No Script

كلمات

يتنحى لهذا السبب

تصغير
تكبير

سأفترض أن كل قرارات وزير الصحة الشيخ باسل الصباح - التي اتخذتها لجنته المتعلقة بجائحة وطوارئ كورونا - كانت مستحقة، وإنْ كثر اللغط والهجوم عليها، وارتفعت مطالب التغيير للوزير أو الاستقالة الطوعية.

فالمطالبة بالتغيير لا لكونه أخفق في إدارة الأزمة إطلاقاً، بل ربما بالتغيير سيقدم الوزير البديل أفكاراً وحلولاً جديدة لهذا الملف، الذي ما زال حتى هذه اللحظة في المربع الأول، ولم يتعداه في ما يبدو، فلم يتغير من حلول هذا الملف سوى أن الحظر الكلي أصبح خياراً مستبعداً، واستمرت جميع الإجراءات المشددة في الحد من تفشي هذا الوباء وتحوراته، كالإغلاقات المستمرة لكثير من الأنشطة من حضانات ومراكز ترفيه للأطفال ومقاهي الشيشة، وعودة المراحل السنية في الأندية الرياضية واستمرار التعليم عن بُعد، ومنع المناسبات الاجتماعية وغيرها من الأنشطة، في وقت تكاد تكون كل دول العالم استأنفت هذه الأنشطة حتى في أكثر البلدان تفشياً للمتحورات الفيروسية، كالهند وبريطانيا وتركيا والولايات المتحدة.

بل حتى الجماهير الرياضية عادت بشكل تدريجي إلى الملاعب، وبعضها بطاقة كاملة كما في بطولة اليورو المقامة حالياً، مع إعطاء الأولوية للمطعمين في كل دول العالم لممارسة الأنشطة، وكل الامتيازات تمنح لهم بما فيها دول الخليج القريبة حولنا.

الدعوة لتغيير وزير الصحة، ليست شخصية أو تشفياً من معاليه، بقدر ما هي مطالبة لمنح فرصة لوزير جديد ربما يواجه بحلول أخرى هذه المتغيرات مع المتحورات الجديدة، واتخاذ سبل أكثر مرونة في التعامل مع عودة الأنشطة، مستفيدين من تجارب دول الخليج على أقل تقدير، التي يتفوّق الكثير منها في إدارة المنظومات الصحية وإشادة منظمة الصحة العالمية بها كدولة الإمارات والسعودية وقطر.

الحاجة للتغيير هي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من منظومات كثيرة في البلد على وشك الانهيار، فليست المنظومة الصحية هي من تعاني، بل هناك ما هو أخطر منها كالمنظومة التعليمية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية، المتعلقة بمشاريع واعدة ربما الكثير منها أعلن إفلاسه، ولم يتبق إلا القليل يقاوم لعل وعسى تعيد الحكومة ووزارة الصحة حسبتها في سياسة الإغلاقات الممتدة حتى هذا اليوم.

صار أقصى ما يتمناه المواطن حالياً ليس أن تفتتح الأنشطة المغلقة، أو تمديد ساعات الفتح، بل هو ألا يفاجأ بمزيد من إجراءات قاسية تعود به للمربع الأول، والتهديد بتطبيقها كلما دخل علينا متحور فيروسي، أو زادت أرقام العناية المركزة عشرات الأرقام، ليس لغالبية المواطنين والمقيمين الملتزمين بكل الاحترازات ذنب فيها، ونؤخذ بجريرة اللامبالين وعقلية «الخير يخص والشر يعمّ»!

free_kwti@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي