رحلة 40 عاماً من الوفاء المتبادل مع زبائنه من المنصورية إلى حولي
عبدالرشيد... فنان «التفصال الكويتي» القديم
- كبار السن يحنون إلى القديم
- الأطفال يحرصون على لبس القديم في مناسبات القرقيعان والأعياد
- كل الناس تحبني وتعطيني زايد ولا يسألون عن السعر
بابتسامة دافئة، يستقبل عبدالرشيد، خياط الأقمشة، زبائنه بالترحاب والسؤال عن أحوالهم، فهو يعرفهم وهم يعرفونه، إذ يجلس في محله في منطقة حولي منذ الساعة 9 صباحاً وحتى العصر، منتظراً طلبات زبائنه الذين يعرفهم من وراء الكمامات.
رحلة الوفاء المتبادل بين عبدالرشيد مع الكويتيين، بدأت في منطقة المنصورية، حيث معظم زبائنه ومعارفه، ومن هناك ذاع صيته في فن (التفصال الكويتي) خصوصاً القديم منه. يعدد أمامنا عبدالرشيد زبائنه، من أهالي المنصورية والمناطق المجاورة لها، معتزاً بعمق العلاقة معهم، وحرصهم على «التفصال» عنده، حتى بعد انتقاله إلى مكانه الجديد في حولي.
وكان لتميز عبدالرشيد في إجادة «تفصال الدشاديش» الكويتية القديمة، أن جعله مقصداً لراغبي هذا النوع من «التفصال»، خصوصاً كبار السن الذين يحنون إلى هذا اللباس، بالإضافة إلى صغار السن، والأطفال الذين يحرصون على اللبس القديم في المناسبات من القرقيعان وحفلات الأعياد.
ولم يخفِ عبدالرشيد محبة الناس له، كما أنه يبادلهم نفس الود، ويقول عن الأسعار، «(كل الناس تحبني وتعطيني زايد) ولا يسألون عن السعر، فمعظم الزبائن أعرفهم منذ سنوات ولا نختلف على الأسعار».
إلى ذلك، قال أحد زبائن عبدالرشيد، يوسف المطوع، «أتعامل معه منذ 15 عاماً، وقت أن كان في منطقة المنصورية، وعندما انتقل إلى هنا في منطقة حولي (ما افصل إلا عنده... شغله نظيف ومرتاح من شغله)».
وعن «التفصال القديم» قال المطوع، إن «الدشاديش القديمة تذكرنا في الماضي والكويت القديمة، ويفتخر الشخص في هذا اللباس، لكننا لم نعد نلبس هذا الموديل، إلا أن صغار السن والأطفال يستخدمونها خصوصاً في مناسبات معينة، مثل رمضان وأعياد الميلاد».
سر النجاح: ليونة «الغولة» واتساع الأكتاف
عن سر نجاحه، يكشف عبدالرشيد، أنه يكمن في معرفته هذا النوع من «التفصال» منذ 40 عاماً، فيما يجهل معظم الخياطين كيفية «تفصال» الكويتيين في السابق، ويخلطون بينه وبين الموديلات الخليجية، وقال إن «(غولة) موديل كويتي (الخام ليّن) أما السعودي (الغولة يابسة). كما أن التفصال الكويتي القديم يتميز بأن الأكتاف تكون أوسع من (التفصال) الحالي».