً كالسابق، يجب على الرقابة أن تسمح لنا مناقشة وطرح مواضيع مهمة وحساسة عبر الأعمال الدرامية بهدف توعية المجتمع».

محمد أنور: الدراما للترفيه

قال الكاتب محمد أنور إن «الدراما ليس من وظيفتها نقل الواقع الكويتي، بل وظيفتها الترفيه وخلق قصص وشخصيات تلامس الناس، ومرآة تعكس من خلالها الشخصيات المتواجدة في العمل الدرامي والجمهور هو من يفسر طبيعة هذه الشخصيات إذا كانت تشبهه أو قريبة منه».

وأضاف «الدراما في عهد معين، كانت صريحة وتخاطب الجمهور مباشرة وتقدم لهم النصيحة، لكن في الوقت الحالي، فإنها سواء كانت في أميركا أو أوروبا أو حتى في مصر، عبارة عن وصف قصة للناس، وهم من يفسرون هذه القصة من خلال طبيعة المسلسل وسير أحداثه».

وأردف أن «للدراما أثراً على المجتمع منذ الستينيات وإلى وقتنا هذا، فهي فتحت آفاقاً كبيرة للناس وجعلتهم قريبين جداً من مواضيع مهمة في المجتمع، إضافة إلى أنها جعلتهم يشاهدون شخصيات قد لا يكونون تعاملوا معها في حياتهم اليومية. فالدراما ثقفت أناساً وأضحكتهم وجعلتهم على اطلاع بقضايا مهمة وأضافت الشيء الكثير للمجتمع».

وأكمل «الدراما فيها السلبي والإيجابي والمشاهد له الحرية ماذا يشاهد، فنحن في عصر ألغينا الاضطرارية عن المشاهد، فالريمونت كونترول في يده وكذلك الهاتف. فإن وجد عملاً سلبياً، يستطيع تغيير القناة».

محمد النشمي: الواقع قد يكون أسوأ

رأى الكاتب محمد النشمي أن «الدراما لم تنقل الواقع الفعلي للمجتمع، وأشعر أن الواقع قد يكون أسوأ، وباعتقادي أن الدراما ليس من وظيفتها نقل الواقع وما يحدث به».

وتابع «ليس ضرورياً أن تنقل الدراما الواقع كما هو، فهي موجودة للترفيه عن المشاهد وليس لنقل الواقع وتعليم الناس دروساً.

ومن يريد أن يتعلم درساً أو معلومة تفيده في حياته، فعليه الذهاب للأساتذة أو الأطباء، فنحن ككتاب غير مؤهلين لتعليم الناس ووضع حلول للمشاكل، بل نملك مهارة نقول فيها قصة بطريقة جميلة ومشوقة، وهذه وظيفة الكاتب الحقيقية (حكواتي)».

وأكمل «لا أرى أن الدراما أثرت على المجتمع، بل العكس هو الصحيح.

فالمجتمع غاضب دائماً من الدراما ويقول إنها لا تمثله، وهذا جعلنا نشعر بالخوف من طرح قضايا وأن يفهمها الجمهور (غلط)، ومن ثم يفسرها على أننا نسيء لبلدنا مثلاً أو لبلد ومجتمع معيّنين وهذا يجعلنا نعيش في إطار محدود ومعين».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي