No Script

ومضات

صحتك النفسية

تصغير
تكبير

في ظل الضغوط الحياتية، وما يعيشه العالم في السنوات الأخيرة من أحداث ومتغيرات مضطربة، ناهيك عن جائحة كورونا وتبعاتها السلبية التي هزّت العالم وشلت الحياة، أصبحت الوقاية النفسية لا تقل أهمية عن الوقاية الصحية، كما جاء في تعريف منظمة الصحة العالمية عن الصحة النفسية، أنه لا توجد صحة من غير صحة نفسية «no health without mental health»، حيث أثبتت الدراسات أن المرض النفسي يؤثر ويزيد من المرض العضوي والعكس صحيح، وتعرف بالأمراض «النفس جسمانية» حيث إن هناك ارتباطاً كبيراً ما بين الصحة النفسية وصحة الإنسان العامة.

لذلك أصبح من الضروري الاهتمام بالصحة النفسية وتحسينها، للوصول إلى حالة الاستقرار النفسي والسلام الداخلي، وهناك عوامل عدة تساهم في تحسين الصحة النفسية، منها - على سبيل المثال لا الحصر - الحفاظ على ممارسة الرياضة فمثبت علمياً أنها تخفف من التوتر والقلق، وتضبط مزاج الإنسان، ومن وسائل تحسين الصحة النفسية اتباع نظام غذائي متزن، وأفضل هذه الأنظمة هو نظام البحر الأبيض المتوسط، فإن نقصان بعض الفيتامينات كفيتامين D قد يسبب الاكتئاب والقلق.

وعلى النقيض تماماً، فإن تناول بعض الأطعمة غير الصحية تساهم في اضطرابات الجهاز الهضمي، كالارتجاع والحموضة والقولون العصبي، والتي تسبب بدورها القلق والتوتر، ومن وسائل تحسين الصحة النفسية الحصول على القدر الكافي من النوم، فالمتوسط الطبيعي للنوم هو من 6 الى 8 ساعات في اليوم، تختلف حسب الشخص، والنوم الجيد ينعكس بشكل كبير على مزاج الإنسان ويزيد من تركيزه ونشاطه.

ومن وسائل تحسين الصحة النفسية ما يسمى بإدارة الضغوط (STRESSMANAGEMENT)، فالحياة لا تخلو من الضغوط ويجب التعايش معها، وكذلك من وسائل تحسين الصحة النفسية الإحاطة بالأحبة والاجتماع العائلي وخلق الأجواء الإيجابية في المنزل، والبعد عن السلبيات والأشخاص السلبيين وقبلها التوكل على الله واليقين به، والتفاؤل بأن القادم أجمل والتشوّق إلى الحياة والعيش بأمل، ولا ننسى كذلك أن من وسائل تحسين الصحة النفسية ما يطلق عليه بالفضفضة النفسية، لمن تثق به سواء كان هذا الشخص من أفراد العائلة أو صديقاً مقرّباً.

إن صحتك بشكل عام مرتبطة بصحتك النفسية، واهتمامك بصحتك النفسية ينعكس على جودة حياتك.

ملاحظة: في الأشهر القليلة الماضية تم إطلاق حملة وطنية للتوعية بالصحة النفسية، تحت عنوان «مو عيب» زيارة الطبيب النفسي، بمبادرة كريمة من مركز أساب، والذي ترأسه الشيخة ماجدة الصباح، فكل الشكر لها، ونطمع في حملات مماثلة مستقبلاً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي