No Script

رأيي

الكرم...

تصغير
تكبير

نُجلّ ونُقدّر كل مَنْ يمتلك صفة الكرم، تلك التي تؤكد على إنسانية كل مَنْ يتحلى بها، ويتحرى مقوماتها الزكية، والإسلام يدعونا إليها، ولكن من دون تكلّف أو تصنع، وذلك من أجل لحمة المجتمع والمحبة، والتقارب.

والعرب - حتى قبل الإسلام - عرفوا الكرم وتحلوا به وأكبر مثال على ذلك حاتم الطائي الذي اقترنت حياته بالكرم، فلم يذكر اسمه إلّا وتبعته كلمة كرم أو فعل كريم! وغيره الكثير، ولست هنا بصدد التحدث عنه، وعن الكرماء على مر العصور - وهم يستحقون - ولكن، أود أن أتطرّق للكرم من باب آخر يخص مجتمعنا الكويتي، وذلك من واقع تجارب مرئية ومسموعة.

حيث إن فلاناً - مثلاً - في مناسبة عزيزة عليه، أو حتى من دون مناسبة يقم وليمة عشاء لضيوفه، وهو بدوره يقوم بدعوة أقاربه وأصدقائه وجيرانه أيضاً، ففي الماضي كان الكل حريصاً على قبول الدعوة، وبعد الانتهاء من العشاء يقدمون له الشكر ويقولون له: أكرمك الله يا أبا فلان، وهكذا.

العجيب في هذا الموضوع أن صاحب الدعوة قد لا يمتلك إلّا راتبه فقط، والكرام مكلّف بطبيعة الحال، ولكنه قام به بنفس طيبة وكان مبتسماً، وهو يقول أجمل عبارات الترحيب... هذا هو حال العرب بشكل عام.

ولا يخفى عليكم أننا عرباً ومسلمين نكرم الضيف ولو وصل الأمر إلى اقتراض قيمة الكرام من أحد المعارف كشراء خروف وملتزمات العشاء أو الغداء وغير ذلك.

وهذا الأمر من عاداتنا التي نفتخر بها، فالناس في الماضي كانوا يشتكون الفقر وضيق سُبل العيش إلا أن الكرم لا يخضع لذلك، وهذه من ميزات وشيم العرب ولله الحمد.

وبعد سعة الأرزاق وتغيير الحال إلى الأفضل ما زال الكويتيون مستمرين على هذه العادة الجميلة نفسها في إكرام الضيف، ولكن الحال اختلفت قليلاً هذه الأيام، فتجد فلاناً لديه ضيوف وعند إقامته مأدبة عشاء وتوجيه الدعوة لأقاربه ومعارفه، لا يأتي منهم إلّا قلة، والآخرون أعذارهم كثيرة ومختلفة.

للأسف غاب الحرص على الحضور.

هذا هو جزء من الكرم بصفه عامة، ولكن هناك أنواع أخرى منه: مثل الابتسامة في وجوه الناس، والكلمة الطيبة، وحُسن الظن بالآخرين، والتماس العذر لهم، فهنيئاً لمَنْ يملك هذه الصفات التي بدأت تقل في عصرنا الحاضر والله المستعان.

b.f.ss@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي