جامعة الكويت تستعد لإنشائها في «الشدادية» بمساحة مليون متر مربع لتضاهي نظيراتها العالمية
«المدينة الطبية الجامعية»... نقلة أكاديمية نوعية
- محمد صادق لـ«الراي»:
- المشروع سيحل كثيراً من الإشكاليات التي تعانيها الكليات الطبية حالياً
- 5 كليات طبية ومرافق ترفيهية ومستشفى وفندق ومراكز أبحاث
انتهت جامعة الكويت من تكوين الفكرة العامة لتصميم الحرم الطبي الجامعي في الشدادية، والذي سيتم بناؤه على مساحة مليون متر مربع في مدينة صباح السالم الجامعية في منطقة الشدادية، ليشهد ولادة منشأة طبية أكاديمية تضاهي المدن الطبية التعليمية العالمية، والتي ستشمل 5 كليات طبية ومرافق ترفيهية ومستشفى طبياً متكاملاً وفندقاً ومراكز أبحاث طبية متميزة.
وقال مساعد مدير البرنامج الإنشائي للتخطيط والتصميم والمتابعة في جامعة الكويت الدكتور محمد صادق لـ«الراي»، إن مشروع الحرم الطبي في جامعة الكويت يعتبر فريداً من نوعه في الكويت، لأن الوضع الحالي يعتبر وضعاً موقتاً بالنسبة للكليات الطبية في جامعة الكويت، مبيناً أن الكليات الطبية الخمس الموجودة حالياً في موقع الجابرية تستعين بمستشفى مبارك التابع لوزارة الصحة، وتفتقد أموراً كثيرة هي الأساس للعملية التعليمية للتخصصات الطبية.
وأضاف صادق «أن المشروع سيحل كثيراً من الإشكاليات التي تعانيها الكليات الطبية حالياً، ويسد الكثير من النواقص، وهذا المشروع متكامل، وهناك تصورات بأن تقوم جامعة الكويت بفتح تخصصات طبية جديدة في المستقبل، ونضع ذلك بعين الاعتبار»، موضحاً أن الكليات الطبية الخمس الحالية هي المكون الرئيسي للمدينة الطبية الجامعية.
ولفت صادق إلى أن تدريس وممارسة الطب هي عبارة عن عملية متكاملة، فالطبيب يحتاج إلى عوامل أخرى في العملية التعليمية، ونحن نتحدث عن ممارسة لتخريج أطباء مؤهلين تأهيلاً جيداً، ولقد أخذنا بعين الاعتبار إنشاء مستشفى تعليمي تابع لجامعة الكويت، وهذا المستشفى سيكون على مساحة كبيرة وتخصصات متنوعة ومختارة بشكل دقيق، ليستفاد منه في عملية تدريس الطلبة في العمل الميداني.
وتابع «إن المدينة الجامعية بشكل عام تقدر مساحتها بست ملايين متر مربع كمساحة إجمالية، خصص منها مليون متر مربع لموقع الحرم الطبي، والذي سيتكون من الكليات والمستشفى ومنافع أخرى تؤدي جميع الأغراض في المدينة الطبية، على مستوى عالمي حديث»، مشيراً إلى أنه سيسد مجال الجانب البحثي الطبي، من خلال تخصيص مبانٍ لمركز الأبحاث الطبية، داخل الحرم الطبي.
وأشار صادق إلى أن الحرم الطبي الجديد سيشمل مركزاً ترفيهياً وصالة ألعاب رياضية، وسكناً لهيئة التمريض، وسكناً موقتاً للمرضى وفندقاً للذين يحتاجون لعلاجات بسيطة من القادمين من دول أخرى، لافتاً إلى أن أعمال التصميم بدأت قبل جائحة كورونا، وهذه الفترة أثرت على الجدول الزمني للمشروع وتطور الأعمال، ونحن الآن في طور الانتهاء من المرحلة الأولى من التصميم، وهي مرحلة تكوين الفكرة ورصد الاحتياجات، متابعاً «لقد انتهينا من اختيار الفكرة الرئيسية وانتقلنا بها إلى مرحلة تطوير الفكرة، ومع بداية العام الجديد سننتقل للمرحلة الثالثة وهي اعتماد الاعمال التطويرية للفكرة، وتحتاج إلى سنة تقريباً، وبعدها سنبدأ بطرح المشروع ومن المتوقع خلال عام ونصف نكون قد انتهينا بشكل كامل من أعمال التصميم».
3 سنوات للتنفيذ
لفت صادق إلى «أن تنفيذ المشروع مجدول له ثلاث سنوات للتنفيذ، وبين مرحلة التصميم والتنفيذ هناك فترة طرح المشروع للتنفيذ»، متمنياً تقليص الإجراءات الحكومية وتقليص الدورة المستندية لانطلاق تنفيذ المشروع بشكل أسرع.
وبيّن أن الشباب الكويتي كان لهم دور فعّال ومحوري في هذا المشروع، «وأنا مهما أتكلم عن دور الشباب الكويتي خاصة في مشروع بنفس هذا الحجم ونطاق الأعمال، لا يمكن أن أوفيهم حقهم، وأغلب أعضاء فريق التصميم بالبرنامج الإنشائي من الشباب الكويتي، وعلى مستوى عالٍ من الكفاءة ومسؤوليتهم كبيرة حيث يتابعون أعمال المستشارين العالميين وجميع مشاريع الحرم الرئيسي الطبي في الشدادية»، مشيراً إلى أن اختيار المستشارين يتم بدقة عالية جداً، ودور الشباب أن يكونوا على قدر المسؤولية لمتابعة أعمال المستشار.
الدورة المستندية أبرز المعوقات
كشف صادق أن طول فترة الدورة المستندية للمشروع من أبرز المعوقات التي تصادفهم، حيث يعاني منها الجميع بشكل عام في الكويت، فبيننا وبين فريق التنفيذ فترة طويلة، لننتهي من تصميم المشروع تمهيداً للدخول في مرحلة التنفيذ، مشيراً إلى أن طول فترة الدورة المستندية تؤثر في سير الأعمال، داعياً إلى تعزيز روح التعاون بين مؤسسات الدولة وتسهيل الإجراءات، حيث إن الفائدة تعود على الجميع بتقليص المدد الزمنية للمشاريع، وهذا يؤثر على الميزانية المرصودة لتلك المشاريع.
5 شركات عالمية تعمل بالمشروع
أوضح صادق أن «فريق العمل استفاد من الدروس السابقة، وحاولنا قدر الإمكان أن نطبق أحدث الأساليب والطرق الموجودة حاليا في سوق العمل بالنسبة لقطاعي التصميم والتنفيذ»، مضيفاً «نعمل على تقليل المشاكل التي تحصل في عملية التواصل بين أطراف المشروع، وتعمل في المشروع 5 شركات عالمية على تنفيذه، تحت مظلة (نمذجة المعلومات)، من خلال التواصل الدائم مع الفكرة التصميمية».