ما في خاطري

(ربّات البيوت) بعيون المجتمع

تصغير
تكبير

قبل أيام قليلة، تناولت الصحف مقترح لجنة المرأة والأسرة في مجلس الأمة، والذي يتحدث عن تخصيص راتب خاص (لربة المنزل) وأثار هذا الخبر حفيظة البعض، خصوصاً من النساء اللاتي اعترضن على هذا الخبر وشككن في أحقية (ربة المنزل) بهذا الراتب، بحجة أن هذا القرار سوف يشجع المرأة على الجلوس في المنزل وترك أعمالها، وبالتالي سوف تغيب الإنتاجية عند المرأة الكويتية وتذهب هذه الرواتب لمهنة غير مستحقة من وجهة نظرهن.

فأنا هنا لستُ بصدد مناقشة هذا المقترح والتعمق في حيثياته، ولكني سوف أتحدث عن بعض القناعات التي باتت مترسخة في عقول البعض، فهذه القناعات تحتاج لمناقشة وتوضيح للمفهوم الصحيح لـ(ربة المنزل)، فالاعتقاد بأن (ربة المنزل) غير مُنتجة وغير فعالة وأنها شخصية غير ناجحة هي معتقدات خاطئة، فحصر النجاح والإنجاز على العمل خارج المنزل أمر غير صحيح، فالإنجاز وتنمية المجتمع والبلد يتحقق لكلاهما، فالمرأة التي تعمل خارج البيت تساهم في خدمة ورقي بلدها، وهذه النجاحات تتحقق كذلك مع (ربّات البيوت) اللاتي يضعن جل اهتمامهن في تربية أبنائهن وفي تأسيس أسرة متماسكة، وبالتالي ينعكس ذلك على المجتمع، فباعتقادي الشخصي مهنة (ربة المنزل) تعتبر من أعظم الوظائف خصوصاً في وقتنا الحالي الذي نستشعر فيه انعدام الأخلاق والقيم عند البعض من أبنائنا وبناتنا، فالقيم والمعتقدات والأفكار مكتسبة، فاهتمام الوالدين بالأبناء سوف يكسبهم العديد من الصفات الحميدة والتي سوف تتحول إلى سلوكيات سليمة فينعكس هذا الاهتمام بشكل إيجابي على تطور المجتمع وثقافته، ولذلك، إن أعظم إنجاز قد تسجله (ربة المنزل) هو تربية أبناء صالحين يكون تأثيرهم إيجابياً على المجتمع، وهذا الإنجاز العظيم يجب أن تتفاخر به كل (ربة منزل) ضحت بوقتها وبصحتها لتحقيقه.

ولذلك، كل التقدير لكل امرأة اختارت أو جبرتها الظروف بأن تتبوأ منصب (ربة المنزل) ولدورها الكبير والعظيم في تسخير كل وقتها وجهدها وحياتها لخدمة أسرتها، وكذلك لكل امرأة تعمل خارج المنزل وتكافح من أجل أن توفق بين عملها وأسرتها لتحقق النجاح العملي والأسري، فلكلتاهما التقدير والاحترام، وكلتاهما تعمل وتنجز وتحقق النجاح وتستحقان أن تفتخرا بإنجازاتهما التي قد تكون على هيئة نجاحات عملية أو على هيئة أبناء صالحين وأسرة متماسكة.

Twitter: @Alessa_815

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي