No Script

رأي قلمي

لا آخرها ولا أولها...!

تصغير
تكبير

إنّ الناس يتعاملون بعضهم مع بعض وفق معايير وقيم معينة، وتغيّر تلك المعايير يحتاج إلى تلقين جديد وتنشئة جديدة، ما يسبّب إزعاجاً للناس.

ثم إنّ الناس يستوحشون من الجديد لعدم ألفتهم له، ولخوفهم من عواقبه، لكن سُنّة الله في كونه ماضية في أن تجعل صروف الأيام والليالي كل جديد قديماً، وكل حديث بالياً إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها.

وذلك التقادم والتحول ماض في الأشياء والأفكار والنظم والأطر والأدوات.

وقد ألف الناس أن يعبروا عن فزعهم من الجديد بالشكوى الدائمة، حتى تأكد عند آداب المعظم أن القديم خير من الجديد، وأن الأمور تسير دائماً نحو الأسوأ، مع أن كثيراً من البشر حقّقوا نجاحات كثيرة في تاريخهم الطويل، كما أنهم خسروا معارك كثيرة أيضاً.

وقد جرت محاولات عديدة لدى الكثير من بني البشر لتحنيط المجتمعات وعزلها عن تيارات التغير والتجدد، وظلوا على هذا المنوال إلى أن انفجرت الغالبية من المجتمعات، ونسفوا من الجذور كل الأحوال والأوضاع التي ينبغي أن تتغير على سبيل التدرج المنطقي المستوعَب من قبل من بأيديهم مراكز التوجيه الاجتماعي!

فلا تلوموا مَن يحارب التطعيم ويدعو ويحث لعدم أخذ اللقاح، فهم من الناس الذين تربّوا على آداب أن القديم خير من الجديد، فكيف بلقاح مستحدث تضاربت به التجارب والدراسات العلمية؟! بين مؤيد ومعارض.

فزعهم من الجديد طبيعي، ورفضهم للقاح مبني على خوفهم من عواقب كل جديد.

M.alwohaib@gmail.com

‏@mona_alwohaib

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي