الحلقة الأخيرة من السلسلة الوثائقية على تلفزيون «الراي» سلّطت الضوء على جهود المبادرين أصحاب المشاريع
«الجائحة»... أم الابتكار
من رحم الأزمات تولد الفرص... وأزمة «كورونا» حملت إلى العالم آثاراً سلبية على الأوضاع الاقتصادية، فغيّرت أوضاع العالم... ولكن من رحم هذه الأزمة، نجح المبادرون في خلق فرص ذهبية، كانت سبباً في زيادة الكميات المنتجة رغم الأزمة، وحقّقت عوائد كبيرة رغم الظروف الاستثنائية، والإجراءات الحاسمة التي اتخذتها الحكومة، لتجاوز المرحلة الحرجة. ومع إعلان أول إصابة بـ«كورونا» مطلع العام 2020، بدأت الحكومة والجهات المعنية، بالتواصل مع أصحاب المشاريع في قطاعات سوق العمل المختلفة.
في الحلقة الأخيرة من السلسلة الوثائقية بعنوان «الجائحة»، التي عرضها تلفزيون «الراي» مساء كل سبت، تحدث بعض أصحاب المشاريع الخاصة عن التحديات التي واجهتهم، وكيف تمكنوا من تجاوزها، ليظهروا قدرات ومهارات الطاقات والكوادر الوطنية، فكانت الجائحة بحق «أم الابتكار».
«رب ضارة نافعة»... هذا كان لسان حال بعض أصحاب المشاريع التجارية، الذين تمكنوا من التكيّف مع متغيّرات السوق بشكل يومي وتأثير قرارات الحكومة، فكان القطاع الخاص عضيد الحكومة في مجابهة الجائحة، وأثبت قدرة استثنائية في الحرب على جبهة الأمن الغذائي، في ظل إقفال الموانئ العالمية وارتفاع تكاليف الشحن، وحتى الحد من أو حظر تصدير لبعص السلع.
من «هيئة الغذاء» إلى «التجارة»... خلية عمل متواصلة
• الزواوي: كنت أواجه 20 مشكلة في الأيام العادية ومع «كورونا» وصلت إلى المئات
قال المدير التنفيذي لـ«طلبات الكويت» سابقاً عزان الزواوي، «كان هناك فريق مخيف، يشتغل 19 ساعة في تلبية الطلبات في اليوم. ودخلت علينا (كورونا) ولا ندري ماهي (كورونا)... ولا أحد يعرف ماهي، وكم ستستمر أزمة (كورونا)؟ هل ستستمر أياماً؟ وهناك من يقول أنها ستطول سنوات... ونحن لانعرف كم ستطول الأزمة والفريق ظل مركزاً ويعمل بشكل جيد».
وزاد «بدأنا في المساعدة في تجاوز الجائحة، ودخلنا في قطاعات مختلفة من الجمعيات والمطاعم وأهم عامل للزبائن، وكان مهماً لدى البعض، الاكل من المطاعم. وواجهنا مشاكل. وكنا نعمل... ونغلق فترة 3 دقائق، بسبب الضغط».
وأضاف «استخرجنا التراخيص وبدأنا العمل... وفجأة السائقون يتصلون، بسبب منع هيئة الغذاء، ولم يكن أحد يخبرنا أننا نحتاج ترخيصاً من هيئة الغذاء. وكان السائقون يقفون في الشارع وهي إحدى المشاكل، وهيئة الغذاء عملهم يشكرون عليه، ولكن هناك سوء فهم بسبب ضغط العمل. وكنت أدخل وزارة التجارة وأجد خلية عمل متواصلة من الجميع».
وأضاف «تخيل حجم طلبات التوصيل الكبيرة. وكنا غير قادرين على تلبية الطلبات وتأثر قطاع التوصيل والكل تأثر، وكنت أواجه 20 مشكلة في الأيام العادية وفي أيام (كورونا) كانت تصل مئات المشاكل.
وكان شيء غريب وهذا أمر جديد ولا أحد يعرف إذا كان اجتهاداً صحيحاً أم خطأ». وأفاد «كنا نريد أن نوصل للجمعيات بالمجان. ولم نفكر في الربح بل كنا نفكر بالمساعدة».
القطاع التجاري مختلف... وبيئة العمل بدأت تتغير
• الطريجي: هناك فرص أكثر بعد الأزمة ولدينا فريق شباب وشابات
قال الرئيس التنفيذي لـ«إليفيشن برجر» عبدالعزيز الطريجي «أسسنا علامة تجارية في قطاع التغذية، يعتمد على أساس متكامل. وأسسنا الكيان القانوني في فرع الافنيوز في العام 2010، بعدها فتحنا فرعاً في الحمراء. وتوالى فتح الافرع إلى اليوم، بفضل جهود المجتمع الذي نعيش فيه ودعم العاملين.
ووصلنا إلى 14 فرعاً، حيث إنّ طبيعة عملنا هي التقاء بشري، والناس تجتمع للجلوس إلى طاولة واحدة. وما حصل في (كورونا) عكس طبيعة عملنا في المطاعم.
وكان غريباً علينا وصعباً. وبدأنا في إعادة ترتيتب القطاع، وبدأنا بتغليف الأطعمة. ولدينا هوس في خدمة العملاء، وهو أمر مهم لنا، وكنا نريد أن يطمئن العميل على الاكل الذي يصل إلى بيته».
وأضاف الطريجي «عندما أبلغ عزان الزواوي أن هناك نقصاً في السائقين، قد يسبب تأخيراً في الطلبات يستغرق أكثر من ساعة.
وكانت مشكلة بالنسبة إلينا وأخذنا قراراً صعباً في إيقاف خدمة التوصيل لمدة يومين»، مشيراً إلى أنّ «لا أحد يعرف ماذا سيحصل... ونجحنا في تجاوز الازمة، وكنا في سباق ولم نعرف متى تنتهي الأزمة وكان شيئاً مزعجاً لنا».
وشدّد على أنّه «كان من الضروري أن نذكر أخواننا في الصفوف الأمامية... وكنّا حريصين على التواصل مع الصفوف الأمامية. ولم نكن نراه أمراً دعائياً، بل واجباً وطنياً. وكنا نريد ننشر البهجة لهم».
واعتبر أنّ القطاع التجاري مختلف بعد أزمة «كورونا» والاختلاف كبير والعالم اختلف وهناك فرص أكثر بعد الازمة وبيئة العمل بدأت تتغير. ولدينا فريق أنا مدين لهم من مجموعة شباب وشابات.
2020 عام الجائحة... والتسوق الإلكتروني
• الخليفي: المنتج الكويتي كان هو السائد وليس الأجنبي في مجال الألعاب
• شخصية مرموقة طلبت مني لعبة «ليلى والذيب» و«انحش يالذيب»... وكانت واسطات
قال مدير عمليات تطبيق «تيله» إبراهيم الخليفي، إن سوق الألعاب الجماعية شهد نقصاً، وكان ثمة حاجة لطلب شراء الألعاب، لعدم توافر وقت وكانت الفترة قصيرة.
وأضاف: مشينا بشكل سريع، وبمعدل مضاعف كل شهر... وصلنا لقناعة أن حققنا رأس مالنا ودخلنا السوق وتلبية احتياجات الزبائن.
وبدأنا العمل في نمو مستمر، حتى وصلنا لقناعة أنه في العام 2020 سنحقق رأس المال. وبدأت الدنيا تمشي بشكل صحيح.. وبدأت تتضاعف الطلبات شيئاً فشيئاً.
وتابع «كنا نفكر بالجانب السلبي... وكنا نظن أن كل أعمالنا ستتوقف... ولكن بعد أن استوعبنا الأزمة بدأنا العمل وزادت الطلبات وبدأت العملية بالتوسع وكثرت... وأصبحنا نوجه نقصاً في البضائع... وقمنا نبحث عن المورد المباشر حتى نسد النقص.
وبدأ المنتجون الكويتيون الذين يصنعون الألعاب يتحدثون إلينا، لان المنتج الكويتي كان هو السائد وليس الأجنبي في مجال الألعاب.
وكانت الألعاب الجماعية هي الأكثر إقبالاً... وكنا نواجه مشكلة نقص العاملين في جميع الأقسام، وبدأنا نأخذ عمالاً من شركات مغلقة». وأضاف أن «مشاكل حصلت بسبب زحمة الزبائن.
وقد أوقفنا الإعلانات بسبب سعينا للحفاظ على الخدمة، من دون التوسع مع ازدياد الأعداد.
وكنا في مشكلة كبيرة بسبب ذلك. ومن المواقف أنني تلقيت اتصالاً من شخصية مرموقة، وطلبت مني توفير (لعبة ليلى والذيب) و(انحش يالذيب)... وكانت واسطات».
وأكد أن التجارة العالمية كانت تنمو في المحيط الجغرافي، وكنا نهدف لخدمة الزبائن في تجربة التسوق في اختيار الألعاب. والكل بدأ يعرفنا ولدينا جولة في الاعمال المقبلة، وسنتوسع في السوق السعودي.
طلبات مضاعفة وأرقام ضخمة... وقفزة كبيرة
• المتروك: شعرت أني رئيس وزراء من كثرة الواسطات التي تريد مني تلبية طلباتها
• أحد الطلبات بـ663 ديناراً كان الأكبر من شخص واحد في تاريخ الشركة
قال المدير العام والشريك لتطبيق «تونز» للمواد الغذائية علي المتروك، إن التطبيق خاص لشراء وتوصيل أغراض الجمعية إلى العميل، بدأنا العمل وكان نمو الشركة جيداً، حتى جاءت الجائحة وتغير كل شيء.
وأضاف انه في شهر مارس بدأت تصل طلبات كبيرة.
ولم نكن نقدر على تحملها. وبدأت عملية الطلبات تتضاعف.
وشعرت أني رئيس وزراء، من كثر الواسطات التي تريد مني تلبية طلباتها. ووضعنا خطة لتلبية طلبات العملاء.
ولم نكن قادرين على التعيين. وكان أحد الشركاء لديه سلسلة مطاعم، فحول العاملين للشركة لتلبية الطلبات الكبيرة والمساعدة.
ومع هذا لم نكن قادرين على تلبية المطاعم، ومن القرارات أن نلتزم بالتوصيل.
وزاد «كانت الطلبات مضاعفة والأرقام ضخمة. وكانت قفزة كبيرة لم نشهدها من قبل. وكانت مستويات عالية. وكان أحد الطلبات من المناطق الداخلية بـ 663 ديناراً. كان أكبر حجم من الطلبات من شخص واحد. وأكبر طلب في تاريخ الشركة».