تُفرز بيئة عدائية وآثارها مدمّرة
غيرة العمل... ظاهرة طبيعية وأسبابها نفسية
رغم أن ظاهرة الغيرة جزء من الطبيعة البشرية فإنّها عندما تطل برأسها البشع يُمكن أن تخلّف آثاراً مدمّرة. هذه هي خلاصة ما توصّلت إليه مقالة على موقع «The SHRM Executive Network» حول ظاهرة الغيرة والحسد التي تنتشر في بعض أماكن العمل.
ويلاحظ المقال وجود فروق بين الحسد والغيرة، ولكنه يؤكد أنهما مرتبطان بشكل وثيق بالكيفية التي يرى بها الناس ويصورون تجاربهم في مكان العمل، فيما ينقل المقال عن المديرة التنفيذية وعالمة النفس في مجال الأعمال الدكتورة شيريل كار توضيحها أن «الغيرة لا تعني أن الآخرين يعملون ضدك بل هم يعملون لمصلحتهم فقط». وتضيف أن الحسد والغيرة يسببان شعوراً بالضعف والحرج والنقص.
ويبيّن المقال «الحاسدون يكونون أقل استعداداً لتبادل المعلومات ويصبحون أكثر ميلاً للانخراط في أعمال تخريب وتصرفات غير اجتماعية. وهم كثيراً ما يحجمون عن مساعدة الآخرين ويكونون أقل انفتاحاً مع فريق العمل وينفصلون عن عملهم الأمر الذي يؤدي الى تراجع في الأداء».
وينقل الموقع عن الأستاذ المساعد في جامعة «أريزونا ستيت» كريج ليزر قوله: «عندما توجد الغيرة في منظمة ما فإن المديرين يشهدون استغلالاً لطرف ثالث في التواصل وتناقصاً في الثقة بالعلاقات وتحولات نحو الاكتفاء الذاتي. وبهذا يعمل غرورنا على التعويض عن الافتقار إلى الثقة بالنفس وقد نظهر تصرفات أكثر نرجسية تؤدي إلى مشكلات كبيرة في قدرتنا على العمل كفريق».
ويوضح المقال أنّه في أماكن العمل التي يسود فيها الحسد يبدأ الموظفون بالتشكيك بعدالة مؤسستهم وبنزاهتها ما قد يؤدي إلى شكاوى واتهامات بوجود بيئة عمل عدائية. ويمكن أن يحدث تخريب لعمل الشركة عندما يقوم أحد العاملين باستنزاف طاقة الشركة من خلال تصرفاته المخربة، كما من المحتمل لجوء العامل إلى تأليب أعضاء فريق العمل على بعضهم بعضاً وإلى تقديم تقارير مزوّرة أو تخريب أعمال الشركة بوسائل أخرى.
أسباب الغيرة
وتحدث الغيرة عند وجود انطباع بعدم المساواة أو عندما يشعر العاملون بالحاجة إلى التنافس للحصول على الموارد. وقد أظهرت الدراسات أنّ الذين يتمتعون بثقة عالية بالنفس يكونون أكثر عرضة لاستخدام الحسد كقوة محفّزة، ولكن الذين يمتلكون مستوى عالٍ من العصبية يرون أن الحسد مثير للتوتر ويسعون إلى التخلص من مشاعر الدونية عن طريق أضعاف آخرين في العمل.
وكثيراً ما تُساعد بيئة العمل هذه العوامل عن غير قصد عندما تشجع إجراءات او منظومات العمل ممارسات عدم المساواة والمنافسة.
نصائح للمديرين
يتمتع المديرون بسلطة كبيرة على الصحة الانفعالية لموظفيهم أو فرق عملهم. وتٌحدث الإجراءات التي يتخذونها تأثيراً عميقاً على الآخرين ليس فقط في ما يتعلق بعملهم في المؤسسة بل قد تؤثر حتى عليهم شخصياً.
وهكذا فإنّ على المديرين الذين يرغبون بدعم وجود بيئة عمل صحية أن يخففوا من بعض العوامل التي تُساهم في حدوث الحسد والغيرة، مثل:
• التوظيف بحذر.
• القيادة بشكل واعٍ.
• الدخول في الأحاديث المناسبة.
• تقييم المنظومات والهياكل التي توجد فيها خطورة حسد عالية.