No Script

رسائل في زجاجة

المتقاعدون

تصغير
تكبير

إنها سُنة الحياة، يعمل ويجتهد الموظف في بدايات عمله للوصول إلى أرفع الدرجات في السلم الوظيفي، واضعاً نصب عينيه خدمة وطنه، وبعد سنين من الجهد والعمل يدق ناقوس الاستراحة وبعضها مبكرة عن وقتها، ألا وهو ما يسمى التقاعد، وهذه الاستراحة إما أن تكون إلزامية بوصول العمر إلى سن التقاعد أو جبراً على الموظف من قبل المسؤولين، أو طوعاً قبل وقت التقاعد. وهو كما يسميها البعض سنة الحياة حتى تعطى الفرصة للشباب وحديثي الوظيفة أن يتدرج في السلم الوظيفي، وهذا من باب إعطاء الفرصة للآخرين.

فكما قلنا إنها سنة الحياة ولكن هذا لا يعطي للآخرين التكلم بأن كبار السن والمتقاعدين ليس لهم أي دور في الحياة وأنهم أصبحوا عالة على المجتمع، فلو نظرنا لوجدنا أن المستشارين هم من كبار السن، وأن مديري كبرى الشركات من كبار السن، وأن رؤساء أكثر دول العالم من كبار السن، وأن المفكرين والعلماء الذين حازوا جوائز نوبل من كبار السن...

إن الحياة لا تقف عند عمر معين، ما زال الشخص يستطيع التفكير والإبداع والعطاء مرة أخرى وقادراً على الحركة، فيجب على الدولة والقطاع الخاص الاستعانة بهم في بعض الأمور حيث لدى هذه الفئة العمرية بعض الإبداعات ورجاحة الرأي وكيفية إدارة المنظومة واتخاذ القرارات المناسبة.

إن السنين من العمل الجاد والمخلص أعطى للمتقاعد خبرة عالية وأداء جيداً في الإدارة، فعلى الدول الاهتمام في المتقاعدين والاستفادة بمن هم ما زالوا قادرين على العطاء والعمل بفكر متطور.

في أوروبا وأميركا خاصةً فإن المدربين والمحاضرين في الدورات التدريبية هم من المتقاعدين. فلا تهملوهم أو تتركوهم في زوايا مظلمة أو تعتبروهم عالة على المجتمع، فليس هذا جزاء جدهم واجتهادهم.

اللهم احفظ الكويت وشعبها وأميرها، وولي عهدها من كل سوء و مكروه، اللهم آمين.

M. Aljumah

kuwaiti7ur@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي