من الضروري استيعاب ثقافة الأمن الصناعي والسلامة المهنية، والأمان المرتبط في بيئة العمل أو المشروع للعاملين به وللمحيطين بذلك المكان، ومن يمر بالقرب حتى لا تحصل حوادث أو إصابات مثل الحادثة المؤسفة الأخيرة، وهي مقتل شاب رحمه الله نتيجة تأثره بـ(منهول) ارتطم به.
لذلك يجب ألا تمر مثل تلك الحوادث إلا وعملنا استنفاراً شاملاً لقواعد وشروط الأمن والسلامة المهنية، وإعادة قراءة وإعادة تفعيل أكبر لأمان بيئة العمل في المشاريع المختلفة، والتأكيد على تأهيل الشركات للتعامل مع الأخطار المتوقعة، و مدى جاهزية العاملين فيها عبر إجراء اختبارات عملية وتمرينات وهمية للتأكد من مدى استيعابهم للإجراءات المتبعة والاستفادة من المتخصصين محلياً وعالمياً.
وكذلك التأكيد على عمل دورات تدريبية أساسية للعاملين وبالتعاون مع الجهات الحكومية والأكاديمية والهندسة لدينا ومعاقبة أي شركة لا تلتزم بذلك ومراقبة ومتابعة المسؤولين في الجانب الحكومي لتفعيل ما سبق، وإلا لن تنتهي حوادث العمل نتيجة الإهمال وعدم الاحترافية في الأمن المهني و ضرورة عقاب من لا يلتزم بذلك وحتى حرمان أي شركة أو مقاول وضمن الإجراءات والتشريعات المعمول بها وحتى تطويرها وهذا دور الوزير المسؤول لتضييق الخناق على أي مهمل من دخول مثل تلك المشاريع أصلاً، ووضعه فيما يكون أشبه بقائمة سوداء (بلاك ليست) حتى لا يعرض أرواح الناس للخطر فهي ليست لعبة أو مغامرة! و مثل هذا الكلام ذكرناه سابقاً، وهل تذكرون حادثة انهيار الجدار الرملي في مدينة المطلاع السكنية من ذي قبل؟ والذي نتج عنه 6 وفيات و ثلاث إصابات في حينها، وهي جزء من حوادث إصابات عمل عديدة منها إحدى الإحصائيات السابقة عن إحصائية لآخر سنتين لحوادث العمل وهي 37 قتيلاً و47 مصاباً.
والشيء بالشيء يذكر، ومع اقتراب موسم الأمطار فمن المهم تصريف الأمطار بطريقة عملية وانظروا إلى الأمطار في الموسم السابق، وغرق عدد من الشوارع والساحات والاختناقات المرورية كما هو معتاد، وكل ذلك رغم الأمطار الغزيرة التي مرت علينا قبل أكثر من عامين، ولماذا لم يتم التعلم من هذا الدرس بشكل كافٍ؟! ولذلك فتصريف الأمطار يحتاج ببساطة إلى خطط طوارئ ضخمة، وسحب المياه بشكل سريع وعمل اختبارات حقيقية أقوى قبل الموسم، وتفعيل الأبحاث العلمية والأفكار الهندسية والتي تساعد بالاستفادة من الأمطار وإعادة تدويرها حتى نكون فعلاً أصدقاء للبيئة، وهي بالطبع خير ورزق وبركة من رب العالمين، دون أن يكون المطر سبباً للتعرض للأخطار، والخلاصة فإن دور كل وزير أو قيادي هو التركيز على الحلول لأي مشكلة، بحيث تكون تلك الحلول والتوصيات واقعية ومعتمدة على برنامج زمني ومبادرات إيجابية وعلمية وأهداف مرتبطة بمواعيد فعلية بعيداً عن دوامة التصريحات الإنشائية أو ثقافة ردة الفعل فقط، والأهم تفعيل أكثر لمبدأ الثواب والعقاب، والله عز وجل المعين في كل الأحوال. Twitter @Alsadhankw