No Script

أغسطس الاجتماعي

تصغير
تكبير

شهر أغسطس، مع أني لا أحبه سياسياً، إلا أنني اجتماعياً من عشاقه، ففيه رزقني الله بأحفاد. لذلك، قررت أن آخذ الجانب الاجتماعي من شهر أغسطس 2021 وسرد أحداثه ومشاركة القراء، كونها أحداثاً اجتماعية جميلة، وبعيدة كل البعد عن السياسة.

الحدث الأول: حفل إنهاء خدمات «الحفاضات» الإلزامي للحفيدة (نونو)، التي ألقت آخر «حفاضة» لها في سلة المهملات خلال شهر أغسطس، استعداداً لدخولها الحضانة العام الدراسي المقبل.

وكوني كبير الأسرة، طلبت الاطلاع على فقرات الحفل التي تم إعدادها من قِبل الأسرة، وبعد الاطلاع ألغيت بعض الفقرات التي قد تسبب إحراجاً لي ولهم، كون الحضور كلهم أبنائي ودائماً تحت أمري في وقت الحاجة لهم «لا يردون لي طلب».

وكوني من الناس الذين يأخذون الطريقة السعودية في من لا يحترم النشيد الوطني وعلم الدولة (وذلك بطرده من الحفل)، فقررت أن أبدأ الفقرات بداية بكلمة مني، وفي نهاية الكلمة ينتهي الحفل ونأكل الموالح والحلويات ونقطع «الكيكة».

وخلال الكلمة، أشدنا بعزيمتها وإصرارها لتكون مستقلة بذاتها وعدم الاعتماد على «الحفاضات» نهائياً.

مبروك يا نونو......

الحدث الثاني: الحفيد عبدالمحسن مازال تحت تأثير المنظرين السياسيين والاقتصاديين في الكويت، والذين لا نسمع منهم سوى التنظير وانتقاد الحكومة من دون تقديم أي مبادرات أو حلول.

الحفيد عبدالمحسن طلب الحديث على انفراد، وكان ردي دائماً، وبصدر رحب، «حياك الله... يا الله سترك»، ودار هذا الحوار:

- عبدالمحسن: جدي... إلى متى ونحن نسمع بمشاريع ولا نرى منها غير الفتات... مشاريع على ورق، كلام مرسل، لا تطبيق على الواقع إلا ما ندر... جدي، الساحل الممتد من ميناء عبدالله إلى الحدود السعودية جنوباً والساحل الشمالي الممتد من وربة وبوبيان إلى الشويخ «ليش ما يتم استغلالهم» بمشاريع ضخمة بنظام (b.o.t) لسنوات طويلة وإيجارات معقولة لبناء مدن جامعية وطبية وسياحية وشاليهات تجارية وغيرها من مشاريع تخدم الجوانب الاقتصادية للبلد، ويمكن هنا إدخال الشركات الأجنبية للاستثمار والاستفادة من الاستثمار التعليمي والطبي والسياحي لخدمة منطقة الخليج وأبناء الخليج، بدلاً من هذه الشاليهات المنتشرة في طول الساحل و«الحكومة تاخذ منهم إيجار، وكل شوي ترفع السعر كأنها سمسار مباني ما هي حكومة تدير بلد»، والمستفيد قلة من المواطنين.

وهنا تدخلت: «انتهيت، خلصت يا عبدالمحسن؟... عيل اسمع انت. تحسب الحكومة رايحه عنها هذه الأفكار؟ لا، في أفكار وفي مشاريع وبلش قطارها يتحرك وحتى معوقاتها شالوها (إطارات أرحية)».

عموماً، الحكومة بعد «يوم الجسر»... عبدالمحسن مستدركاً! «شنو بعد يوم الجسر هذا؟».

يا عبدالمحسن، اجتماع مجلس الوزراء تحت جسر جابر هو يوم انطلاق التنمية، وتم الإعلان عن أول مشاريعها مطاعم ومقاهٍ تحت الجسر، وبعدها إعلان عن عرض مشاريعنا مع «غوغل» و«سناب شات» و«أمازون» و«تسلا» وغيرها.

عبدالمحسن متسائلاً: لماذا كل هذا؟ سؤال بالفصحى، ورددت عليه بالفصحى «بخ بخ يا عبدالمحسن... يمكن ما تعرفها؟».

عبد المحسن: لا جدي أعرفها، «بس ماهو مكانها، المفروض تقول عجباً عجباً... يا عبدالمحسن، ما علينا جدي كمِل».

أنا: «آه عدل خانني التعبير».

عموماً، مشاريع عندنا بالأدراج، «ناويه الحكومة تعطيها لشركات عشان تستثمرها. ونطق عصفورين بحجر واحد، الشركات الأميركية هي التي تدفع وتستثمر في الكويت والحجر الثاني نضرب فيه الصين بعدها سحبوا علينا ــ تذكر لما قالت الحكومة ان علي بابا الصيني جاي جاي عندنا... والصين احقرونا ما عطونا وجه؟».

في الواقع، «الحكومة فكرت بالأخير تعرض المشاريع على الشركات الأميركية، أما علي بابا الصيني عندنا من علي بابا وايد والاسم يذكرنا بالحرامية وهم كثر يا عبدالمحسن. فلا تخاف الحكومة أبخص».

عبدالمحسن: «وانت مصدق يصير شي»؟

رددت عليه بحسم... «الشرهة على أبوك اللي دخلك مدرسة خاصة قاعدين يخربون عقولكم هذه مدارس الحكومة يا لله السلامة... كل مائة طالب يطلع منهم 1 أو نص فاهم والباقي كل همه ياخذ الراتب والأعمال الممتازة وهو نايم».

الحدث الثالث: «بسكم لابسين النظارة السودة... غيروها، لبسوا رمادية حياتكم تصير رمادي في كل شي».

الحدث الرابع: شكراً وزارة الأشغال... شكراً وزارة الكهرباء والماء، تم نقل ماء السبيل من الجهة الغربية إلى الجهة الشرقية والحمدلله.

وتم التوقيع على تعهد عدم تعرض للشارع مرة ثانية.

قدمت صوراً وأوراقاً ومستندات تؤكد أن الحكومة الإلكترونية لن ترى النور. «إلا بعد ما تحج البقر على قرونها».

شكراً لوزارة الداخلية ـ إدارة تراخيص السلاح... سرعة في الإنجاز وبشاشة في الاستقبال.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي