اصمتوا فهو خيرٌ لكم

تصغير
تكبير

زادت في الفترة الأخيرة استفزازات بعض رجال الأعمال للناس، ما بين احتقار فكرهم وانتقاد سلوكهم، والاستهانة بمتطلباتهم، واستكثار كل سلوكياتهم عليهم سواء سفرهم في إجازات أو امتلاكهم سيارات أو أدوات استهلاكية، ويا للهول إذا سمعوا عن تلقيهم بدلات إيجار وتمويناً غذائياً تدعمه الدولة !

(بعض) رجال الأعمال ممن على هذه الشاكلة، نراهم دوماً يساندون أي رأي يطرح لصالح الاقتطاع من قوت الناس والانتقاص من مزاياهم، ويؤيدون كل ما تطرحه الحكومة، بل وما لم تطرحه بعد من نوايا تقشفية.

ولهذا، تراهم (يبيضون على بيض الحكومة) أحياناً، فيزايدون عليها في ما يجب أن تتخذه من إجراءات قاسية ضد الناس، وبشكل قميء جداً وكأنهم شعب متطفل على وطنه ولا ينتمي إلى هذا البلد، ولا يستحق التمتع بشيء بسيط جداً من خيراته التي ما فتئوا ينهلون منها ليل نهار وعلى امتداد ستة عقود منذ بدء تصدير النفط حتى اتخمت أرصدتهم المحلية والخارجية !

هذا (البعض) نراه، مع الأسف، وكأنه يتلذذ وهو يتمنى ليل نهار الاقتطاع من رواتب ومزايا الناس وحقوقهم المكتسبة، يريدون سلخ الرواتب من بدلاتها ومزاياها، ويحلمون ليل نهار (تماماً مثل ماجدة الرومي) ولكن أحلامهم ليست في اتجاه الحب والخير، فغاية أمانيهم زيادة الرسوم على الناس، وغاية الوطنية لديهم فرض الضرائب ووقف التعيينات الحكومية وإنهاء الحقوق الإسكانية والاجتماعية.

لا يعلمون، ولا يهمهم أن يعلموا، كم يعاني الناس من تراجع القيمة الشرائية لرواتبهم! ولا يدركون كم هو مؤذٍ هذا الارتفاع في إيجارات عقارات، غالباً هم يمتلكونها وتستهلك أكثر من نصف دخل الشاب المتزوج الفاقد أصلاً للأمل بالحصول على بيت المستقبل في ظل التصاعد الجنوني لأسعار البيوت، بعدما تحولت المناطق السكنية إلى مناطق للعمارات الاستثمارية! ولا يهمهم (هؤلاء البعض) كم يشقى أولياء الأمور للارتقاء بتعليم أبنائهم بعدما تحطم التعليم العام، ولا يأبهون بتكاليف التطبب الخاص الذي يكسر ظهر الأب ويحطم قلب الأم.

كلامكم المستفز، يا أيها (البعض)، ربما يكون مقبولاً في دول أخرى، ولكن في بلد مثل الكويت لا يحق لكم التفوه بكلمة على الناس إن كانت تجارتكم وإيراداتكم وثرواتكم كلها بنيت (على قفا الحكومة والمال العام).

وقبل أن يتفوه أي منكم بكلمة انتقاد، فليسأل نفسه، هل هو أصلاً يحقق الفائدة للبلد؟ وهل يحقق القيمة المضافة للاقتصاد؟ وهل يمارس الصناعة؟ أو الإنتاج؟ أم هو ممن تضخمت أمواله من أموال الحكومة ؟

تجار الكويت قديماً كانوا أيقونة في الاحترام ويكنّ الناس لهم المحبة والتقدير، ومازالوا يذكرونهم بالخير لأنهم لم يكونوا عالة على الحكومة ولا على المال العام، لا يزاحمون الفقراء في قوتهم، ولا يتمنون أن تتوقف الحكومة عن إعطاء الناس المزايا ليحصلوا هم على المزيد من الأموال، بل كانوا هم من يحرك الاقتصاد الكويتي، وهم من يجلب الخير والأموال ويحقق القيمة المضافة لبلده ولنفسه ولغيره، مثل هؤلاء هم من يستحقون الاحترام والإجلال.

وللبعض من المتلذذين بالتحريض على إيذاء الناس نقول، اعلموا أن الكويت إذا امتحنها رب العزة والجلالة بنقص في الأنفس والثمرات، فستجد من أبنائها كل الصبر والدعم... واعلموا أن الكويت إذا جاعت، فإن أهلها سيطعمونها من لحمهم الحي، ولن يبخلوا عليها بالإسناد مثلما لم يبخلوا عليها سابقاً لا بأموالهم المحدودة أصلاً، ولا بدمائهم كلما حجت حجايجها.

أما أنتم أيها (البعض)، فأفيدونا ماذا أنتم فاعلون إذا جاعت الكويت ونضبت أموالها ؟... هل ستقدمون لها شيئاً ؟... أم سنراكم في بلاد الفرنجة حيث تملأ أرصدتكم البنوك وتكفل لكم ولأجيالكم القادمة الحياة المرفهة على قفا المال العام الذي كنتم تتباكون عليه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي