«المصالح بين البلدين واحدة والمصير واحد»

السفير الإماراتي لـ «الراي»: محبة الكويت... متأصلة فينا

تصغير
تكبير

- العلاقات بين بلدينا ترتكز على روابط الأخوة والدم والمصير المشترك
- نتطلع إلى مزيد من الاستثمارات الكويتية في الإمارات بمختلف القطاعات
- الإمارات تعمل من خلال حزمة تشريعات وتسهيلات لخلق بيئة جاذبة للاستثمارات

أكد سفير دولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور مطر النيادي، أن علاقات بلاده مع الكويت نموذج يحتذى به على صعيد العلاقات الأخوية بين الدول الشقيقة، مضيفاً «نحن في دولة الإمارات نؤمن ونعمل ونسعى دوماً إلى أن الإمارات للكويت، والكويت للإمارات».

وأشار الدكتور النيادي في لقاء مع «الراي»، وهو أول لقاء صحافي يجريه مع صحيفة كويتية منذ تسليم أوراق اعتماده سفيراً في الكويت، أن المحبة الكبيرة التي تجمع البلدين لا يمكن اختزالها في مناسبة أو فترة معينة، فهي متأصلة فينا ومستمرة إلى الأبد (بإذن الله)، فالمصالح واحدة والمصير واحد.

وذكر أن بلاده تعمل من خلال حزمة من التشريعات والتسهيلات، لتوفير بيئة جاذبة للاستثمارات، آملاً المزيد من الاستثمارات الكويتية في الإمارات في مختلف القطاعات، لافتاً إلى أن بلاده كانت ولا تزال وجهة سياحية مفضلة لدى الأشقاء في الكويت، المرحب بهم دائماً بين أهلهم.

وأوضح أن التسامح في الإمارات عبارة عن منظومة متكاملة من الأنظمة والتشريعات وأنماط السلوك، تهدف إلى ترسيخ مبدأ التعايش السلمي في المجتمع وقبول الآخر وتعزيز مبادئ الإنسانية، مؤكداً إيمانه بأن المجتمع الذي ينعم بالتسامح أكثر قدرة على العطاء والتقدم ومواجهة التحديات واقتناص الفرص.

وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

• كيف تنظر للعلاقات الكويتية ـ الإماراتية؟

- ترتكز العلاقات بين البلدين على دعائم ثابتة، تستند إلى روابط الأخوة، والدم، والمصير المشترك على مر الزمن، وهي نموذج يحتذى به على صعيد العلاقات الأخوية بين الدول الشقيقة، والتي قامت بجهود الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراهما.

وحافظت العلاقة التاريخية على متانتها وثباتها، في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وأخيه الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، والتي تستمر بالنهج ذاته مع سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد.

ونحن في دولة الإمارات نؤمن ونعمل ونسعى دوماً إلى أن الإمارات للكويت، والكويت للإمارات، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

إن المحبة الكبيرة التي تجمع البلدين لا يمكن اختزالها في مناسبة أو فترة معينة، فهي محبة متأصلة فينا ومستمرة إلى الأبد (بإذن الله)، فالمصالح واحدة والمصير واحد، وربما كان واضحاً أخيراً الفرحة العارمة التي عبّر عنها شعب دولة الإمارات لأهلهم وإخوانهم في دولة الكويت بمناسبة يومها الوطني الـ60، والذكرى الثلاثين للتحرير، وما صاحب ذلك من تفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #الإمارات_تحب_الكويت.

• ماذا في شأن التبادل الاستثماري بين البلدين؟

ـ تعمل الإمارات من خلال حزمة من التشريعات والتسهيلات على خلق بيئة جاذبة للاستثمارات، ونتطلع إلى مزيد من الاستثمارات الكويتية في دولة الإمارات في مختلف القطاعات، في المقابل تمتلك الشركات الإماراتية إمكانية كبيرة للاستثمار أو زيادة استثماراتها القائمة في الكويت، وهناك فرص واعدة للاستثمارات في البلدين في قطاعات مختلفة.

• في ظل معاناة العالم من جائحة كورونا، حدثنا عن الجهود الإماراتية في مكافحة هذه الجائحة؟

ـ جائحة كورونا جائحة عالمية والتعافي منها يتطلب تضافر جميع الجهود للسيطرة عليها، وقد كان لدولة الإمارات جهود بارزة على الصعيد العالمي في دعم الجهود الدولية في الحد من انتشار الجائحة.

فمنذ بداية انتشار الجائحة سارعت الإمارات بتقديم الإمدادات الطبية لعدد من الدول المحتاجة لتعزيز قدراتها الطبية، وقدمت في ظل انتشار أزمة (كوفيد-19) نحو 1798 طناً من المساعدات الطبية، إلى نحو 135 دولة، لدعم أكثر من 1.8 مليون من العاملين بمجال الرعاية الطبية في التصدي لانتشار الفيروس، كما قامت بإرسال كميات كبيرة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 لعدد من الدول.

وفي ما يتعلق بالتعاون بين دولة الإمارات ودولة الكويت أثناء الجائحة، فقد كان ولايزال على مختلف المستويات، وبالأخص في دعم جهود دولة الكويت من خلال تسهيل عودة مواطنيها إلى الكويت في بداية الجائحة، بعد إغلاق عدد من الدول مطاراتها.

• أصبحت الامارات الوجهة السياحية الأولى لمواطني الكويت، حدثنا عن أهم المقومات السياحية التي تتمتع بها دولة الإمارات؟

ـ كانت ولا تزال دولة الإمارات وجهة سياحية مفضلة لدى أشقائنا في الكويت، المرحب بهم بين أهلهم، حيث تمتلك دولة الإمارات تنوعاً في الخيارات التي تجذب الزوار، بدءاً من وجود رحلات منتظمة تصل إلى نحو 255 رحلة اسبوعياً، قبل جائحة كورونا على نحو يسمح للزائر اختيار الوقت المناسب بحرية ومرونة.

كذلك توافر دولة الإمارات أنشطة تتناسب مع مختلف الفئات العمرية،وفيها تنوع في أماكن الجذب السياحي حيث توافر تضاريسها المتنوعة من سهول وجبال وصحراء أماكن لممارسة العديد من الهوايات، كما تحتضن العديد من الحدائق والأسواق المتنوعة والفنادق العصرية، فضلاً عن بنية تحتية قوية، كل ذلك جعل من دولة الإمارات وجهة سياحية عالمية، ومركزاً عالمياً للمؤتمرات والأعمال.

• حدثنا عن التسامح في دولة الإمارات الذي دفع الحكومة لإنشاء وزارة متخصصة؟

ـ التسامح في دولة الإمارات منظومة متكاملة من الأنظمة والتشريعات وأنماط السلوك، تهدف إلى ترسيخ مبدأ التعايش السلمي في المجتمع وقبول الآخر وتعزيز مبادئ الإنسانية، وتؤمن دولة الإمارات بأن المجتمع الذي ينعم بالتسامح أكثر قدرة على العطاء والتقدم ومواجهة التحديات واقتناص الفرص، لذلك يحظى أصحاب الهمم، والأطفال، والنساء، واتباع الديانات والمعتقدات الأخرى برعاية قانونية واهتمام حكومي يوفر لهم البيئة الحاضنة للعطاء والتميز ويحميهم من التمييز أو الكراهية أو حرمان التمتع بحقوقها.

وفي 15 ديسمبر 2018 أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة عام 2019 عاماً للتسامح والذي يهدف إلى إبراز نهج التسامح الذي تبنته دولة الإمارات منذ تأسيسها في أن تكون جسر تواصل وتلاقٍ بين شعوب العالم وثقافاته في بيئة منفتحة وقائمة على الاحترام، ونبذ التطرف وتقبل الآخر.

تقدير لجهود الكويت وإشادة بفارس الديبلوماسية

بسؤاله حول نظرته لنتائج قمة العلا، وحول الجهود الكويتية في تحقيق المصالحة الخليجية، أكد السفير النيادي أن قمة العُلا التي تحققت فيها المصالحة انعقدت نتيجة جهود صادقة ومقدرة من دولة الكويت الشقيقة وطن السلام، وبمتابعة المغفور له قائد الإنسانية الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه، والذي سار على نهجه سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حيث نجح مع إخوانه قادة مجلس التعاون، في تحقيق المصالحة، وهنا أود أن أشيد بدور فارس الديبلوماسية وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ الدكتور أحمد الناصر، ونجاحه في الوصول إلى إعلان العلا، لتعزيز التعاون والتنسيق والتكامل بين دول مجلس التعاون الخليجي.

تمثيل المرأة في «المجلس الاتحادي»

حول تمكين المرأة في مختلف المجالات، أكد السفير النيادي أن دولة الإمارات تهتم بتحقيق التوازن بين الجنسين وتمكين المرأة في القيام بدورها في بناء المجتمع، بدعم من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات» التي كانت ولا تزال ترعى وتدعم المرأة الإمارتية للقيام بدورها المنشود.

ولفت إلى إصدار حكومة بلاده تشريعات عدة بوجوب وجود عنصر نسائي في مجالس إدارات الشركات الحكومية، وأهمية وجود توازن بين الجنسين في الوظائف القيادية في الوزارات والدوائر الحكومية، ورفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50 في المئة وتأسيس مجلس للتوازن بين الجنسين في عام ( 2015) برئاسة سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وهذه أمثلة على أهمية تمكين المرأة الذي تحرص حكومة دولة الإمارات على تحقيقه.

بدء التشغيل التجاري لمحطة «براكة» النووية

أكد النيادي ان مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أعلنت في 7 أبريل من العام الجاري، بدء التشغيل التجاري لـ «براكة»، أولى محطات الطاقة النووية السلمية في العالم العربي، وذلك بعد إتمام جميع الاختبارات النهائية للمحطة التي تنتج 1400 ميغاواط، وتوافر إمدادات ثابتة وموثوقة ومستدامة من الطاقة الكهربائية على مدار الساعة، في وقت تستعد المحطات الثلاث المتبقية للتشغيل خلال الأعوام المقبلة.

وأوضح أن المحطة ستعمل على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتوفير فرص عمل لأبناء دولة الإمارات، من خلال العمل كمشغلين ومراقبين في المحطة.

مشاركة الكويت في إكسبو 2020

لفت النيادي إلى أن معرض إكسبو 2020 دبي يمثل فرصة كبيرة لدول المنطقة، لإبراز أمثلة على قصص النجاح في التنمية التي تحققت فيها، وفرص التعاون والاستثمار المتوافرة لديها.

وفي ما يتعلق بمشاركة الكويت في «إكسبو 2020 دبي»، قال «إنها بلا شك تمثل إضافة كبيرة ومهمة للمعرض، من خلال جناح يمتد على مساحة إجماليه تقدر بـ (4550) متراً مربعاً تحت عنوان (كويت جديدة... فرص استثمارية جديدة للاستدامة)، حيث تعرض فيه الكويت برامج وخطط الاستدامة فيها وتوضح النظرة الاستشرافية لدى الحكومة الكويتية بأهمية الاستثمار في الاستدامة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي