دراسة إجراءات الحدّ من «المنافسة المُشوّهة»

الكتب... تثير حرباً بين فرنسا وشركات عملاقة

تصغير
تكبير

قبل سنوات قليلة كان من المألوف أن نقرأ عن أزمة مصيرية يعيشها الكتاب الورقي أمام الزحف الجارف للكتاب الإلكتروني. ولكن الكتاب المطبوع سرعان ما استعاد قوته ومكانته، دون أي مساعدة خارجية، وإن كان قد سلم بأن عليه أن يتعايش جنباً إلى جنب مع الكتاب الإلكتروني.

الكتاب الورقي لم ينج من الاندثار فحسب بل شهد ازدهاراً ملحوظاً لا يزال مستمراً حتى يومنا هذا، ولكن الخوف من الاندثار انتقل اليوم إلى تجارة الكتاب ولمتاجر بيع الكتب وبالذات التي تتمتع بأهمية تراثية ثقافية مثل المتاجر المشهورة في البلدان الأوروبية الرئيسية مثل فرنسا وبريطانيا.

وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية فإن الحكومة الفرنسية تنتهز فرصة التأييد المتزايد لمتاجر الكتب لكي تواصل شن حرب على هيمنة شركات التكنولوجيا العملاقة على سوق مبيعات الكتب في البلاد.

وجاءت الطلقة الأولى في هذه الحرب من الرئيس الفرنسي ماكرون الذي أعلن أن المطالعة «أولوية قومية» قبل أن تتبعها مناشدة من وزيرة الثقافة روزلين باشيلو للفرنسيين بألا يبتاعوا الكتب أونلاين.

وتضيف الصحيفة أن البرلمان الفرنسي، في خطوة نادرة يمكن أن تُحفز بلداناً أوروبية أخرى على محاكاتها، يعكف على دراسة إجراءات للحد مما يصفها بأنها «منافسة مشوهة» بين شركات مثل أمازون ومتاجر الكتب المستقلة في البلاد.

ومن هذه الإجراءات فرض حد أدنى لرسم التوصيل وحد أقصى لا يتجاوز 5 في المئة على الخصومات على أسعار الكتب.

ولما كانت متاجر الكتب لا تمتلك وسائل التوصيل الخاصة التي تمتلكها الشركات الكبرى فإن الوسيلة الوحيدة أمامها لتلبية طلبات المشترين من مواقعها الإلكترونية بإرسالها عن طريق البريد وهي عملية تكلف بين 6 و7 يورو للكتاب الواحد.

وجاء رد «أمازون» وغيرها من الشركات الكبرى سريعاً، إذ كانت الحكومة الفرنسية ستفرض حداً أدنى لرسوم التوصيل فإننا سنتقيد بذلك وسنفرض رسماً شكلياً هو 0.01 يورو على توصيل كل كتاب.

متاجر الكتب في فرنسا 3 أضعاف بريطانيا

أوردت «الغارديان» بعض الأرقام ذات المغزى المتعلقة بتجارة الكتب في فرنسا، ففي البلاد 3500 متجر كتب بما يزيد على 3 أضعاف عدد المتاجر في بريطانيا، منوهة إلى أنه في 2019 بلغت مبيعات الكتب في فرنسا 435 مليون كتاب بيع أكثر من 20 في المئة منها أونلاين مع العلم بأن عدد سكان فرنسا في حدود 67 مليون نسمة.

ولفتت إلى أن مبيعات متاجر الكتب تأثرت إلى حد كبير بجائحة كورونا وما استتبعته من عمليات إغلاق، ولكن الحكومة الفرنسية سعت إلى التخفيف من آثار ذلك بأن عوضت المتاجر في نوفمبر 2020 عن تكاليف البريد، موضحة أن الحكومة ذهبت لأبعد من ذلك في موجة الإغلاق الأخيرة في الربيع الماضي عندما اعتبرت أن الكتب من المواد الأساسية وسمحت لمتاجر الكتب بالاستمرار في استقبال الزبائن.

ومع ذلك فإن شبح الشركات الكبرى لا يزال ماثلاً أمام متاجر الكتب المستقلة في فرنسا، وهو ما تعبر عنه صاحبة أحد هذه المتاجر في باريس بقولها: «اعتاد الناس على طلب شيء أونلاين وعلى تسلمه بعد يومين، وهذا أمر تصعب علينا منافسته».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي