No Script

حديث القلم

يكفي تخويفاً!

تصغير
تكبير

منذ سنوات عدة ونحن نسمع ونقرأ تصريحات مثيرة لمسؤولين حكوميين تخص الحالة المالية للدولة، ويوجه حديثهم للصحافة وللشعب، وكأن الشعب الكويتي هو المتسبب الرئيسي في هذا الوضع الاقتصادي السيئ، ولذلك عليه أن يتهيأ ليكون شريكاً في كل ما هو قادم.

الفترة التي شهدت قفزات كبيرة في سعر برميل النفط الكويتي، تزامن معها - بطبيعة الحال - ارتفاع كبير في الناتج القومي، وكانت هناك فوائض مليارية لم تستغل كما يجب على ما يبدو، بدليل استمرار العديد من المشكلات التي ظلت قائمة منذ زمن وحتى اللحظة، ومن جهة أخرى كانت هناك عمليات نهب منظمة واختلاسات بالجملة، كما كان هناك هدر كبير في أموال الدولة العامة، يعني بالأخير «صبه حنه... لبن»!

الحقيقة أن تلك الفوائض كانت عبارة عن أخبار مفرحة آنية وليست مستمرة، لأنها كانت تفتقد لحسن الاستغلال، ولم تكن هناك رؤية لتطوير الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل، حتى يستمر الرفاه ويتم القضاء على أبرز المشكلات التي يعاني منها السكان والدولة على حد سواء، وأولها القضية الإسكانية التي لا تزال عالقة، وترتبط بها مشكلات أخرى كارتفاع الإيجارات وأسعار العقارات، وانعكاس ذلك سلبياً على الأسرة والمجتمع.

مسؤولون كثر يزورون دولاً متطورة، لبحث (القضايا ذات الاهتمام المشترك) حسب الصيغة الإخبارية المعتادة، ولكن لم نسمع يوماً خبراً يفيد بحث سبل تطوير بعض القطاعات الخدمية الكبرى، أو الاستفادة من خبرات تلك الدول في القضاء على بعض المشكلات، ففي ألمانيا مثلا تجني الدولة ما يقارب الـ100 مليار دولار سنوياً من عملية إعادة التدوير، أي 30 مليار دينار كويتي، ويلقى هذا المشروع القومي الكبير اهتماماً بالغاً من الحكومة الألمانية، ويشاركها في ذلك كل سكان ألمانيا عبر فرز وعزل النفايات المنزلية، حتى نجحوا في تحويل النفايات من مجرد نفايات وعالة على الدولة والبيئة، إلى مصدر دخل كبير ومواد أولية نافعة.

في النهاية... بدل الاستمرار في إخافة الشعب من شر اقتصادي قادم، يجب أن تكون هناك رؤى حكومية واضحة لتطوير الاقتصاد، أو على الأقل تبنوا بعض المقترحات الاقتصادية الشعبية من خارج الحكومة، لعلها تلفت انتباهكم لمشاريع تطويرية ناجحة.

وخزة القلم:

أقوم باستمرار بتوثيق أي مخالفات مرورية، وإرسالها عبر الواتساب للرقم الخاص بوزارة الداخلية ( 99324092 )، مع شكري الجزيل لوزارة الداخلية والإدارة العامة للمرور، فلنساعدهم في القضاء على الفوضى المرورية في شوارعنا وسوء أخلاق البعض.

twitter: @dalshereda

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي