No Script

حديث القلم

ثروة الوطن الحقيقية

تصغير
تكبير

أكثر من عام ونصف العام، والعالم بأكمله في صراع مع حالة استثنائية عاشها هذا الجيل للمرة الأولى، أيام شهدت تميّز بعض الحكومات وتقصير بعضها الآخر في مواجهة وباء كورونا، أزمة اقتصادية متوازية مع الأحداث الجارية، وحالات وفاة وفقد بالجملة عاشتها معظم العائلات تقريباً سواء في الكويت أو خارجها.

ففي الكويت - وبعد أن بدأت الحياة في العودة إلى طبيعتها تقريباً - أدركنا جميعاً أهمية القطاع الصحي والطواقم الطبية، التي اجتهدت كثيراً وكانت بمثابة خط الدفاع الأول، تضحيات وجهود في سبيل حماية المنظومة الصحية من الانهيار، تخللتها بعض الإخفاقات الطبيعية باعتبار أن الجائحة تجربة جديدة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث والمعاصر.

ما بين هذا وذاك، على الحكومة إدراك أهمية القطاع الصحي، والاستثمار الحقيقي يجب أن يكون في المستقبل بالعنصر البشري ابتداء من التربية والتعليم، وصولاً إلى تطوير المنشآت الصحية وهذا القطاع الحيوي بالكامل، وأن تكون هناك جدية كبيرة تحسباً لأي طارئ مشابه في المستقبل، والتجربة القاسية التي مررنا بها جميعاً، من المفترض أنها صقلت الأداء الحكومي وطورته إلى الأفضل، أما العودة إلى الأداء الذي سبق الأزمة، فهذا يعني أننا فشلنا في استيعاب الدرس ولم نحقق أي استفادة تذكر.

أكثر من عام ونصف العام، شهد أحداثاً متواصلة، كان البعض في البداية يعتقد أن أمد الأزمة قصير، وكان البعض الآخر فاقداً للأمل بانتهائها وزوالها، مشاعر مختلطة ومواقف متضاربة على الصعيدين الشعبي والحكومي نظراً لحداثة التجربة، ولكنها في النهاية أثبتت أن البشر هم ثروة الأوطان الحقيقية، والتطوير الحقيقي وتحسين نوعية الحياة يجب أن يكون الإنسان هو محورها، ومن الواجب أن تكون هناك بالتوازي رؤية حكومية وقرارات صائبة لا تحتمل الاستهانة أو التراخي في المستقبل.

في النهاية... كل الشكر والاحترام الكبير للطواقم الطبية كافة كويتيين ومقيمين شرفاء، أديتم أعمالكم جميعاً بكل إخلاص وأمانة، تضحياتكم وتفانيكم لن ينسى وتستحقون بمقابله كل كلمات الشكر والوفاء، كنتم رجال ونساء المرحلة بكل جدارة، وأنتم فعلاً ثروتنا الحقيقية التي لا يساويها شيء.

وخزة القلم:

تجار العقارات وبعض الوسطاء العقاريين، ليس من مصلحتهم حلّ المشكلة الإسكانية، وآراؤهم لا تنبع من خوف أو حرص على اقتصاد الدولة، لأنهم يعلمون أنهم أول المتضررين من حل هذه المشكلة!

twitter: @dalshereda

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي