«الراي» حضرت اليوم الأخير لتصوير المسلسل التراثي في إحدى مزارع الصليبية
«دحباش»... صراع من أجل البقاء في ظل «الطاعون»
بعد مرور أكثر من شهرين من التصوير المتواصل، انتهى أخيراً مشوار صناعة المسلسل التراثي الرمضاني «دحباش»، الذي احتضنته إحدى مزارع منطقة الصليبية، حيث تم تشييد قرية متكاملة في محاكاة للمنازل والأحياء التي ميّزت الكويت خلال الحقبة الزمنية القديمة التي تدور في رحاها أحداث العمل ذي الأحداث الواقعية والمستوحاة من المجتمع الكويتي.
العمل، المقرر عرضه ضمن السباق الدرامي الرمضاني المقبل، يسلط الضوء في فحواه على ثلاثة خطوط درامية رئيسية، أولها شخصية دحباش ابن البادية الذي قدم إلى الكويت، والثاني ولد شمة ابن الكويت، والثالث بلال الإفرنجي الذي فرّ من بلده بسبب الديون التي أثقلت عاتقه، حيث يلتقي الثلاثة عند الشيخ صالح.
ومع توالي وتصاعد الأحداث، سيتضح وجود صراع قائم بين الطواش وابن عمه، إلى أن ينتشر الطاعون في الكويت، الأمر الذي يولّد أحداثاً كثيرة يتجسد فيها الصراع من أجل البقاء ضمن مجتمع صغير متكاتف تصقله تلك المواقف لبناء مجتمع جديد، خصوصاً بعد زوال الوباء عن الكويت.
«خلطة مع بعضها»
«الراي» كانت حاضرة في اليوم الأخير من التصوير، وكان واضحاً أن غالبية الفنانين كانوا قد أنهوا مشاهدهم، ولم يتبق سوى القليل لبعض النجوم، حيث التقت مع الفنانة عبير الجندي التي أشارت إلى شخصيتها في المسلسل قائلة: «أجسد دور موزة، زوجة الطوّاش، وهي تعكس مزيجاً لبعض النساء في تلك الحقبة الزمنية، بحيث تارة تجدها الطيبة، وأخرى العنيدة، وأحياناً الشكاكة (خلطة مع بعضها)، وكما بات معلوماً، فإن المسلسل تراثي تاريخي توثيقي، ويضم نخبة كبيرة من نجوم الكويت والسعودية والبحرين».
«ساحر ومشعوذ»
أما الفنان عبدالإمام عبدالله، فقال: «أجسد شخصية رجل يعمل في تجارة الذهب (صايغ)، إذ يقوم بصناعة بضاعته داخل منزله، لكن الناس أصبحوا يعتقدون أنه ساحر ومشعوذ (واحد مو طبيعي)، الأمر الذي يدفعهم إلى محاربته ونبذه وإبلاغ الشيخ عنه، والذي بدوره يرسل بعض (الفداوية) لخطفه وإخفائه عن الوجود.
وبما أن الحقبة التي يتناولها العمل تاريخية قديمة (قبل 200 سنة تقريباً)، فإنه يعكس كيف كان الناس حينها بسطاء، يحبون بعضهم ومتلاحمين، وبالرغم من ذلك قاموا بنبذه ومحاربته».
«التاجر الطيب»
بدوره قال الفنان محمد الصيرفي: «أجسد في المسلسل شخصية أعتبر أنها مغايرة وجميلة جداً، نريد من خلالها إيصال مجموعة من الرسائل الإنسانية، تتمثل في التاجر (بومبارك)، الرجل الطيب في تعامله مع الآخرين، وهنا نقطة الاختلاف إذ إن المشاهد اعتاد أن يراني دوماً في أدوار الشر، والتي على الصعيد الشخصي أحبها وأستمتع بتقديمها، لكن أردت الظهور في الموسم المقبل بشيء مختلف، وأستطيع من خلاله إقناع الجمهور بما سأقدمه».
«الأب الروحي»
من جانبه، قال الفنان عبدالله الخضر: «لا أرغب في سرد تفاصيل شخصيتي، لكن بصورة عامة سأطل من خلال تجسيدي لشخصية رجل أجنبي، في مسلسل يتطرق إلى حقبة زمنية، والتي قد تكون نادرة وغير متناولة ومطروحة درامياً في السابق، إذ يتم تناولها بتفاصيلها وحذافيرها ومواقفها ومآسيها، وكل الأمور التي حصلت في ذلك الزمن، ومن خلالكم أشكر المؤلف والمنتج مشاري العميري، هذا الأب الروحي بالنسبة إليّ، والذي أتعاون معه منذ ثلاث سنوات ماضية على التوالي، وأتمنى أن تروا في (دحباش) عملاً درامياً يليق بكم».
أما المخرج حسين أبل، فقال: «لا أحب عادة الخوض في التفاصيل قبل عرض أي مسلسل أتولى إخراجه، لكنه بصورة عامة يمكنني القول إن (دحباش) هو عمل مميز بكل ما تعنيه الكلمة، وأتمنى فعلاً أن يأخذ أصداء حلوة خلال عرضه في الموسم الدرامي الرمضاني المقبل، خصوصاً أنه مكتوب بشكل جيد ومتقن، ويشارك في بطولته نخبة من النجوم الأكفاء».
«حقبة مهمة»
من جانبه قال المنتج والمؤلف مشاري العميري: «سيتطرق المسلسل إلى حقبة مهمة في تاريخ الكويت، والتي تبدأ منذ العام 1810، حيث انطلاقة الحلقة الأولى.
أما في الحلقة الثانية، فسننتقل إلى العام 1812، ثم باقي الحلقات ستدور أحداثها بين العامين 1830 و1831، وذلك بأسلوب درامي وإخراجي مغاير عما يطرح في الساحة الفنية حالياً، كذلك سوف يلقي المسلسل الضوء على عام وباء الطاعون الذي أصاب الكويت آنذاك، لدرجة أنه في حينها قد قضى على ثلاثة أرباع أهلها، إضافة إلى وصوله لمنطقة الخليج والعراق وبلاد فارس».
طاقم العمل
يخوض البطولة أيضاً في مسلسل «دحباش» نخبة نجوم، منهم جاسم النبهان (الشيخ صالح)، عبدالرحمن العقل (الطواش بوسعود)، محمد جابر العيدروسي (الشيخ يوسف)، ماجد مطرب (دحباش)، هيفاء حسين (شمة)، فتات سلطان (سعيدة)، فاطمة الدمخي (أم حمد)، زينب كرم (فضة)، عبدالله هيثم (حمود)، إسماعيل الراشد (أبو حمد)، عمر المحيميد (مبارك)، محمد الدوسري (عبدالله ولد شمة)، عبدالله الفريح (أبو علي)، نوف السعد (أم دحباش)، أسماء الفهد (أم موزة)، أحمد بن حسين (بدر)، عبدالعزيز الدليخ (أبو دحباش) وغيرهم.