No Script

حديث القلم

شجاعة الاستقالة... عند الفشل!

تصغير
تكبير

بعض القطاعات في بلادي، يتم إسناد مسؤولياتها لشخصيات محددة، وغالباً ما يكون الاختيار غير مرتبط بأيّ معيار للجودة أو الكفاءة، فلا ينظر للمؤهلات العلمية ولا إلى الخبرات السابقة وتحقيق النجاحات في أيّ مجال مماثل، فالعملية تغلب عليها الترضيات الاجتماعية، أو تبادل المنافع ومَنْ يعلم قد تكون أيضاً شكلاً من أشكال رد الجميل!

حينما يكون الاختيار غير مبني على أساس فني أو علمي، فإن من الطبيعي جداً أن يكون الشخص الذي تم اختياره متشبثاً بمنصبه ولا يمتلك ثقافة الاستقالة في حالات الفشل والإخفاق، فالمنصب بالنسبة له يساوي انتفاعاً وراتباً مميزاً ونفوذاً ومميزات وظيفية أخرى، وكل هذه المميزات المالية والإدارية تمنحه شعوراً بالأهمية هو لا يمتلكها أصلاً، وهذا النمط لم يأتِ للعمل والإنجاز والتطوير، لأن الإنجاز إذا جاء مصادفة كان بها، وإذا ما فشل أو أخفق سيظل في موقعه لا يتزحزح، حتى وإن كانت هناك ضغوط إعلامية كبيرة عليه، سيتجاهل بعضها ويحتمل بعضها الآخر، مقابل بقائه واستمرار انتفاعه.

نتمنى فعلاً النهوض مجدداً والعودة إلى التميز والريادة، ولكن التطوير يجب أن يكون عبارة عن رؤية شاملة ومشروع دولة يضم كل القطاعات، والمفتاح الأول يكون من خلال اختيار الكفاءات الوطنية المتخصصة، التي تملك شجاعة الاستقالة في حال الفشل، وتخضع للإعفاء في حال لم تتمكن من المساهمة في تنفيذ رؤية الدولة.

وخزة القلم:

مُحزن منظر بعض المواطنين وهم يعتصمون ويناشدون الحكومة لمنحهم أذونات البناء في مدينة المطلاع، والمحزن أكثر هو التجاهل الحكومي، وعدم وجود أيّ مسؤول حكومي يرد على هذه المناشدات والاعتصامات.

twitter: @dalshereda

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي