No Script

ربيع الكلمات

شفيك... تخز!

تصغير
تكبير

يقول الله تعالى: «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس»، وفي آية أخرى: «وإن تعفوا وتصفحوا فهو خير لكم».

ويقول القرطبي في التفسير: «والعفو ترك المؤاخذة بالذنب، والصفح إزالة أثره من النفس، صفحت عن فلان إذا أعرضت عن ذنبه، وقد ضربت عنه صفحاً إذا أعرضت عنه وتركته».

لا يكاد يمر أسبوع وأحياناً يوم إلا ونسمع ونشاهد العنف الحاصل في الشوارع، وسط عدم تحرّك جاد من المعنيين لإيجاد حل جذري لهذه الظاهرة والمشكلة، وقد يمكن تجاوز بعض حالات العنف، لو أن أحد الأطراف تعلّم التسامح والتعامل مع الآخرين، وقد يكون بعضها بسبب «ليش تخز»!

وبعد تكرار مثل هذه الحوادث آن الأوان لمعرفة أسبابها ودوافعها، هل بسبب الوضع الصحي للناس والضغوط النفسية نتيجة الجائحة، أم لضعف التواصل داخل الأسرة والتفكك الأسري، أم عدم وجود أماكن ترفيه للشباب يمارسون فيها هواياتهم، لذلك تجدهم يجيدون الألعاب الإلكترونية وبعضها فيه درجة كبيرة من العنف، وكل ذلك يمكن التعرف عليه أكثر عبر عمل دراسات مختصة حول هذه الظاهرة وهل هي ظاهرة أم لا؟.

وفي دراسة للزميل تركي المغامس عن أسباب عنف الشوارع، استطلع من خلالها آراء المختصين، الذين بيّنوا 8 أسباب رئيسية و10 حلول لهذا العنف، منهم أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور عويد المشعان الذي يقول: «العنف الذي نراه من الممكن أن يكون للمجتمع دور فيه وللدولة أيضاً، مثل عدم شغل فراغ الشباب بما هو نافع لتفريغ طاقاتهم، كما أن جائحة فيروس كورونا عززت هذا السلوك غير السوي، فعندما يكون هناك عنف في الشارع نستنتج أنه من الممكن أن تكون أسبابه من داخل الفرد، فمن أمن العقوبة أساء الأدب، ولذلك يجب أن يكون هناك تطبيق للقانون، لردع مثل هؤلاء، ليتأدب الآخرون، فبعض الناس يتمادى، لأن القانون هش ويجب أن يطبق بشكل فعال على المخالفين».

ويرى أستاذ علم الاجتماع الدكتور فهد الناصر أن: «إغلاق المراكز الترفيهية والسياحية في الدولة، له مضاعفات على المراهقين والشباب، حيث إن هذه المراكز تمتص الطاقة الكامنة فيهم وترفه عنهم».

إن النواة الحقيقية لغرس قيم التسامح هي الأسرة التي يتربى فيها الإنسان خصوصاً الأبوين، حيث تقوم بتربيتهم على هذه الخصال الحميدة، وأن يتسامحوا مع أصدقائهم وجيرانهم، والمدرسة لها دور كبير جداً حيث يقضي الشاب سنوات من حياته فيها، إضافة إلى الإعلام لما له من دور كبير في المجتمع، وكذلك المجتمع المدني عن طريق توفير فرص للشباب للتطوع وتفريغ طاقاتهم.

ويقول الدكتور وليد فتيحي: «إن الأشخاص الذين يرفضون الصفح والعفو قد يعتقدون أنهم يعاقبون غيرهم، ولكن الوحيدون الذين يدفعون الثمن، هم هؤلاء أنفسهم، لعدم قدرتهم على العفو والصفح، وهم كذلك أشبه بالذي يتجرّع السم ويتوقع بذلك أن يؤذي به غيره».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي