No Script

قدمتها فرقة المسرح الشعبي ضمن «الكويت المسرحي 21»

«الطابور السادس»... للخيانة أوجهٌ متعددة

تصغير
تكبير

تتعدد الوجوه، والخيانة واحدة!

هذا ما أرادت أن توصله المؤلفة فاطمة العامر إلى جمهور مسرح الدسمة، عبر مسرحية «الطابور السادس» من إخراج علي البلوشي، والتي عُرضت أول من أمس، ضمن فعاليات الدورة الحادية والعشرين لمهرجان الكويت المسرحي.

المسرحية حملت في مضمونها الكثير من التأويلات والإسقاطات، كما نجح مخرجها البلوشي في صناعة مزيج بين المسرحين الأكاديمي والواقعي، من خلال تناوله لموضوع الخيانة، بكل أشكالها، سواء كانت الخيانة العظمى للوطن، أو خيانة الأمانة والصديق والزوجة.

في «الطابور السادس» كانت هناك علامة تعجب كبيرة، ظلّت حائرة على وجوه الحاضرين، ولسان حالهم يقول: «هل يوجد طابور سادس أصلاً»!... لكنهم سرعان ما أدركوا أن الكاتبة استلهمت الفكرة من «الطابور الخامس» وهو طابور الخذلان والخيبة، لأولئك الذين يقفون إلى جانب الأعداء ويعملون ضد أوطانهم.

وقد أصاب البلوشي حين استعان بالدمى القبيحة، في إشارة واضحة منه إلى العملاء والخونة، الذين يتآمرون على أبناء جلدتهم.

فقد شاهدنا عرضاً ثرياً للغاية، نصاً وأداء وإخراجاً، فتجلّى أمامنا عملاً ناضجاً وعفوياً.

أما السينوغرافيا، فقد كانت أحد أبطال العرض، إذ يُحسب لمصممة الأزياء والديكور منى التميمي اختيارها للملابس الملائمة، التي كانت لها دلالات عميقة، فضلاً عن قطع الديكور على الخشبة.

لكن يعاب على العمل أنه لم يتقن الهندسة الصوتية، حيث بدا الصوت مرتفعاً في بعض الحالات.

يُذكر أن «الطابور السادس» من تمثيل: يوسف البغلي، محمد جمال الشطي، رازي الشطي، عبدالله الحمود وسالي فراج، «دراما تورج» لفلول الفيلكاوي، مدير الإنتاج نوح بوكبر، موسيقى للملحن هاني عبدالصمد، في حين تولى فاضل النصار مهام المخرج المنفذ والإضاءة.

الندوة التطبيقية

أعقب العرض، ندوة تطبيقية في صالة الندوات بمسرح الدسمة، أدارتها الإعلامية نيفين أبو لافي، بحضور المُعّقب الدكتور أيمن الخشاب، ومؤلفة المسرحية العامر والمخرج البلوشي.

واستهل الخشاب كلامه مشيداً بثراء العرض، الذي قال إنه حقق الكثير من المتعة، لافتاً إلى أن مسرحية «الطابور السادس» مشتقّة من فكرة «الطابور الخامس» المعروفة لدى المواطنين الذين يقومون بخيانة شعبهم ومساعدة الأعداء لاقتحام المدنية.

الخشاب، تحدّث عن الأدوار التي أدّاها أبطال المسرحية، وقال إن الخيانة هي الطابع المشترك أو المميز بين الشخصيات، والتي تكشفت عن طريق «مونولوجات» الاعتراف بالذنب، مشيراً إلى أن الخيانة لها أوجه متعددة.

ولفت إلى أن الشخصيات تطرح ازدواجية ما بين الإنسان والدمية، «ولعلّ أكثر اللحظات إمتاعاً عندما يترك الممثل الدمية لتظهر بشكلها الإنساني، فنرى وجه الإنسان ونسمع صوته عوضاً عن سماع صوت إلكتروني».

وتساءل قائلاً: «لماذا تحولت الشخصيات إلى دمى، والتحوّل هل جاء نتاج خطيئة فردية أم لظروف مجتمعية؟»، منوهاً إلى أن وجه الدمية «هو معادلة موضوعية للتشوّه الإنساني الذي حصل بفعل الخيانة، وبأن المخرج قد استفاد كثيراً من تقنيات مسرح العبث، والمسرح التعبيري، بل إنه ناقش قضايا واقعية كان من الممكن مناقشتها في المسرح الواقعي».

وتابع الخشاب: «الحقيقة أنني مع فكرة تداخل المناهج، ولا يوجد أي مشكلة في أن يخلط المخرج في المناهج طالما أنه يقدم عملاً متجانساً». وتطرق إلى تصميم الأقنعة وقال إنها تحمل جمالية فكرية وذهنية معاً.

في غضون ذلك، أعربت العامر عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان، بالإضافة إلى إعجاب الجمهور بالمسرحية لا سيما بعد فهم الدلالات التي وجدت في النص، «لأن هذا النص جداً عميق وفيه أكثر من مدرسة، فالجمهور تفاعل وتجاوب مع الموضوع وأحبه»، موضحة أن النص كُتب من عشر سنوات وكان أول نص قامت بكتابته.

أما المخرج البلوشي، فقال: «العمل مرّ بتجارب كثيرة، وأيضاً مراحل كثيرة، وقد استعنت بالدمى بالإضافة إلى تفاصيل أخرى»، لافتاً إلى أنه أجرى مواءمة «دراما تورج»، أي إنه حلقة وصل بين المخرج وكاتبة النص.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي