الفيلم حقق ثالث أفضل إيرادات في الأيام الأولى لعرضه في تاريخ أميركا الشمالية
«Spider-Man: No Way Home»... ينسج خيوط النجاح !
- أكثر المتفائلين لم يتوقع أن ينجح الفيلم منذ الأسبوع الأول لطرحه في الصالات
- تُستكمل القصة من حيث انتهى الجزء السابق «Far From Home»
- فكرة الأكوان المتعددة ووجود أكثر من بيتر باركر تجعل الأمر مبتكراً
لم يكن غريباً أن يحصد فيلم الأكشن والإثارة السينمائي «Spider-Man: No Way Home» النجاح منذ اللحظات الأولى التي انطلقت فيها عروضه في دور العرض كافة، بما فيها دولة الكويت التي حط رحاله فيها نهاية الأسبوع الفائت.
إذ كان ذلك متوقعاً، لاسيما أن محبي هذه السلسلة من أفلام الأبطال الخارقين، كانوا ينتظرون طرحه، الذي تأجل من يوليو إلى ديسمبر، بسبب جائحة (كوفيد - 19).
لكن أكثر المتفائلين، لم يتوقع أن ينسج الجزء الجديد، نجاحه منذ الأسبوع الأول لطرحه في الصالات، حيث حقق إيرادات تاريخية، أعطت جرعة دعم قوية لصناعة السينما التي تعوّل بقوة على هذا العمل لتحفيز إيرادات شباك التذاكر بعد التدهور الكبير جراء الجائحة.
إذ سجل اسمه في قائمة ثالث أفضل إيرادات ينالها فيلم في الأيام الأولى لعرضه في تاريخ أميركا الشمالية، مع عائدات بلغت 253 مليون دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفق تقديرات نشرتها شركة «إكزبيتر ريليشنز» أول من أمس.
ويتخطى هذا المبلغ توقعات الاختصاصيين الذين كانوا يعوّلون على إيرادات بـ150 مليون دولار.
وحقق الفيلم الجديد كذلك أفضل انطلاقة لأي عمل من إنتاج شركة «سوني»، وفق موقع «ديدلاين».
وتوقعت «إكزبيتر ريليشنز» أن يكون الفيلم الضخم الجديد على الطريق الصحيح لبلوغ مستوى إيرادات على الصعيد الدولي يبلغ 600 مليون دولار.
ولاتزال سوني آخر الاستوديوهات التقليدية في هوليوود التي لا تملك منصة خاصة للفيديو على الطلب، ما يجعل نجاح فيلم سبايدرمان الجديد مذهلاً أكثر.
وقال الخبير في شركة «فرانشايز إنترتاينمنت ريسرتش» ديفيد ا. غروس في تصريحات أوردتها مجلة «فراييتي»، إن «هذه الانطلاقة مذهلة».
وفيما تواجه أكثرية سلاسل الأفلام الكبرى صعوبة في الحفاظ على نجاحها، «سبايدرمان يحلّق»، بحسب غروس.
ولم يحقق أي فيلم مثل هذه الإيرادات عند الانطلاق، باستثناء «Avengers: Endgame» بـ357 مليون دولار و«Avengers: Infinity War» بـ258 مليون دولار في تاريخ شباك التذاكر في صالات الولايات المتحدة وكندا، وفق موقع «بوكس أوفيس موجو» المتخصص.
3 «سبايدرمان» في مواجهة الأشرار
تُستكمل قصة الفيلم الجديد من حيث انتهى الجزء السابق «Far From Home» سنة 2019، مع انكشاف هوية «سبايدرمان» الحقيقي بيتر باركر علناً من جانب الشرير ميستيريو.
ويحاول التلميذ بصعوبة إعادة اللغز حوله بمساعدة شخصية أخرى من عالم «مارفل» هو «دكتور ستراينج»، الذي يؤدي دوره الممثل بنديكت كامبرباتش، عن طريق إلقاء تعويذة عليه لجعل العالم كله ينسى أنه «سبايدرمان»، لكن التعويذة تنحرف عن مسارها عندما حاول باركر تعديلها أكثر من مرة للتأكد من أن أصدقاءه وعائلته سيبقون يتذكرونه، ومنها تفتح الأكوان المتعددة لتطلق العنان أمام أشرار سلسلتي «سبايدرمان» السابقتين من «Sony»، بما في ذلك «غرين غوبلن» و«ساندمان» و«إلكترو» وكذلك الدكتور نورمان أوزبورن... وتحدث المفاجأة الأكبر عبر استحضار شخصيتي «سبايدرمان» في الأجزاء السابقة عبر الممثلين توبي ماغواير وأندرو غارفيلد، لينضما إلى بطل الجزء توم هولاند، لمواجهة الأشرار.
وهنا تتصاعد الأحداث عندما يحاول باركر إصلاح ما أفسده، طوال ساعتين ونصف الساعة من الوقت.
وعلى الرغم من المدة الطويلة للفيلم، إلا أن بعض النقاد المتخصصين في الشأن السينمائي لاحظوا أن كاتبي السيناريو كريس ماكينا وإريك سومرز مازالا قادرين على تحقيق توازن صراعات باركر الشخصية، والتهديد الذي يلوح في الأفق من قبل الأشرار من الأكوان المتعددة.
فكرة الأكوان المتعددة ووجود أكثر من بيتر باركر، قد يعتبره البعض غريباً، لكن مفاجآت «مارفل» المستمرة، واللجوء إلى اللامتوقع، يجعلان الأمر مبتكراً، لتمرير رسالة جديدة تكمن في أن الإبداع يحتاج إلى التحليق في عالم من الخيال.
النقاد العالميون يشيدون
كانت لأهل الصحافة والنقاد المختصين في الشأن السينمائي عالمياً آراءً حيال الفيلم. ففي البداية كتبت الصحافية كريستي بوتشكو في «Mashable»: «مجموعات الشخصيات هنا متوحشة للغاية، إنها مزحة طويلة الأمد أن أفلام (سبايدرمان) غالباً ما حشرتها في كثير من الأشرار، لكن هذا الفيلم تمكن من استخدام تدفق الأعداء لصالحه.
ونظراً لأن الأفلام السابقة قد أخبرت هؤلاء الأشرار بالخلفيات ووضحت دوافعهم، فإن الأمر تطلب القليل من العرض لشرح من هم أو لماذا يفعلون ما يفعلونه، شعرت بالرهبة من الطريقة التي نسج بها المخرج جون واتس وفريقه أنماطاً وأنسجة مختلفة معاً للتعبير عن موضوعات مشتركة وحكاية مألوفة وجديدة عما يعنيه أن تكون البطل الذي يؤلم».
من جانبه، كتب الصحافي مات سينجر من «Screen Crush»: «أرى أن باركر ارتكب العديد من الأخطاء، لكنه لم يتوقف عن محاولة إصلاحها».
أما الصحافية ليا غرينبلات من «Entertainment Weekly»، فكتبت: «تبدو القطعة الأولى من الفيلم أقل تماسكاً بشكل ملحوظ من تلك التي سبقتها، إنه تصادم محموم بين نقاط الحبكة الملائمة والبطانات الفردية الغامضة التي تدق كل سطح متاح، بينما يتدافع النص للعثور على موطئ قدمه، ومع ذلك يجد الفيلم في النهاية طريقة لربط كل هذه التعددات».
وأضافت: «لذلك، ربما يكون من الأكثر أماناً أن نقول إن ما يبدو للوهلة الأولى أنه خدمة محض للمعجبين تبين أنه من أفضل الأشياء التي فعلتها (مارفل) وأكثرها تعقيداً إلى حد بعيد، فهي لطيفة ومضحكة ومدمرة بعض الشيء».
بدوره، كتب الصحافي والناقد جاستن تشانغ من «The Los Angeles Time»: «(...) ثلاثة أكوان سبايدرمان متوازية، كانت مجبرة في السابق على الوقوف بعيداً عن بعضها البعض، والآن في وقت متقدم تقف لتحيي بعضها البعض، بروح دافئة وحتى تصالحية.
وشخصياً، أشيد بأداء هولند أيضاً بصفته الممثل الثالث الذي يرتدي بدلة سبايدر خلال عقدين من الزمن، فقد ازدهر في جعل الشخصية تبرز من قبله، مثل أسلافه، يتمتع بحضور هائل على الشاشة والذي كان حاسماً لجعل هذه الجولة الثالثة مع سبايدرمان تبدو كأنها أكثر من مجرد تجديد آخر».
الجمهور الكويتي: الجزء الأفضل
حظي الفيلم الإعجاب في الكويت، إذ احتشد معجبو هذه السلسلة أمام الصالات السينمائية، واجتمعت الآراء على قوة العمل والإبهار الذي اعتمده صانعوه.
وقالت هديل المسيليم لـ«الراي»: «أنا من عشاق هذه السلسلة، وكنت مترقبة موعد عرض الفيلم على أحر من الجمر. وبالنسبة إليّ، الفيلم الحالي يعتبر أقوى جزء من أجزاء أفلام (سبايدرمان) حتى اليوم.
لو تمعنت في تفاصيله لوجدت جمالية الغرافيكس والمؤثرات الصوتية.
باختصار شديد، الفيلم عبارة عن صدمات وسيناريو غير متوقع، ومع ظهور كل شخصية تُصدم بالأخرى، لقد استمتعت بمزيج من الأكشن والكوميديا (كان شي خرافي)».
وتابعت: «أتوقع أن هذا الجزء سيحظى بإعجاب كبير من عشاق أفلام (مارفل)، خصوصاً شخصية سبايدرمان (حيل تسوى النطرة)، لهذا يمكن أن تشاهده لأكثر من مرة، باعتبار أن المرّة الواحدة لن تكفي».
أما عبدالله الحسن، فقال لـ«الراي»: «بعد أن حظيت بفرصة مشاهدة الفيلم، يمكنني أن أوكد التالي، وهو أن الجزء الحالي من سلسلة أفلام سبايدرمان، يعتبر الأفضل، سواء من ناحية الموسيقى التصويرية والإخراج والتمثيل والغرافيكس، كما لفت انتباهي أداء الممثل توم هولاند، إذ لاحظت وجود نضوج، خصوصاً في المشاهد الدرامية، إذ كان مؤثراً جداً.
باختصار، هو فيلم رائع وممتع مليء بالمفاجآت، خصوصاً عند استحضار الشخصيات القديمة، وأعتقد من وجهة نظري الشخصية بأن الفيلم مناسب لجميع الفئات العمرية، وتقييمي له 10/10».
بدورها، قالت شوق أحمد لـ«الراي»: «أجمل ما في الفيلم، والذي لفت انتباهي كثيراً هو عنصر المفاجأة، لدرجة أن الجمهور الحاضر في القاعة صفق أكثر من مرة.
كذلك لا أنسى جمالية الموسيقى التصويرية التي فعلياً تشد لاشعورياً، كما لا أبخس حق المخرج الذي أعتبره من وجهة نظري العمود الفقري لهذا النجاح.
وكذلك توم هولاند، كان مبدعاً كعادته (حيل متشوقة للجزء اللي بعده)».
وأضافت «مع هذا كله، أرى أن ما يعيب الفيلم هو مدته الزمنية الطويلة التي تصل إلى ساعتين ونصف الساعة، وأحداثه متداخلة وسريعة».
فريق عمل الفيلم
بطولة: توم هولاند وأندرو غارفيلد وتوبي ماغواير بأدوار «سبايدرمان»، زيندايا (إم جاي)، بنديكت كامبرباتش (الدكتور ستيفن سترينج)، جون فافرو (هابي)، جاكوب باتالون (نيد ليدز)، ماريسا تومي (ماي باركر)، ألفريد مولينا (أوتو أوكتافيوس)، ويليم دافو (غرين غوبلن)، جيمي فوكس (إلكترو)
إخراج: جون واتس
سيناريو: إريك سومرز وكريس ماكينا
إنتاج: مشترك بين شركتي «مارفل ستوديوز» و«كولومبيا بيكتشرز».