المعدلات زادت أربع درجات منذ 1958 وخبراء المناخ يُحذّرون من التداعيات

حرارة الكويت... تزحف نحو الستين

تصغير
تكبير

توقعات بزيادة درجة الحرارة في الكويت بعد 50 عاماً تقارب الـ3.5 درجة مئوية حملها خبراء فلكيون، لتقترب بذلك درجة الحرارة في الكويت من الـ60 بعد أن قاربت على الـ54 درجة مئوية في بعض أيام هذا الصيف، مسجلة أعلى الأرقام في العالم.

صاحبت هذه التوقعات، تداول البعض لصور رسوم بيانية ترصد ارتفاع درجات الحرارة في الكويت منذ العام 1901، الأمر الذي أكد خبراء الأرصاد الجوية أنه لا يعدو كونه محاكاة (simulation) كون محطات الرصد في الكويت لم تبدأ العمل إلّا منذ العام 1958، فيما شكك آخرون في صحة هذه الصور والرسوم.

وشدّد الخبراء في أحاديثهم لـ«الراي»، على «ضرورة الالتفات لارتفاع درجات الحرارة، والأخذ بعين الاعتبار التوسع في عملية التشجير لخفض الانبعاثات الكربونية والمساهمة في تقليل الاحتباس الحراري».

السعدون: الذروة... نهاية يوليو

عادل السعدون

توقع الفلكي والمؤرخ عادل السعدون في تصريحات لـ«الراي» أن «يتم تسجيل أعلى درجات الحرارة في نهاية يوليو الجاري»، لافتاً إلى أنه «في 21 يونيو من كل عام وأحياناً 22 يونيو تتعامد الشمس على مدار السرطان، ونتيجة هذا التعامد يبدأ فصل الصيف فلكياً في نصف الكرة الشمالي ويبدأ فصل الشتاء في نصف الكرة الجنوبي وهو ما يُسمى بالانقلاب الصيفي، حيث بلغ أطول نهار 14 ساعة تقريباً ثم يبدأ النهار في النقصان تدريجياً».

بدر العميرة: الدرجات المستقبلية رهن «الاحتباس» و«الكربون» و«الجليد»

بدر العميرة

قال عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الباحث الفلكي بدر العميرة لـ«الراي»، إن «تسجيل الكويت أعلى درجات حرارة على مستوى العالم يعود لأسباب عدة، من بينها وقوع الكويت بالقرب من مدار السرطان وبالتالي تتعامد عليها الشمس وتزداد درجة الحرارة، فضلاً عن تأثير المنخفض الهندي الموسمي، ومع دوران الرياح عكس عقارب الساعة تتأثر بارتفاع درجات الحرارة في الكويت وجنوب العراق والمملكة العربية السعودية».

وأضاف العميرة أن «درجات الحرارة المستقبلية تعتمد على قراءات مرهونة بالاحتباس الحراري وارتفاع نسبة الكربون وذوبان الجليد في المناطق القطبية، وهذا أمر يكون ثمرة تعاون محلي ودولي لمعرفة أسباب التغيرات المناخية»، لافتاً إلى أن «قضية درجات الحرارة في الكويت منذ العام 1901 تحتاج للرجوع للتقارير المحلية والإقليمية والعالمية، والبحث المتطور للوصول لنتيجة في هذا الأمر».

ولفت إلى أن «ارتفاع درجات الحرارة ليلاً في الكويت هذه الأيام مرده لموسم البوارح الذي يستمر حتى شهر أغسطس، حيث تعتدل الأجواء ليلاً قبيل طلوع نجم سهيل، ونهاراً تستمر الحرارة المرتفعة حتى مرحلة الاعتدال الخريفي في 22 سبتمبر».

جمال إبراهيم: حرارة الكويت... ليست الأعلى عالمياً

جمال إبراهيم

قال خبير الأرصاد الجوية جمال إبراهيم لـ«الراي»، «نعم هناك تسخين عالمي على جميع دول العالم»، لافتاً إلى أنه «لا يمكن التنبؤ بدرجات الحرارة في الكويت بعد خمسين عاماً». وشدّد على أنه «لا توجد إحصائيات للحرارة بدولة الكويت منذ العام 1901، لأن التوثيق بدأ خلال فترة الستينيات»، مشيراً إلى أن «موقع دولة الكويت في المناطق الصحراوية يجعلها شديدة الحرارة بالصيف، لكنها ليست الأعلى في العالم، ويوجد هناك دول عدة في العالم بها نفس حرارة الكويت أو أعلى، مثل وادي الموت في أميركا، كما وصلت درجة الحرارة في إحدى المدن الليبية لـ 57 درجة مئوية».

عيسى رمضان: لا بُد من استراتيجية واضحة بزيادة الأحزمة الخضراء واستخدام العوازل

عيسى رمضان

قال خبير التنبؤات الجوية والبيئة عيسى رمضان «بالنسبة للمخطط الجغرافي لدرجات الحرارة في الكويت منذ العام 1901، فهو مجرد محاكاة لارتفاع درجات الحرارة لأنه لم تكن تتواجد محطات لرصد درجات الحرارة في الكويت في ذلك الوقت وبدأت محطات الرصد في دولة الكويت منذ العام 1958»، لافتاً إلى أن «الرسم البياني مأخوذ فعلياً من التنبؤات العددية لمحطات رصد تمت لدول العالم في نموذج حسابي عالمياً».

وأضاف: «إذا أردنا التحقيق في هذه المعلومات، فإن درجات الحرارة فعلاً بدأت ترتفع في الكويت بشكل ملحوظ في العقود الثلاثة الماضية، وخاصة في العقد الأخير حيث زادت على 50 درجة مئوية مرات عدة في فصل الصيف مقارنة بالحقب الماضية».

وبيّن أنه «من الواضح أن تغيّر المناخ بدأ يؤثر على الكويت كأيّ منطقة أخرى من دول العالم، ودرجات الحرارة مستمرة في الارتفاع خلال السنوات المقبلة إذ لم تتخذ الكويت ودول العالم إجراءاتها المناسبة للتخفيف من انبعاثاتها، والتكيف مع المتغيّرات المناخية بزيادة الأحزمة الخضراء واستخدام العوازل المناسبة للمباني والألوان الفاتحة في طرقها وبناء المباني الخضراء والتخفيف في جميع مجالات الحياة».

وشدّد على أن «هذا الأمر يحتاج إلى التفاتة من الدولة، لوضع دراسة واستراتيجية واضحة لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة والتخفيف منها، وخاصة مع التوسع العمراني وزيادة حركة النقل البري والحاجة للطاقة في المستقبل»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه «من المهم وضع خطط للتكيّف مع المتغيرات المناخية وتغيير البنية التحتية لمجاري صرف الأمطار وزراعة أحزمة خضراء للتخفيف من موجات العواصف الغبارية والتخفيف من ارتفاع درجات الحرارة».

ورداً على سؤال عن معدل الزيادة في درجات الحرارة بالكويت منذ العام 1958، قال رمضان إنه «قرابة درجة واحدة مئوية في المعدل العام، ولكن هذا ليس قليلاً لأنه في المعدل العام نجد أن هذه الدرجة عالمياً تعني زيادة ما بين درجتين إلى أربع درجات مئوية في فصل الصيف، وهذه زيادة كبيرة في معدل درجات الحرارة».

وعن توقعاته لزيادة معدل درجات الحرارة في الكويت خلال الخمسين عاماً المقبلة، أجاب رمضان، قائلاً «بالتأكيد سيكون هناك زيادة ما بين 2 إلى 3.5 درجة مئوية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي