عقلية طاردة تنظر إليهم كعبء على المؤسسة

التمييز ضد كبار السن بأماكن العمل ظاهرة... تؤرق الأميركيين

تصغير
تكبير

- 78 في المئة من كبار السن واجهوا تمييزاً في عملهم
- 49.3 في المئة لم يعملوا منذ 6 أشهر أو أكثر

بينما يتواصل الحديث عن تأثيرات جائحة كورونا على شروط العمل والعاملين، يعود الحديث مجدداً عن ظاهرتين غير متصلتين تتعلقان بالتمييز الذي يواجهه العاملون بسبب الانتماءات والأصول العرقية، وآخر منفصل يتعلق بالتمييز بسبب السن.

وهاتان الظاهرتان كانتا موضوعين لدراستين أميركيتين تجاوزت كل منهما مسألة تحديد المشكلة وأبعادها إلى محاولة طرح حلول عملية لها.

ففي دراسة أجراها باحثون في جامعتي «انها» و«برايام يونغ» تبين أن أماكن العمل الأميركية تنحو بشكل مطرد نحو التعددية والتنوع في خلفية اليد العاملة التي تستخدمها.

وبنى الباحثون النتائج التي توصلوا إليها على دراسة لـ 65 وكالة حكومية اتحادية مثل الـ «اف بي آي» و«ناسا» و«وكالة الأغذية والأدوية» أو مكاتب متفرعة عنها بين الأعوام 2010- 2015 مع ربطها ببيانات حول الشكاوى والاستطلاعات المتعلقة بالتمييز في أماكن العمل.

وتوصل الباحثون إلى أن نسبة الموظفين من الأقليات في الادارات الاتحادية ارتفعت من 28.4 في المئة بعام 1994 الى 36.7 في المئة خلال 2017.

وعزت الدراسة أسباب هذا الارتفاع إلى الفئات الشابة ذات التنوع العرقي من جهة وإلى نجاح حملات التنوع في التوظيف. وربطت الدراسة بين التمييز العرقي وضعف علاقة الموظفين العاطفية بمؤسساتهم الأمر الذي يلحق الضرر بأداء تلك المؤسسات ونجاحها.

وتناولت الدراسة الثانية لرابطة المتقاعدين الأميركيين، ظاهرة التمييز ضد كبار السن في أماكن العمل والتي تأثرت الى حد كبير بجائحة كورونا، ففي بلد مثل الولايات المتحدة يشكل فيه من هم في سن الخمسين وما فوق ثلث القوة العاملة في البلاد يعد أمراً مثيراً للقلق حيث يقول 78 في المئة من العاملين الكبار في السن إنهم واجهوا تمييزا ضدهم في مكان العمل وذلك حسب استطلاع لرابطة المتقاعدين الأميركيين.

وبالنسبة لمعظم هؤلاء، يتخذ التمييز في أغلب الأحيان شكل استبعاد لفكرة توظيفهم وأحياناً العقلية الطاردة التي تنظر إليهم كعبء على المؤسسة في حال كونهم من العاملين فيها.

وهذا يفسر ارتفاع نسبة من هم في سن الـ 55 وما فوق لتشكل 49.3 في المئة من أعداد العاطلين عن العمل الذين لم يعملوا منذ ستة أشهر أو أكثر.

وفي الوقت ذاته، أفادت إحصائيات رابطة المتقاعدين عن أن ثلثي هؤلاء أعربوا عن استعدادهم لاكتساب مهارات جديدة لكي يحافظوا على تنافسيتهم في سوق العمل.

ويواجه هؤلاء عقبة صعبة إذا ما قرروا مقاضاة مؤسسة ما بدعوى التمييز في السن في رفضها لتوظيفهم، إذ سيكون عليهم تقديم دليل على أن السن كان السبب الوحيد وراء عدم التوظيف، وهذا أمر مستحيل عملياً.

ولا ترى الدراستان مخارج قانونية من هذين النوعين من التمييز وتطرح مخارج أخرى تفترض وجود نوايا حسنة لدى المؤسسات في التخفيف من هذا الواقع. فالدراسة الأولى تعلق الآمال على وجود أرباب عمل متميزين من ذوي المبادئ يعملون على إشاعة أجواء التسامح والتقبل للآخر في مؤسساتهم.

أما الدراسة الثانية فهي تقترح على كبار السن رفع الشكاوى ولفت الأنظار الى مشكلتهم وربما العمل على اكتساب مهارات جديدة إذا تطلب الأمر كذلك.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي