No Script

حروف نيرة

... وما نيل المطالب بالتمني

تصغير
تكبير

لكل إنسان طموحات وأمنيات، ولن يستطيع أن يبدأ الإنسان خطواته الحقيقية إلا بقرارات حاسمة، ووضع خطة وتفكيرٍ عميق، ومن أراد النجاح والوصول يعلم أنه سيمر بصعوبات وظروف قد تعيقه، فمنهم من يقف في منتصف الطريق، ومنهم من يشد على نفسه في الصعاب بالتصدي لجميع ما يقف في طريقه، والناجح هو صاحب الهمة والإرادة القوية الذي لا يستسلم، فالإرادة هي الأساس، وإن شعر بالخوف يضع خططاً جديدة، لا ييأس في إعادة المحاولة وتكرار التجارب ورسم أفكار مختلفة، فكل ما فات من صعوبات يزيد من قوته وثقته بنفسه، فلا يؤجل عمله؛ ولكنه يتصرف بحكمة وفكر سليم مستقيم، بعيداً عن الطرق الملتوية، فلا يسرق جهود الآخرين أو يحاول أخذ مكان غيره.

النجاح الحقيقي يأتي بمجهود الشخص نفسه، ويرفعه أين ما وجد حتى لو وقف في طريقه الفاشلون، ولن يكون مهمشاً؛ لأن قدراته الذهنية واجتهاداته تظل معه وتفتح له أبواباً أكبر من التي تمناها.

ونختم السطور بقصة عامل بسيط قضى عمره كله - تقريباً - للعمل في ورشة أخشاب... كانت هذه الحرفة هي مصدر رزقه الوحيد لأسرته، بنى حياته الشخصية كلها على هذه الوظيفة التي تعوّد عليها منذ أن كان صغيراً، حتى وصل إلى سن الأربعين من عمره، ثم طرده مديره بكل بساطة من المصنع، ولم يكن يجيد في الحياة أي مهنة أخرى سوى العمل في هذا المجال... لم يكن أمامه مفرٍ سوى أن يبدأ تجارة صغيرة لها مخاطر كبرى، فقام برهن بيته الصغير، مقابل القيام ببناء منزلين صغيرين آخرين وضع فيهما كل خبرته في التصميم، وبالفعل تم بيع المنزلين واسترد قيمة الرهان، وكسب الأهم من قيمة الرهان، وهو إعجاب المقاولين؛ فبدأت العروض تنهال لبناء منازل حتى صار متخصصاً في هذا المجال، وصاحب أموال طائلة أهّلته لبناء فندق عالمي.

بالطموح والصبر والاجتهاد تغيرت حياته من عامل فقير إلى ملياردير شهير، وكما الشاعر الكبير أحمد شوقي: (وما نيل المطالب بالتمني... ولكن تؤخذ الدنيا غِلابا)... فلا يصل الإنسان إلى أعلى مكانة إلا بالاجتهاد والجد والتعب.

aalsenan@hotmail.com

aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي