No Script

سافر إلى ذاتك

ماذا تفعل مشاعرك بك؟

تصغير
تكبير

إن فكرة عرض الإنسان وتشريحه نفسياً، تراودني منذ الصغر، فقبل الدراسة والتعمّق بالعلم كنت أحلل كل شيء حولي، وأفسر سلوكيات الناس وأتوقع نتائج السلوك بشكل صحيح، وعند تقريب هذا المجهر في عمليات الإنسان العقلية، وما مر به وما تخزن فيه من مشاعر نستنتج أن ما يحدث لنا ما هو إلا رسائلنا المخزنة داخلنا والمشفرة في مشاعرنا، والتي تعرض نفسها للعالم على شكل اضطرابات أكل أو غيرها، ولأن العلاقات هي دينامو مهم في حياتنا، إليكم فلسفة العلاقات وعلاقتها بما نعانيه نفسياً في سلوكنا الغذائي.

اسأل نفسك: لماذا تأكل بسرعة، ولماذا غيرك يأكل ببطء، لماذا تأكل زائداً عن الحاجة، ولماذا لا تستجيب لحاجتك في الطعام؟ هل انتبهت وتوقفت عند كل ذلك، نقرب المجهر أكثر: هل العلاقات متصلة بسلوكنا الغذائي؟ مثال: هل أحببت شخصاً وتمنيت مشاركته كل لحظات حياتك، إلا أنه لم يشاركك لسبب ما قد يكون وفاة أو انفصالاً، أو صدمة أو خيانة، هل اشتقت لحضن أو كلمة أو شعور، والتفت حولك لم تجد ذاك الشخص الذي كان يشبعك به؟

ماذا حدث بك بعدها؟ تأكل أكثر من اللازم، تبحث عن إشباع ولهك أو طمس ألمك بالأكل أو التعافي من شوقك، تبحث عن مشاعرك بالأكل لأن الشخص غير متوافر أو غير موجود، حدث ذلك لك؟ إنه binge eating. أو النهم، وعند رغبتك بطرد أحدهم من حياتك أو التخلص من مشاعرك العالقة داخلك ماذا تفعل؟ تأكل وتشبع، ثم تُخرج الأكل بأي وسيلة من وسائل الإخراج (كالقيء مثلاً) لماذا تفعل ذلك؟ لأنك لا تستطيع فعل ذلك في حياتك الواقعية فاتجهت لتعبير آخر متصل بالأكل، يعرف ذلك باسم Bulimia كما كانت تفعل الأميرة الراحلة ديانا تعبيراً منها عن رفضها لحياتها، وفي لحظة اليأس والمشاعر المتبلدة وعند إعلانك الابتعاد عن العالم، واخراج الجميع من حياتك والابتعاد عن كل شيء، تدخل دوامة أخرى هي عدم قدرتك على الأكل تعبيراً على رفض دخول أشخاص فيها أو بداية جديدة، نتيجة ما عانيته من صدمات وخذلان وألم ووجع من الناس، فقررت تعميم هذا الشعور على الناس وعليك فيصبح كوب الماء ثقيلاً عليك وكسرة خبز كافية لتسبب ألماً عميقا لك Anorexia، وبين فلسفة التعبير وصلتها بالأكل.

يبقى السؤال المهم: ما علاقة علاقاتنا بما نعاني؟ لتكون الاجابة مرتبطة بضحكاتنا وعبثنا غير المبرر وردات فعلنا الباردة والأخرى المليئة بالحميمية، بحبنا لنا واضطهادنا لأنفسنا، بين وجودنا ورغبتنا فيه وبين وجودنا تفاعلاً معه.

العلاقات تؤثر فينا وتتأثر بنا وتكون شخصياتنا وردود أفعالنا، لذلك انتبه من تراكم الألم، وازياد الوجع والجروح غير المرئية والانتكاسات الحياتية، جميعها تسرق من صحتك وعمرك وحياتك.

‏Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي