«الراي» تضع «عنف الشوارع» تحت المجهر: 8 أسباب رئيسية و10 حلول

تصغير
تكبير

- الأسباب:
- ظروف «كورونا»
- غياب القدوة للشباب
- استبدال التواصل البشري بالانعزال الإلكتروني
- تقديم أفلام ومسلسلات وألعاب إلكترونية العنف على أنه بطولة
- تفكك الأسر والمشاكل العائلية
- ضعف التنشئة الأسرية للفرد
- محاولة البعض تفريغ ما في أنفسهم على الغير
- عدم تطبيق القانون بشكل فعال
- الحلول:
- إجراء دراسات لقياس حجم المشكلة
- تجويد التربية منذ الأساس الأول
- وضع مناهج تربوية لتوفير إجابات للأطفال والمراهقين في المراحل السنية الخطيرة
- مراقبة الإعلام والدراما والألعاب
- الاهتمام بالعنف اللفظي والنفسي وليس فقط الجسدي
- إعداد برامج تثقيفية وتوعوية من قِبل مؤسسات المجتمع المدني
- تطوير القوانين لمواجهة العنف بكل مستوياته
- تفعيل أدوار المسجد والديوانية والنوادي والجامعات
- إقامة دورات تدريبية للشباب في فن التعامل مع الذات
- إشراك الشباب وسماعهم وفهم مشاكلهم وحاجاتهم

لا تزال وتيرة «عنف الشوارع» بازدياد، في ظل غياب تحرك حكومي ومجتمعي جاد لمواجهة هذه الظاهرة المتنامية في المجتمع الكويتي، حتى وصلت في بعض حالات العنف إلى القتل بسبب خلافات أولوية المرور أو «خزني وخزيته».

ومع هذا التنامي لحالات العنف في الطرقات والأماكن العامة، من الممكن أن ينجرف المجتمع إلى العدوانية، ونتجه إلى فرد عدواني تجاه الآخر في مجتمع الغاب، في ظل غياب التطبيق الحازم للقانون، والمبادرات المجتمعية الجادة للتعامل مع الظاهرة.

وفي محاولة لتسليط الضوء على الأسباب والبحث عن الحلول، استطلعت «الراي» آراء عدد من الأكاديميين المختصين، وخلصت إلى أن هناك 8 أسباب رئيسية لتزايد العنف، و10 خطوات رئيسية يمكن اتخاذها في اتجاه القضاء عليه.

أمثال الحويلة: ضعف التواصل البشري أفقد الشباب القدوة

- معظم من يمارس العنف من الشباب ينتمي لأسر مفككة

- ضرورة تفعيل الناحية الوقائية عبر الاهتمام بالتربية من الأساس

أمثال الحويلة

تتريث أستاذة علم النفس في جامعة الكويت الدكتوة أمثال الحويلة، قبل الحديث عن أسباب انتشار العنف، قائلة «علينا أن نتأكد من أن العنف منتشر فعلاً أم لا، فأنا أعرف أن هناك بعض الدراسات التي أجريت على هذا الموضوع تحديداً، ولكن أياً منها لم يصل إلى نتيجة مؤكدة، بأن العنف منتشر أو أنه أصبح يشكل ظاهرة، ومع هذا علينا دائماً البحث عن أسبابه، مهما كانت حالات فردية، لخطورتها، ولأنها يمكن فعلاً أن تتحول إلى ظاهرة، إنْ لم تعالج بوقت مبكر».

وأضاءت الحويلة على أسباب تلك الحالات التي تكاثرت في الآونة الأخيرة، منها ما هي أسباب دائمة تتعلق بالشخصية المتسمة بالعنف فعلاً، ومنها ما هي أسباب طارئة تتعلق بالظروف، «ونحن نعلم أن ظروف الإغلاقات المتكررة تحت ظلال جائحة (كورونا)، صنعت جواً مشحوناً بضيق النفس وعدم الصبر وسرعة الانفعال لدى كثيرين، خصوصاً أولئك الشباب الذين تأثرت دراستهم وأعمالهم ومشاريعهم، لا سيما أن طول فترة الاغلاقات تسبب بنوع من القلق، مع عدم وجود مساحات نفسية كافية للتفريغ النفسي أو ممارسة الهوايات».

ولفتت إلى أن من الأسباب الأخرى للعنف، فقدان القدوة لدى الشباب، نتيجة لانعزالهم مع أجهزتهم الصغيرة، التي أصبحت، كما يبدو، تغنيهم عن التواصل البشري الحقيقي مع الناس، ما يشكل فقدان القدوة وفقاً للنمط الكلاسيكي.

وتابعت: كما أن الكثير من الأفلام والمسلسلات وكذلك الألعاب الالكترونية التي أصبحت منتشرة بشكل كبير جداً بين فئات الأطفال والمراهقين والشباب، تشجع على العنف، لأنها تقدم صوراً مختلفة من العنف على أنها بطولة، وتقترح نماذج قاسية للعنف في المجتمعات الحديثة، وبدلاً من أن يكون بطل الألعاب شخصية مسالمة ومحبة للخير، كما كنا نراها في مسلسلات الأطفال في الماضي، أصبحت الشخصيات المحبوبة لدى شباب هذه الأيام في تلك الألعاب هي الشخصيات القوية جسدياً والعنيفة، وهو ما جعل الشباب يقبلون على بناء عضلاتهم وأجسادهم بطرق غير صحية أحياناً ليتماهوا مع تلك الشخصيات العنيفة جسدياً.

ولفتت الحويلة إلى سبب تقليدي للعنف، حيث انتهت بعض الدراسات النفسية والاجتماعية عالمياً ومحلياً، إلى أن معظم من يمارس العنف من الشباب ينتمي لأسر مفككة تسودها المشاكل بين الأب والأم، ويفقد الجميع دوره الحقيقي في التربية السليمة.

وعن الحلول، رأت الحويلة ضرورة رصد ومتابعة وتحضير دراسات لقياس حجم المشكلة في إطار المجتمع الكويتي ومقارنتها بحجمها في المجتمعات الأخرى، خصوصاً المجتمعات التي تتشابه مع مجتمعنا من حيث العادات والتقاليد والدين والظروف الاقتصادية والاجتماعية ونمط المعيشة وغيرها، وبعدها يمكننا أن نضع الإصبع على الجرح ونحاول البحث عن الدواء.

وأضافت: «ولكن مع هذا، ونتيجة لخبرتنا العلمية، وباعتبارنا نحتك بشكل يومي ودائم مع الشباب في الجامعة وخارجها، نستطيع أن نهتم بالناحية الوقائية، فنحاول تجويد التربية منذ الأساس الأول، في البيت وفي المدرسة بمراحلها الأولى، مع العناية بوضع مناهج تربوية، بالاضافة إلى المناهج التعليمية، لتوفير نوع من الإجابات للأطفال والمراهقين في المراحل السنية الخطيرة، كما ينبغي أن نسهم في مراقبة ما يقدمه الاعلام والدراما والألعاب لكي لا يقع هؤلاء الصغار فريسة سهلة لمن يستطيع برمجتهم بشكل جماعي وعن بُعد باتجاه ممارسة العنف».

ولفتت الحويلة أيضاً إلى أهمية أن «ندرج تحت مصطلح العنف، أشكاله كافة، وليست الأشكال الجسدية فقط، فهناك عنف نفسي وعنف قولي غالباً ما يتم تجاهله، فيتم الحديث عن العنف الجسدي فقط، في حين أن العنف اللفظي أو القولي أو النفسي، يشكل خطورة شديدة، لأن من الصعب اكتشاف جذوره لدى الصغار، ونتذكر بأن على مؤسسات المجتمع المدني مسؤولية كبيرة في مكافحة العنف عملياً، بإعداد برامج تثقيفية وتوعوية يشارك فيها الجميع. كما أن التشريع القانوني مطلوب أيضاً لمواجهة العنف بكل مستوياته. وهناك أدوار أخرى للمسجد وللديوانية وللنوادي وللجامعات وغيرها، يمكن أن تساهم في تقديم حلول لتلك المشكلة».

في المحصلة، خلصت الحويلة إلى «أننا لا نستطيع اعتبار هذا النوع من العنف المنتشر ظاهرة، لأن تعريف الظاهرة كمصطلح علمي لا ينطبق عليها عددياً، ومع هذا فإن الحالات مقلقة والأعداد بتزايد، ولذلك لا يجب علينا التهاون في شأنها ولا السكوت، ولعل كثرة الحديث عنها يساهم في تسليط الضوء عليها من مختلف النواحي النفسية والاجتماعية والأمنية والثقافية أيضاً، ومثل هذا التحقيق الذي تقوم به (الراي) يمثل جانباً مضيئاً للإعلام، الذي ينبغي أن يلتفت لمثل تلك الحالات ويلتقي مع المختصين في شأنها لمحاولة البحث عن حلول منطقية وتناسب ظروف مجتمعنا بكل خصوصيته المحلية».

عويد المشعان: أول الأسباب... التنشئة الأسرية غير الصحيحة للفرد

«مَن أمن العقوبة أساء الأدب»... لا بد من قوانين رادعة وتطبيق فعّال

عويد المشعان

رأى أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور عويد المشعان، أن هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى الاتجاه للعنف، مبيناً أن تناول انتشار العنف في الشوارع والأسواق مهم وحيوي، حيث أصبحت المشكلة قائمة، وهي مشكلة العنف وهو متعدد الجوانب.

وأضاف أن أول أسباب انتشار العنف في المجتمع التنشئة الأسرية للفرد، فإن كانت غير صحيحة ستحدث مثل هذه الآثار التي نراها في المجتمع، موضحاً أن العنف الحاصل الآن ليس وليد اللحظة بل ناتج عن الفراغ الموجود، ويحاول بعض الأشخاص تفريغ ما في أنفسهم على الغير، وهذا أمر مرفوض.

ولفت إلى أن العنف الذي نراه من الممكن أن يكون للمجتمع دور فيه وللدولة أيضاً، مثل عدم شغل فراغ الشباب بما هو نافع لتفريغ طاقاتهم، كما أن جائحة «كورونا» عززت هذا السلوك غير السوي، فعندما يكون هناك عنف في الشارع نستنتج أنه من الممكن أن تكون أسبابه من داخل الفرد فـ«من أمن العقوبة أساء الأدب»، ولذلك يجب أن يكون هناك تطبيق للقانون، لردع مثل هؤلاء، ليتأدب الآخرون، فبعض الناس يتمادى، لأن القانون هش ويجب أن يُطبق بشكل فعال على المخالفين.

وتابع: إن الأسرة يجب أن تهتم بالتربية والنشء، فالشباب عندما لا يجد تربية جيدة تظهر عليه سلوكيات غير حميدة، فلابد أن يكون هناك انتباه من الآباء لأولادهم وأين يذهبون.

كما يجب على الدولة أن تضع قانوناً رادعاً لكل مخطئ، كما أن على الإنسان أن ينتبه لنفسه، فهناك العديد من المجالات التي من الممكن أن يبدع فيها الشباب، لأن العنف سلوك غير مقبول ومن يقوم بالعنف إنسان غير سوي.

فهد الناصر: إغلاق جميع مناحي الحياة زاد وتيرة العنف

على جمعيات النفع العام التنسيق مع المؤسسات الحكومية لتزويدها بالشباب المتطوعين

فهد الناصر

اعتبر أستاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت الدكتور فهد الناصر، أن من الصعب تحديد جميع أسباب العنف، فهناك أسباب متنوعة، منها التنشئة والتربية الأساسية التي توجه سلوك الطفل والشاب، فالتربية السليمة والمبنية على أخلاقيات إسلامية صحيحة تحد وتخفف من ظاهرة العنف.

وأضاف أن جائحة «كورونا» خلفت آثاراً سلبية على جميع أفراد المجتمع، لا سيما المراهقين والشباب، حيث سببت ضغوطاً نفسية كبيرة على المراهقين والشباب، وذلك من خلال الإغلاقات التي تمت على جميع مناحي الحياة، ما زاد من وتيرة العنف عند هذه الفئة، مبيناً أنه لابد من احتواء الشباب من خلال دورات تدريبية في فن التعامل مع الذات، والقيام بحملة إعلامية لحض الشباب على التصرف بصورة سليمة وقت المضايقة.

وقال الناصر «لا شك في أن إغلاق المراكز الترفيهية والسياحية في الدولة، له مضاعفات على المراهقين والشباب، حيث إن هذه المراكز تمتص الطاقة الكامنة فيهم وترفه عنهم»، مشيراً إلى أن التشغيل الطلابي مهم، ويجب على جمعيات النفع العام إعلان التطوع وتوثيق علاقتها مع المؤسسات الحكومية، لتزويدها بالشباب المتطوعين.

سهام القبندي: الإنسان صنيعة مجتمعه... وما يُقدّم له من برامج يحدد فكره وسلوكه

ضرورة تضافر جهود كل المؤسسات المعنية بالتنشئة والسلوك

سهام القبندي

عزت أستاذة علم الاجتماع في جامعة الكويت الدكتورة سهام القبندي، تزايد وتيرة العنف على مختلف المستويات، بأنه نتاج الحالة التى يعيشها الشخص العنيف، كما أن هناك أسباباً كثيرة لتزايد العنف، والذي هو نتاج تنشئة وتربية، سواء كانت أسرية أو تربية مجتمعية، فالإنسان صنيعة مجتمعه، وما يقدم له من برامج رعاية متنوعة ومتكاملة ومدروسة يُحدد فكره وسلوكه الذي يصدر منه. وأضافت: يزداد العنف لدى فئة الشباب لأنهم القوة الجسدية والعنفوان، الذي يجب أن يوجه ويتدرب ويصقل ليبدأ حياته على أسس صحيحة، مبينة أن سلوك العنف في الشارع وعدم احترام قوانين القيادة، وأيضاً احترام الآخرين، إنما يعلن عن القيم والاخلاقيات التي يعيشها الشخص نفسه، وان هذا السلوك أصبح ظاهرة واضحة، رغم أن ادارة المرور تشددت بقوانينها على تجاوزات السرعة، إلا أنه رغم وجود القانون، تجد البعض يتجاوزه.

وتحدثت عن مثال بسيط، وهو منع تعتيم نوافذ السيارات، إذ تجد الكثير يقوم به، والسلوك الآخر الصوت المزعج الذي تصدره السيارات، تم اصدار قانون بالمخالفة، وما زلنا نسمع الاصوات تصدر خصوصاً بين المناطق السكنية، ولكن المشكلة هي في عدم الامتثال للقوانين.

ولفتت القبندي إلى ضرورة تضافر جهود كل المؤسسات المعنية بالتنشئة والسلوك، سواء المؤسسة التربوية، والاهتمام ببناء الأخلاق والتربية في الأنشطة المدرسية اليومية، أو المؤسسة الاعلامية ودورها التوعوي في البرامج المتنوعة والمختارة، فمن المهم إشراك الشباب وسماعهم وفهم مشاكلهم وحاجاتهم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي