No Script

لا تستسلم... واجعل الظروف طوع إرادتك

تصغير
تكبير
كل منا لديه أوقات صعود وأوقات هبوط، والمواقف الصعبة في الحياة تجعلنا أقوى بعد أن تتمكن أحيانا كثيرة من عزيمتنا، ومما لا شك فيه أننا جميعا نبذل الجهود لتحقيق النجاح في حياتنا العملية والشخصية، ولكن هل نمتلك القدرة على الصمود طويلا حتى النهاية؟.

(إنسان بدون هدف كسفينة بدون دفة كلاهما سوف ينتهي به الأمر على الصخور)، هذه مقولة شهيرة لتوماس كارليل في حكمته عن الإصرار من أجل البقاء، بمعنى أن إرادتك هي نجاتك من

السقوط في بئر الفشل والعجز، ولا يتوقف الأمر عند الإصرار فقط بل تحديدك للهدف هو أمر يوازي خطك في العزيمة تماما.


إن الحرب مع الحياة والوقوف وجها لوجه في منازلتها أمر لابد منه، وربما جميعنا نحاول لمجرد المحاولة نفسها، لكننا نختلف في مدة الصمود أمامها، وكم التنازلات التي نقدمها ونهدرها بسبب

الفشل المتكرر، مما يجعل مشاعر الإحباط تعتقل الهمة لدينا وتمنعنا من التفكير بتجرد لاتخاذ خطوة جريئة للبدء من جديد.

إن أول الخطوات للنجاح هي أن تؤمن بذاتك إیمانا كاملا، وبقدراتك الداخلية التي لا يمكن لأحد أن يكتشفها أو أن يرحب بها غيرك، جاعلا إيمانك بقدراتك نابعة من إحسان ظنك بالله تعالى، وبما

يقدره لك فإنه السبيل إلى طمأنينة القلب، قال تعالى: ( ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) التغابن 11، ثم تحديد هدفك الذي تسعى لتحقيقه دون أن تعير ظروفك أو معيشتك اهتماما، وأن تؤمن بأن بحثك عن حقك في الحياة نجاح، وبحثك عن النجاح في الحياة حق لا يمكن التنازل عنه، وألا تسمح للسلبيين من أصحاب الآراء الجاهلة أن يسلبوا حقك وحلمك.

كل منا يمر بظروف ليست جيدة، لكن من العيب أن نستسلم أو أن تكون تلك الظروف شماعة نعلق عليها الفشل، خذ تلك الظروف واجعلها تحت أمرك وطوعك، واجمع الحجارة التي أعاقت طريقك يوما ما، واجعلها وقودا لتنطلق بقوة من جديد، فكل العظماء ممن صنعوا التغيير في حياتهم وحياتنا للأفضل كان لهم نصيب كبير من هذه الحجارة والظروف التي يتحجج بها البعض، لكنهم أرادوا فحققوا، وتذكر دائما أن هذه الصعوبات ستمر يوما ولن تعود، واجعل الإصرار قانونا أساسيا في دستور حياتك، وليكن شعارك دوماً قول الله تعالى ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) الطلاق 3.

د.سهام حمدان العتيبي

مستشار تربوي

مدرب معتمد في التوجيه الشخصي والمهني

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي