No Script

سافر إلى ذاتك

احذر أن تعتاد

تصغير
تكبير

إن الاعتياد هي فكرة روتينية، صنعها الكسالى ليريحوا أنفسهم من الخوض في معارك الحياة، التي إن لم تخضها فلن تفهم الحياة ولن تستمتع بها أيضاً، وإن فئة لا بأس بها تأخذ الاعتياد كأسلوب حياتي في أي شيء وأي نمط وأي نهج، ليصبح مناقشة هذه الفكرة التدميرية أمراً بالغ الأهمية، فهي تبدأ كروتين يومي وتنتهي بك بفخ أحد الاضطرابات النفسية.

ولأن الاعتياد متنوّع الأوجه والأشكال والأنواع والأصناف والاتجاهات... أصبح لابد أن ننتبه له ونفيق لوجوده، ونستوعب كيف يحدث ومتى يحدث، ومتى يجب ألا يستمر، ومتى لابد أن يتوقف؟

فمثلا اعتياد نوعية أكل معين يؤدي إلى الشعور بالملل، واعتياد زوج متعب أو زوجة نكدية يؤدي إلى الاضطرابات النفسية والعضوية والخلل الأسري، الذي يظهر في شكل عنف أو سوء تربية أو ما يشبههما من سلوكيات تدمّر المجتمع وتحطم معايير بنائه وتطويره وهم الشباب، كما أن اعتياد علاقة سامة تحبطك بدلاً من أن تضيف إليك اعتياداً تدميرياً واعتياد الذهاب لأماكن معينة، مما يؤدي إلى فقدان الشعور بجمال الأمكنة.

احذر أن تسافر إلى الدول نفسها، أو تزور الأماكن مثلها في كل مرة، احذر أن تحرم روحك وعقلك من اكتشاف الحياة والعالم والناس، لأنك ستعتاد على ألا تكتشف أو تغيّر نمط حياتك، كما أن اعتياد قراءة نمط معين من الكتب، يؤدي إلى الاكتفاء وعدم القدرة على الاستفادة أكثر.

ناهيك عن حدية التفكير، وعدم التنويع في طريقة التفكير والاستيعاب، فالروايات تجعلك تحلق في الخيال فتطلق التفكير التخيلي، وكتب العلوم تطلق التفكير على حل المشكلات.

بينما كتب الفلسفة تطلق التفكير الاستفهامي، والتفكير في طرح الأسئلة، وكتب النفس تطلق التفكير في العلاج والاستيعاب الروحاني في النفس والحياة.

ولأن اعتياد شيء وتجاهل الآخر، يؤدي إلى حدية الفكر، وعدم تنشيط الآخر، فإياك عزيزي القارئ أن تعتاد على أسلوب حياة واحد، ونمط تفكير واحد، وحياة واحدة... فهناك خيارات أخرى متعددة.

إياك أن تعتاد على الاعتياد، حتى لا يجعل الاعتياد حياتك واقفة لا جديد فيها ولا تطور بها، إنه يقيدك ولن ينقلك إلى أي مكان، فهو كالوقوف حيناً، والجمود أحياناً، أو كالموت في أحيان أخرى.

‏Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي