قبل أشهر قليلة، حكمت الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي لصالح الرامي الأولمبي فهيد الديحاني بمبلغ 387 ألف دينار، بعد حصوله على الميدالية الذهبية الأولى في تاريخ الرياضة الكويتية في أولمبياد (ريو دي جانيرو 2016)، وبالتأكيد هذا البطل الرياضي يستحق كل المكافآت والجوائز، فما حققه في البرازيل إنجاز تاريخي سوف تذكره الأجيال.
فالمعاناة التي مر بها الرياضي الكويتي فهيد الديحاني للحصول على هذه المكافأة كانت كبيرة، رغم أن هذا البطل قد أفرح الشعب الكويتي قاطبة، وهنا لست بصدد التحدث عن تفاصيل الحادثة التي حصلت له، ففي النهاية هذا البطل حقق إنجازاً استثنائياً في ظروف استثنائية، فيستحق تعاملاً استثنائياً وهذا لم يحدث مع بطلنا للأسف، فهذه المعاناة تجعلنا نتساءل لماذا يحصل هذا الأمر لبطل كويتي استثنائي مثل فهيد؟ ولماذا في الكويت نرى الرياضيين يعانون حتى في الحصول على مكافآتهم؟ وفي المقابل، نرى دول العالم أجمع تبحث عن أي موهبة لصقلها وتحفيزها لتكون ناجحة في المستقبل لتحقق الإنجازات على كل الأصعدة الرياضية المختلفة، فتفتخر بإنجازات أبطالها فتُبنى لهم التماثيل في الشوارع ليقدموا رسالة لبقية الشعب مفادها «اجتهد وحقق الإنجاز لبلدك كي تصل لهذا التكريم»، وفي المقابل يتولد عند رياضيينا قناعة بأن النجاح غير كافٍ، فالتكريم غائب والمعاناة مستمرة، وأقرب مثال هو ما حدث لبطلنا الأولمبي فهيد الديحاني، وكأنها رسالة تحذيرية من البعض مفادها «احذر أن تكون رياضياً ناجحاً في الكويت».
فكل هذه الإحباطات ستؤدي بالنهاية إلى عزوف الشباب عن ممارسة الرياضات المختلفة، وانعدام الحافز لتحقيق الإنجازات القارية والعالمية والأولمبية، وهذه صورة من صور الإهمال التي يعاني منها الرياضي الكويتي، وهذا أمر ليس بجديد، فالرياضة آخر هموم المسؤولين في الكويت والرياضيون كل يوم يشتكون، ولكن لا حياة لمن تنادي. Twitter: @Alessa_815