«أحد المخرجين طلب مني الانتحار... من أجل إتقان المشهد»

سلمى سالم لـ «الراي»: بعض الوجوه على الشاشة... ليست حقيقية

سلمى سالم
سلمى سالم
تصغير
تكبير

قد يكون الحديث في الفنون أحياناً... ذا شجون!

ففي كل محطة نتوقف عندها تكون هناك ذكرى أبت أن تذروها رياح النسيان، أو حكاية أطبقَ عليها الصمت فظلّت أسيرة في سراديب القلوب، تنتظر ساعة الفرج... حتى تبوح بكامل أسرارها.

ولعلّ في زاوية «من الذاكرة»، تكون اللحظة المناسبة لينكشف الغطاء عمّا يختلج قلوب أهل الفن والإعلام من مواقف لم تُحكَ في مواقع الإعلام من قبل، وهذا ما سيتضح في الآتي من السطور، مع ضيفتنا اليوم الفنانة سلمى سالم.

• في مجمل مشوارك، ما هو العمل الأقرب إلى نفسك؟

- لا شك إنه مسلسل «رسائل من صدف» إنتاج العام 2009، وهو من تأليف الكاتب عبدالعزيز الحشاش ومن إخراج أحمد دعيبس.

• ما الشيء الذي يُذكّرك بهذا المسلسل؟

- الذكريات كثيرة في «رسائل من صدف»، فعلى الرغم من اعتذاري عن عدم المشاركة في كل الأعمال التي عُرضت عليّ حينها، لكوني حاملاً بابني «يوسف» ومتعبة جداً من أعراض الحمل، إلا أنني حين قرأت شخصية زوجة الأب القاسية «نورية» شعرت بأنها مكتوبةً لأجلي، ليس لأنني قاسية مثلها، بل بالعكس، وإنما بسبب البناء الدرامي والحرفية العالية في طريقة نسج خيوطها من طرف الكاتب.

• هل يسعدك أداء مثل هذه الأدوار الشريرة؟

- طبعاً، لأنها تترك أثراً بالغاً لدى المشاهدين، ومع ذلك فأنا لا أحب تأديتها. وبالعودة إلى «رسائل من صدف»، فقد كنتُ أتألم في كل مشهد صورته بسبب هذا الكم من الشر في قلب «نورية»، فالمقربون مني يعرفون أنني لا أحب الظلم والقسوة، وإن كانت ملامحي الحادة توحي للناس بأني عصبية ومتزمتة، لكنني طيبة القلب ومحبة للجميع.

• ما أبرز المواقف التي تعرضتِ لها بسبب «رسائل من صدف»؟

- بعد انتهاء عرض العمل على شاشة رمضان، وبالتحديد خلال عيد الفطر، كنت في نزهة مع الفنانة عبير الجندي في أحد المنتزهات، ففوجئت بسيدة كبيرة في السن تنقض عليّ وتضربني بشدة، وحين سألتها عمّا أغضبها، قالت: «لأنك كنتِ قاسية على ابن زوجك، وهذا جزاؤك».

وهنا تدخلت ابنتها لكي تكفّ أمها عن ضربي، فاعتذرت الابنة إليّ وقد بدت عليها ملامح الاستياء والاستحياء من هذا التصرف، لتوضح أن والدتها عانت في صغرها من الشيء نفسه مع زوجة أبيها.

• هناك من يظن بأن الأدوار الفنية تعكس حقيقة الفنان في الواقع، فما صحة هذا الكلام؟

- يخطئ من يظن ذلك، فالبعض يقدمون شخصيات مثالية، وهم في الواقع عكس ذلك تماماً، وهناك من يؤدون أدواراً شريرة وهم طيّبون ومتصالحون مع أنفسهم والناس، فليس كل ما ترونه على الشاشة حقيقي، فبعض الوجوه مزيفة.

• ما هو المشهد الذي رفضتِ تأديته؟

- «مشهد الانتحار»، لأن تأديته يعني الموت المحقق، وبالفعل كما لو أنه انتحار وليس تمثيلاً.

حيث طلب مني أحد المخرجين السقوط من علوٍ إلى البحر لإتقان المشهد، حيث الصخور الكبيرة التي تحيط بالمكان، فجاءه الردّ: «إن أسرتي تحتاجني»!

• فلننتقل من الماضي إلى الحاضر، ونسأل عن سبب غيابك خلال الموسم الدرامي الحالي عن الشاشة الرمضانية؟

- رغم كثرة العروض والنصوص التي تلقيتها إلا أنني فضلّت عدم المشاركة في أي عمل فني، لأن الوضع الراهن في ظل أزمة فيروس كورونا لا يشجِّع على التواجد في «اللوكيشنات» أو أي مكان آخر يكون فيه تجمعات، فأي خطوة محسوبة عليّ. كما أن واجبي تجاه أسرتي يُحتّم عليّ البقاء في المنزل، ومتابعة الواجبات الدراسية مع ابني «يوسف»، خصوصاً وأن التعليم عن بعد، ليس سهلاً على الإطلاق.

• هل تلقيتِ اللقاح؟

- بكل تأكيد، فأنا من أوائل الناس الذين «تطعّموا»، مع أنني في بداية تفشي الجائحة لم أكن أهتم كثيراً بالتدابير الوقائية، ولكنني اليوم صرت من أكثر الناس التزاماً وحرصاً على ارتداء «الكمامة» والـ «Gloves» وعدم الخروج من المنزل إلاّ للضرورة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي