نقابة الفنانين والإعلاميين أقامت حفل تأبين للراحل

دعيج الخليفة... «ما راح ننساك»

تصغير
تكبير

الوفاء صفة لا يتمتع بها الجميع... لكن رفقاء درب الراحل الشاعر المستشار الشيخ دعيج الخليفة الصباح اتسموا بها عندما اجتمعوا في حفل تأبينه الذي أقامته نقابة الفنانين والإعلاميين مساء أول من أمس، وكانت كلمتهم الموحدة «ما راح ننساك»، حيث كان في مقدم الحضور رئيس مجلس النقابة الدكتور نبيل الفيلكاوي والفنانون عبدالعزيز المسلم وجمال الردهان وبدر البلوشي والملحن فهد الناصر.

مسيرة زاخرة بالعطاء

في البداية، استهل الردهان، عريف حفل التأبين، كلمة أثنى فيها على محاسن الراحل ومسيرته الزاخرة بالعطاء والتواضع مع جميع منتسبي المجالين الفني والإعلامي، قائلاً: «هذه الطيبة والتسامح في شخصية الراحل لم تأتِ من فراغ، وإنما لأنه كان باراً بوالدته ولأنه جاء من أسرة طيبة، حيث إنني شخصياً عرفته منذ 30 عاماً، ومنذ حينها أصبح التواصل بيننا لدرجة أنه كان يتصل بي قبل كل عمل عارضاً تنفيذ المقدمة ونهاية العمل على حسابه الشخصي، وكنت أعتقد أن ذلك يحدث معي فقط، لكن في ما بعد وجدت أنه كان يتبنى دعم الجميع».

شخصية استثنائية

بعد ذلك، تحدث الدكتور الفيلكاوي، قائلاً: «شكراً لكل الحضور على وفائهم تجاه الراحل، وشكراً للزميل الصحافي مفرح حجاب صاحب فكرة هذا التأبين. فالراحل (بوخليفة) كان مُلكاً لأهل الفن والإعلام، فقد كان عضواً فخرياً لفرقة (المسرح الشعبي) ولن أنسى دعمه لنا في مهرجان (الخرافي المسرحي).

كان حريصاً على حضور كل الفعاليات، لدرجة أنه في مسرحية (سلاحف النينجا) كان يقف على الباب لمساعدة الجمهور على الدخول، وبعد انتشاره على (السوشيال ميديا) أصبح داعماً للفرق التطوعية والجمعيات الخيرية وأصحاب الهمم، فعلاً كان شخصية استثنائية بتواضعه وعدم اهتمامه بالمظاهر ومكانته الاجتماعية».

متسامح ومتواضع

وبدوره،قال المسلم: «كان الراحل متسامحاً مع الجميع، وجهوده كانت واضحة للعيان ولم ينقطع مع الكل من خلال تواجده في كل المناسبات، وشخصياً تعرفت عليه بعد الغزو الغاشم عندما أردنا إعادة إعمار مسرح الدسمة، فكان من بين الشباب المتطوعين. حينها لم أعرفه، وبعد مرور أسبوعين على عمله واجتهاده اقتربت منه وسألته عن اسمه وأخبرني حينها (أنا دعيج الخليفة) فقط، وهنا لمست مدى تواضعه ومحبته الكبيرة للكويت ولأي عمل وطني».

وتابع «منذ حينها إلى يوم وفاته، لم أقدم عملاً فنياً إلا وكانت له بصمة ودور به، حيث شارك معي في أول عمل مسرحي بعد التحرير (فري كويت) ثم مسرحية (عاصفة الصحراء)، إذ كان يكتب ويلحن أمامي ونتناقش معاً. كان الراحل يعيش لأجل إسعاد من حوله، مبتسماً في وجوههم، لهذا الجميع اليوم يشعر بالحزن على رحيله».

داعم للشباب

أما البلوشي، فقال: «بوخليفة رحمه الله كان مُحباً للجميع، وكان أول الحاضرين في افتتاح فيلمي السينمائي (باب رقم 5)، فعلاً كان داعماً كبيراً لكل الشباب وفي جميع المناسبات».

«عضيدي وسندي»

وتبعه الناصر قائلاً: «أقف اليوم لأنعى عضيدي وسندي وأخي الأكبر الذي لم تلده أمي، والذي تعجز حروفي عن وصف ما ينتابني منذ خبر رحيله من ألم وحزن شديدين.

أقف اليوم لأنعى الرجولة والشهامة وسمو الخلق، وسمو الأدب، أنعى الحب والتقدير، وأنعى كل صفات الذوق والاحترام والشعر والفن في فقيد قلوبنا، خالص عزائي إلى أسرتنا الحاكمة الكرام وذويه ووالدته الكريمة ومحبيه وأعزّي نفسي، أحسن الله عزاءنا جميعاً ولا أراكم الله مكروهاً بعزيز».

السيرة العطرة

الأحبة في تلك الليلة كانوا كثراً، حيث عبّروا بكلمات مليئة بالحزن على رحيله، من بينهم مدير مكتب مساعد وزير الخارجية لشؤون المراسم والتشريفات ماجدة الزهر، وكيل أعماله خالد المطيري، الدكتورة منى القاسم من اتحاد عمال الكويت، صلاح الكندري من المقاهي الشعبية والإعلامي ناصر العطية، إذ اجتمعوا على حسن سيرة الراحل العطرة وتواضعه ومحبة الناس له.

قصر دسمان... انطفأ نوره مرتين

تحدث رفيق دربه حمد عايد العنزي، الذي عاش معه طوال عمره في قصر دسمان، قائلاً: «حزني شديد جداً على وفاته، إذ صحيح أنني أكبر منه سناً، لكن فعلياً تعلمت منه العدل والصدق والحب.

كان رحمه الله متواضعاً مع كل من حوله، لدرجة أن عمال النظافة كانوا ينتظرونه يومياً أمام باب البيت للسلام عليه، وكان يسعد بذلك.

كما أنه لم يكن لديه خادمة في البيت، وكثيراً ما كان يقدم الطعام والشراب لضيوفه بنفسه».

وأضاف «قصر دسمان انطفأ نوره مرتين بالنسبة إليّ، الأولى مع رحيل أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد الصباح، والثانية عند وفاة الشيخ دعيج الخليفة الذي كان مثالاً للتسامح مع كل الناس حتى المسيئين له (عمره ما قاضى أحدا)، وللمرة الأولى أفصح عن معلومة اتهمه الكثيرون بها، بقولهم إنني من أكتب له الشعر، وها آنذا أمامكم أقسم بالله أنني لم أكتب له يوماً بيتاً من الشعر، لكن كنا نتناقش ونتشاور في الأمور الشعرية فقط».

بقاء «المميزون» و«المسرحيون»

أعلن الزميل الصحافي نايف الشمري عن بقاء مهرجاني «المميزون» و«المسرحيون»، حتى بعد رحيل الخليفة.

وقال في كلمته: «بوخليفة ترك فراغاً كبيراً في قلوبنا وفي مجالنا الفني والإعلامي، كونه كان جزءاً كبيراً لا يتجزأ منه، وعلاقتي به بدأت منذ العام 1998 واستمرت حتى رحيله، فكان داعماً لي في كل المجالات، وهو مؤسس فكرة المهرجانين التكريميين (المميزون) و(المسرحيون)، اللذين أعلن لكم أنهما سيبقيا مستمرين تحت رعايته وصورته لن تُزال، حتى لو اضطررت لأن أتحمل كل الأعباء المالية من جيبي الخاص، وهذا أقل وفاء أقدمه له».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي