No Script

رأي قلمي

انطفاء الشعلة...!

تصغير
تكبير

في البداية - فإنّ مما لا شك فيه - أن أخطاءً كثيرة ارتكبت في حق المجتمع وأفراده، ومعاصي جمّة اقترفت من المفسدين والمخرّبين وممن يطبطب على أكتافهم ويعينهم على تخريبهم وفسادهم، كل هذا أدى بمجموعه إلى أن تترك الكويت مكان الصدارة بعدما كانت درة ودانة الخليج، وصرنا غثاء كغثاء السيل مع كثرة العدد، ووفرة الإمكانات، ففقدنا الوزن والتجانس.

في تاريخ دولة الكويت نجاحات كثيرة في شتى المجالات، وإخفاقات أيضاً كثيرة، والله - سبحانه وتعالى - أمرنا في مواضع كثيرة في كتابه، وعبر القصص القرآني أن نأخذ العِبرة من أعمال المجتمعات السابقة وانتكاساتهم، وتاريخنا وتراثنا أولى بالاعتبار والاستفادة، ولا نقصد بالاعتبار أن العبرة لا تؤخذ إلا مما هو خطأ وزلل، فقد يكون عمل ما في حد ذاته محايداً لكن وروده في سياق معين وظروف محددة أدى إلى جعله خطأ.

إن مواطن الاعتبار في ديننا وتراثنا وحضارتنا أكثر من أن تحصى، فالركون والسكون إلى الفساد والتمادي في الترف المؤدي للفساد، أدّيا إلى الأحقاد الشخصية وحوّلا المجتمع الكويتي إلى بؤرة للصراع الاجتماعي، والفهم الخاطئ للقضاء والقدر أدى إلى فشوّ الكسل والبطالة والانفصال عن واقع الحياة، والإسراع في حركة الديموقراطية أدى إلى قصور آليات الاستيعاب التربوي والثقافي والاجتماعي عن مواكبتها، مع عدم تطوير النظام الديموقراطي على نحو ما تقتضيه مرجعيتنا ومصدرنا الأساسي، أدى إلى تفكيك المجتمع، والجري وراء المنطق الغربي الذي غالباً ما يعادي التجربة، وهذا أدى إلى انطفاء شعلة المنهج التجريبي، وإلى التخلف في التجربة الديموقراطية، وكساد سوق الديموقراطية في الكويت.

إن الاعتبار بما مضى من أيام يحتاج منا إلى التمتع بأهلية الرؤية الشاملة، ومحاولة تلمس الظواهر والحوادث الكبرى في تاريخنا، والبعد عن الغرق في الجزئيات، ثم البحث في العلل والأسباب الكامنة وراء حدوثها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والنهوض بالبلد من جديد وتعود الكويت كما كانت درة ودانة الخليج.

M.alwohaib@gmail.com

‏@mona_alwohaib

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي