No Script

العم جبر رحمة الله عليه

تصغير
تكبير

سُئل العم جبر الجلاهمة، رحمة الله عليه، عن رأيه في ما يتعرّض له حُكّام مباريات كرة القدم من قذف وشتم كونه من أوائل الحُكّام الدوليين في الكويت، وأحد مؤسسي المؤسسة الرياضية فيها.

قال: ببساطة يا جماعة الحَكم يأخذ مبلغاً عن كل مباراة، هذا المبلغ تعويض ومقسّم كالتالي:

شتم الحَكم/ الركضة طول الملعب لمدة ساعة ونص/ والتحكيم.

وكان المبلغ بسيطاً جداً إن لم تخني الذاكرة كان خمسة دنانير عن المباراة الواحدة.

تذكّرت كلام العم المرحوم جبر، وأنا أشاهد مباراة كرة القدم أو كما يطلق عليها حالياً «ديربي» العربي والقادسية والتي انتهت للأسف بفوز القادسية بهدف يتيم، تذكّرت كلامه حين سقط الحَكم الثالث «اللاين مان» بشد عضلي للأسف وهذا نادر الحدوث للحَكم الوسط فما بالك بحَكم الخط.

فذكرت حديث العم، رحمه الله، للزميل من «أصدقاء السوء» للأسف حاضر المباراة معي، وقلت له لو ان المبلغ الذي يدفع لهذا الحكم (وهو حالياً 40 ديناراً) عن كل مباراة يكفي لأن يشترك بنادٍ صحي لما حدث ما حدث، لكن للأسف لا يهتم الاتحاد في هذا الجانب وهو من أساسيات النهضة الرياضية في البلاد، فاهتماماته منصبّة على الصراع السياسي بعيداً عن النشاط الرياضي.

حينها ظهر السوء كله من الصديق حين قال لي: ما أبسطك من مواطن، تصوّر أن الحكومة هي الحَكم، واللاعبون هم أعضاء المجلس، والجمهور هو الشعب، تخيّل كيف يُدار هذا البلد بحكومة تعاني من شد عضلي في كل شيء ولا لياقة لديها.

كيف تدير هذا البلد؟ فلا تستغرب إن وجدتها تصرخ من عدم وجود كاش تصرف فيه رواتب موظفيها وكل مشاريعها متعطّلة ومتأخرة وكل ما تفكر في قرار لا يكون أبعد من جيب المواطن... حكومة عرجاء.

وإن أقرّت أمراً تراجعت عنه، قريباً ستسمع تراجعها عن مَن بلغ الستين من عمره، ثم تراجعها عن التركيبة السكانية، ثم تراجعها عن بدائل النفط حين يصل سعر البرميل 100 دولار، وهكذا دائماً تجدها تفتح «سبرنت» تركض، وبعد فترة قصيرة تصاب بالشد العضلي وتريح.

أما المُشارك الآخر في المباريات فهما الفريقان، فلو اعتبرناهما المجلس فإنك ستجد شبهاً كبيراً بينهما، فالمجلس منقسم موالاة ومعارضة (كي جي ون) رياض أطفال، هذا يسجّل هدفاً والثاني يشتم الحكومة.

قلت له والجمهور!!

ردّ عليّ بخُبث: الجمهور الشعب الكويتي الطيّب آخر مَن يعلم، ما هو مصيره، ماذا يحضّر له؟ وماذا يخبأ له في المستقبل، كالزوج بعد الستين آخر من يعلم ماذا يحدث حوله.

الحمد لله انتهت المباراة وغادرنا النادي وابتعدت عن الزميل «صديق السوء» وأنا أفكر بما قاله وأتساءل:

- هل فعلاً لدينا حكومة عاجزة... من دون لياقة بدنية ؟

- هل لدينا مراهقون سياسيون في مجلس الأمة بحاجة إلى تدريب؟

- هل الشعب الكويتي ترك الحَبل على الغارب وهو يبحث عن لقمة عيشه وحل مشاكله مع الوزارات والمؤسسات الحكومية؟وعلى الخير نلتقي،،،

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي