مشاهدات

علم بلادي

تصغير
تكبير

إن من أهم الرموز الوطنية لأي دولة في العالم هو العلم الوطني، ولذلك يحرص الجميع على احترام العلم ورفض أي إساءة أو تصرف غير لائق اتجاهه لأنه شعار يمّثل الدولة، ولهذا فإن احترام العلم هو تكريس للهوية الوطنية وتعميق لأبعادها ومعانيها المختلفة، فمجرد رؤية العلم يرفرف عالياً، يشعر الفرد بأن وطنه بخير.

وفي الكويت - كما في الدول الأخرى - فإن العلم له رمزية خاصة وذلك لانه ارتفع عالياً خفاقاً مرتين، الأولى عند الاستقلال والأخرى عندما تحررت الكويت من براثن الاحتلال الصدامي في 26 فبراير1991.

ومنذ اللحظات الأولى للغزو أعلن المواطنون الكويتيون رفضهم للعدوان، ووقف أبناء البلد في الداخل والخارج إلى جانب قيادتهم الشرعية للدفاع عن الوطن وسيادته وحريته.

ولأن العلم يعتبر رمزاً ويعبر عن مشاعر الشعب، فقد ارتفع عالياً فوق المنازل وفي الطرقات، وفي المظاهرات السلمية تعبيراً عن رفض الشعب الكويتي لاحتلال بلادهم، ولكن قوات الاحتلال الغاشم لم تلقِ بالاً لمشاعر الشعب الكويتي، بل قابلت هذه المشاعر الوطنية بالحديد والنار، فقامت بإطلاق النار على المتظاهرين ما تسبب في سقوط مجموعة من الشهداء، ولكن ظل الكويتيون محتفظين بأعلام بلادهم تعبيراً عن حبهم لوطنهم بالرغم من المخاطر التي قد يتعرضون لها.

ونستذكر شهداء بيت القرين عندما رفعوا العلم الوطني على سطح المنزل فقصف المحتل المنزل بالمعدات الثقيلة بمن فيه، وما زال البيت شاهداً على حب الوطن.

وفي يوم التحرير انهمرت دموع الفرح من أعيننا ونحن نشاهد علم بلادنا يرفرف من جديد خفاقاً عالياً في سمائها.

رحم الله شهداءنا الأبرار الذين فقدوا أرواحهم في سبيل وطنهم لكي يرفرف علمنا خفاقاً في ربوعه، واحتضن العلم جثامين ورفات شهداء الوطن تكريماً لتضحياتهم.

العلم الوطني يُرفع على كل وزارات الدولة والمنشآت الحكومية والأهلية والسفارات والطائرات والبواخر، بالإضافة إلى الطرقات والمنازل فهو رمز العزة والفخر والوطنية.

وهنا نستذكر القرار الصادر من الاتحاد الدولي واللجنة الأولمبية الدولية اللذّين قاما بتعليق مشاركة الكويت رياضياً في الدورات الدولية والأولمبية، ولكن عندما شارك أبناؤنا الرياضيون في الأولمبياد، كانت مشاركتنا تحت العلم الأولمبي، ما أثار الحزن في نفوس الرياضيين وبكى الكثير منهم ألماً بسبب غياب العلم الوطني من منصات التتويج.

وكذلك العاملون المغتربون والطلبة المبتعثون في الخارج يحتفظون بالعلم الوطني في مقرات عملهم وفي سكنهم الخاص شوقاً وحباً للوطن.

لهذا، فإن احترام العلم هو تكريس للهوية الوطنية، وتعميق لأبعادها ومعانيها المختلفة.

فكل من لا يحترم علم بلاده والذي يعتبر رمزاً للوطن، فعليه عدم المشاركة في المناسبات الرسمية.

وعليه ايضاً عدم المشاركة في العمل السياسي، لكي لا يظهر بصورة شاذة ويسبب الإحراج لابناء وطنه وكذلك للآخرين، خصوصاً عند المشاركة بالمهمات الرسمية، لأن من البروتوكولات المصاحبة لهذه المهمات الرسمية الوقوف للعلم وتحيته، وكذلك على الجهات الرسمية استبعاد أمثال هؤلاء من المشاركة في المؤتمرات والمهمات الرسمية، بل ويجب إعادة مادة التربية الوطنية في مناهج وزارة التربية في مختلف المراحل الدراسية، لتعزيز الروح الوطنية وغرس حب الأوطان في النفوس والتوجيه السليم للطلبة هي الغاية المرجوة.

- كلمة سمو أمير البلاد الشيخ / عبدالله السالم الصباح، طيب الله ثراه عند رفع العلم الوطني حيث قال: «أحمد الله أنني عشت إلى اليوم الذي رأيت فيه علم الكويت يرفرف حراً كريماً في الآفاق».

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي