قراءة أولية في نتائج الانتخابات تظهر الرغبة الشعبية في التجديد والتغيير
تراجع التأثير الإيراني والأميركي... في العراق
- أبرز المفاجآت: ارتفاع مقاعد المالكي وتراجع مقاعد العامري
- الصدر يضمن رئاسة الحكومة بالتحالف مع الحلبوسي وبارزاني
أفرزت الانتخابات العراقية نتائج ومفاجآت أهمها العدد الكبير الذي حصل عليه السيد مقتدى الصدر والمتمثل بعدد أولي يناهز الـ73 مقعداً في مجلس النواب.
أما المفاجأة الكبرى فهي ارتفاع عدد مقاعد نوري المالكي إلى 37 مقعداً، وانخفاض مقاعد كتلة «الفتح» الممثلة بهادي العامري المحسوب على إيران إلى 14 مقعداً بعدما كان يمثل 48 مقعداً ووصل بتحالفاته في انتخابات 2018 إلى الـ60 مقعداً.
هذا إن دل على شيء فهو يدل على نسبة اقتراع ضئيلة بالنسبة للانتخابات الماضية، ودليل آخر على أن الشعب لم يعد يريد القوى ذاتها التي تقاسمت الحكم في ما بينها، وفق مصادر مطلعة.
من الواضح للمراقبين أن المقاعد الزائدة التي حصل عليها رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي تعود أولاً لتحالف العامري مع الصدر قبل الانتخابات، والخوف من صعود السيد مقتدى وتياره.
وهذا ما حصل عبر ذهاب الناخبين إلى المالكي ليساهم هؤلاء بزيادة عدد مقاعده على نحو لم يكن يتوقعه هو نفسه بعدما كان يمثل 25 مقعداً فقط في الانتخابات الماضية.
هذا يعني أن للمالكي حظاً ضعيفاً بالوصول إلى سدة رئاسة الوزراء - كما يتمنى - لأن التحالفات التي يستطيع الوصول إليها الصدر - والذي من المتوقع ان تصل مقاعده إلى نحو الـ80 مقعداً عند نهاية الفرز الأخير والرسمي وقبل البدء بالتحالفات الكبرى - تتيح له إمكان الوصول إلى المقاعد الـ165 بسرعة أكثر من أي حزب أو تكتل آخر، وهو الرقم المطلوب لاختيار رئيس الوزراء المقبل.
وتدل نتائج الانتخابات أن الماكينة الانتخابية للصدر نجحت في اختيار المرشحين على عكس ما حصل مع الأحزاب الأخرى التي رشحت أسماء عدة في الدائرة نفسها ما تسبب بتشتيت الأصوات وخسارتها لصالح التيار الصدري.
إلا أن الصدر يحتاج إلى التحالف مع أحزاب كبرى مثل محمد الحلبوسي الذي يملك 38 صوتاً ومسعود بارزاني الذي يحوز على 32 صوتاً.
وإذا ما اندمج هؤلاء مع بعضهم البعض في تحالف موحد فإن العدد المتبقي للوصول إلى التحالف المطلوب لاختيار رئيس الوزراء يصبح سهلاً جداً.
وبحسب المصادر، فإن انتصار الصدر وخسارة تحالف «الفتح» والاتحاد الوطني الكردستاني (من 18 إلى 15) يُعد خسارة للتيار الموالي لإيران.
أما خسارة ائتلاف النصر بزعامة حيدر العبادي وتيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم فيدل أيضاً على أن التيار الموالي لأميركا الذي كان يملك 61 مقعداً قد مُني بخسارة فادحة عبر حصوله على 4 مقاعد فقط.
ويعني ذلك، بحسب المصادر، أن تأثير إيران والولايات المتحدة سيصبح أقل في العملية السياسية خلال المرحلة المقبلة.
إلا أن مناصري إيران وأميركا ليسوا هم فقط الخاسرون بل ان تيار المرجعية في النجف الأشرف التي طلبت من الشعب حُسن الاختيار قد اختار عدم الذهاب إلى الانتخابات (مشاركة 41 في المئة معلنة إلا أنها مشكوك فيها بحسب بعض المصادر).
وكذلك اختار هؤلاء عدم التصويت للسياسيين السابقين. وقد تجلى ذلك بصعود 30 صوتاً من المستقلين في المقاعد الانتخابية الجديدة.
ولو كان التيار الداعي للتغيير قد قرر الاشتراك بدل المقاطعة لانتصر هؤلاء انتصاراً ساحقاً على جميع السياسيين.
إنها رسالة التجديد والتغيير التي يُطالب بها الشعب العراقي في جميع المناطق، ما عدا المناطق الكردستانية التي تبقي «الأحزاب البارزانية والطالبانية» هي المسيطرة على الرغم من خروقات لأحزاب أخرى.
إنها مرحلة التغيير التي يصبو إليها الشعب العراقي لتحسين الأوضاع الداخلية وعلاقات العراق مع دول الجوار ودول العالم.
إلا أن السنوات الأربع المقبلة تشكل تحدياً كبيراً للعراق بسبب التنازع الإقليمي – الدولي على أرضه وبسبب الأوضاع المعيشية المتردية خصوصاً البنية التحتية التي ستشكل تحديات للحكومة الجديدة.
بدأت مرحلة الطعن بالانتخابات للأيام الثلاثة المقبلة بحسب ما ينص عليه الدستور.
كما أن المشاورات السياسية بدأت ومن المتوقع أن تسفر عن نتائج إيجابية قبل منتصف الشهر المقبل.