مأزق الأديب والفنان الكويتي، أو الخليجي عامة المتواجد في الدول العربية. أنه لا يحكم على إنتاجه طبقاً للمعايير الأدبية والعلمية السائدة، كإتقان اللغة وجودة التعبير، واكتمال عناصر العمل الأساسية، سواء كان شعراً أم رواية، قصة وغيرها. لأنه يأتي من دول نفطية يتبعها الحكم الجاهز الافتراضي أنه جاهل ومُدلّل فارغ وغير موهوب. يهدف للشهرة الجاهزة المُفصّلة على قياسه. والظهور دون شرعية لإبداعه. أو حتى منحه فرصة الاطلاع على عمله. يحكم عليه تعسفاً لأنه أتى لهذه الدول حتى يصل بالطرق السهلة السريعة المختصرة.
بالوقت نفسه، نجد صعوبة بتوجيه اللوم والعتب لهم. لأن بعض الخليجيين دفعوا ليكتب لهم وعنهم. لذا سادت هذه الفكرة وأصبحت رائجة عن الأديب والباحث وحتى الأكاديمي الخليجي الذي لا بد أن يهز جيبه ويفتح محفظته ليحصل على فرصة نشر وعرض ونقد إنتاجه. وهو أمر مشين مؤسف. يدل ليس فقط على ضيق أفق ومحدودية فهم وسطحية وعي الناقد والصحافي والإعلامي فحسب... بل على انزلاقه الدنيء في فخ وهاوية الحكم المسبق الذي يفترض أنه للجهلاء وليس للمثقفين الواعين الأصيلين.
هذا بعض ما يواجهه الأديب الخليجي من صعوبات في الدول العربية. فإن ظهر قالوا لا بد أنه دفع حتى ينشر وينجح. وإن لم يظهر قالوا «مغرور ومتعالي ومنزوي».
كما نجد أن المثقف المنافق هو الذي يشجع النساء على القراءة والاطلاع والمشاركة بالحياة الثقافية وزيارة المعارض والمتاحف. لكن يمنع زوجته من كل ما يقول. يطلب منها الاعتناء بالبيت والأولاد والطبخ والغسيل فقط. فهو بينما يريد للمرأة خارج بيته أن تتثقف وتتطور. ويفضل لنساء بيته محدودية الاطلاع وضيق الأفق والجهل والتخلّف وعدم المعرفة.
يحطم أغلال وقيود النساء في مقر عمله وعلى صفحاته... زميلاته وصاحباته وصديقاته. بينما يضع في يد زوجته وبناته وأخواته ونساء عائلته القيود أشكالاً وألواناً.