No Script

كلمات

شيطنة المقاومة

تصغير
تكبير

«سيظهر اليهودي الوظيفي، الذي ليس بالضرورة أن يكون يهودياً، فهو يقوم بوظيفة الدفاع عن الاحتلال أكثر من اليهود، ويصلي معنا العشاء» عبدالوهاب المسيري.

التاريخ يعيد نفسه هذه الأيام، فكما كان المرجفون في المدينة والمخذلون من الأعراب والمنافقون يحيطون بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويرسلون له رسائل التخذيل، كي يضعفوه عن مواجهة اليهود، وأعداء الإسلام وهم يلبسون لبوس الإسلام معه، ويصلون معه ويتسمّون بأسماء المسلمين، فهاهم اليوم يخرجون من كل حدب وصوب، في كل وسيلة إعلامية وفضائية ومنبر ومقال وغرف محادثة، ليمارسوا التخذيل ذاته والتهوين من فعالية المقاومة الباسلة للاحتلال الصهيوني في أرض فلسطين.

وكلما أثخن المقاومون في الصهاينة الجراح والقتل، بما يملكونه من عدة وعتاد محدودين، وبصناعة بدائية محلية، ارتفع نباح هذه العصابة من المنافقين الذين يعيشون بيننا، فتارة يصفون المقاومين بالإرهابيين وتارة يتهمونهم بالعمالة لدول إقليمية وتارة أخرى وبكل وقاحة يتهمون أهل الأرض الفلسطينيين باستفزاز المغتصبين المحتلين، والأوقح من هذا وذاك التشفّي بالشهداء الفلسطينيين والجرحى والأسرى، أو بلا أدنى مروءة لا يخجلون من إظهار الشماتة المقززة بمصاب أهل فلسطين، بل ويرقصون على جراح الشعب الفلسطيني.

لا أعني بالتخذيل والمخذلين في زمن المقاومة الباسلة من المنافقين العملاء والجواسيس، الذين صاروا أدوات مستأجرة بيد المحتل الصهيوني أشباه «أبو رغال»، يمدونهم بإحداثيات الأبطال، فتحول طائراتهم وصواريخهم الأرض من تحت الأبطال قاعاً صفصفاً، فهؤلاء المنافقون العملاء في كفة... ولكن أعني كذلك الأخطر والأقبح من هذا كله المخذلين الذين يطوِّعون ويجيرون الفتاوى والنصوص الشرعية لشرعنة الاحتلال، وحقهم في سفك الدماء، وتزييف التاريخ بأن اليهود هم أهل الأرض، وأن الفلسطينيين هم المحتلون الطارئون الغاصبون للأرض، بل ويتم تغييب الرأي العام الديني بهذه الفتاوى، من خلال منابر المساجد والرسائل الشرعية والمقالات واللقاءات الفضائية لشيوخ الدين، والفتوى لتبرير كل هذا القمع والاحتلال والاغتصاب للأرض، فهم امتداد للمرجفين الذين مهدوا للتتار دخول بغداد واحتلالها، وقتل مئات الألوف من أهلها، وشرعنوا للمستعمر احتلال ليبيا والجزائر، وتصفية المجاهدين المقاومين للاستعمار.

يبقى إيماننا المطلق بسنن الله الكونية، بأن المحتل طال الزمان أو قصر سيجر أذياله خائباً منهزماً ذليلاً، ولا خيار للمحتل سوى «الطرد أو الطرد»، ولن يترك المحتل أرضاً اغتصبها حتى يقدم شعبها الضحايا ضريبة التحرير، حتى وإن شيطنوا كل مقاوم، ولن يبقى للمخذلين المرجفين وعصابة العملاء، مكان بين الشعوب الحرة، فهم خونة الأوطان سينعتهم التاريخ بالخونة المرجفين العملاء، وفي ميزان العدالة السماوية بالمنافقين.

free_kwti@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي