حلّ ضيفاً على برنامج «صناديق العمر 2»

محمد السنعوسي: نظّفت الأرض والحمامات في التلفزيون ... و«شوبيز» اشتريتها !

عبدالرحمن الديّن ومحمد السنعوسي
عبدالرحمن الديّن ومحمد السنعوسي
تصغير
تكبير

- خلال شبابي عشقت كثيراً وحياتي كانت محظوظة بحبّ البنات لي وحبي لهن
- العلي «بهلوان المسرح» والبلام لا يصلح للتمثيل وحيداً... والمسلم برأيي أن يعتزل!
- ابني طارق توفي من التدخين وليس بسبب تعاطي المخدرات التي أدمن عليها في لندن

ساعة من الصراحة أمضاها الإعلامي ووزير الإعلام الأسبق محمد ناصر السنعوسي، في ضيافة المذيع عبدالرحمن الديّن، الذي لم يحتج إلى استخدام أي مفتاح ليفتح «صناديق العمر».

فالسنعوسي كان من أهل الدار، وكعادته في كل إطلالاته الإعلامية كان واضحاً وصريحاً في إجاباته. وتطرّق مع الديّن للكثير من الأمور منذ نشأته إلى اليوم الحالي، حيث كشف بوطارق عن أن التلفزيون كان معاناته وأجمل أيام حياته في آن واحد، حيث تمثلت هذه المعاناة كونه قضى معظم وقته فيه على حساب صحته، ولم يتمكن من تربية ومعرفة أبنائه طارق وزياد جيداً، وأيضاً عندما وضع سيارة والده لخدمة التلفزيون، وعندما كان ينظف بنفسه الأرض والحمامات لعدم وجود عامل نظافة في حينها. أما الجانب الأجمل، فتمثل في أنه استطاع بناء شيء وهو تلفزيون الكويت، وقيامه بواجب وطني مع زملائه بإخلاص... ومن ثم ترك مجال الإعلام، ودخل عالم التجارة واشترى «شوبيز».

الانطلاقة كانت في الحديث عن حياته ونشأته فقال عنها إنها كانت بسيطة فقيرة، بالمقابل كانت مليئة بالسعادة لأنه ترعرع وسط عائلة تحب السعادة، ولأنه عاش في أفضل منطقة بالكويت وهي الصالحية، موضحاً في سياق حديثه أن معظم قاطني تلك المنطقة رُتب لهم الانتقال إلى منطقة الشامية التي عاش فيها لاحقاً في بيت مساحته كانت آنذاك 1700 متر والذي ما زال موجوداً إلى يومنا الحالي (كان قصر بذاك الوقت، شي فخم)، مشيراً إلى أن أقل مساحة قسيمة حينها كانت تبلغ مساحتها 1000 متر، وأن الأمر لم يعد مشابهاً لمساحات اليوم.

كما كشف السنعوسي عن أن شقته التي بنيت له في بيت العائلة كانت في فترة الستينات عندما بدأ عمله في الإعلام مكاناً لضيوفه القادمين من مصر، منهم الفنان الراحل عبدالحليم حافظ الذي كان له طعامه الخاص، وكذلك فنانو الكويت ومنهم عبدالرحمن الضويحي ومنتسبو المسرح الشعبي.

وفي خضم حديثه وصف السنعوسي والده الذي كان يعمل تاجراً بالتمر والعيش بين نجد والكويت، وفي المواسم يعمل «سيب» بالبحر، بالقول «رحمة الله عليه كان أجمل جيكر بالكويت» حيث إن ابتسامته لم تكن تفارقه وصاحب نكتة ومبادرات في الحوار الصريح جداً، مشيداً به لأنه في الوقت ذاته استطاع تربية عائلة بهذه الضخامة «أولاد أربعة، وبنات ثمانية».

وأوضح السنعوسي أنه عشق كثيراً خلال شبابه «لكن عالطاير، بو أسبوع أو عشرة أيام»، واصفاً حياته أنها كانت محظوظة بحبّ البنات له وحبه لهن، لكن رغم ذلك كله القلب تولع وتمسك بعنف وإصرار بزوجته أم طارق.

وعن تركه للإعلام العام 1985 ودخوله عالم التجارة، قال إن «شوبيز» كانت البدايات، وجاءت نتيجة خبرته عندما كان رئيساً للمشروعات السياحية، كاشفاً عن أن هذا المشروع كان مؤجراً لصالح شخص لبناني يمتلك خبرة في مدينة الملاهي يدعى جورج كرم، وفي حينها استفادت المشروعات جيداً من التأجير، وخلال هذا كان هو متابعاً لنجاح «شوبيز»، وعند خروجه من منصبه في المشروعات السياحية ذهب إلى جورج كرم وعرض عليه شراء المشروع منه، وفعلاً تمت البيعة.

السنعوسي، في سياق كلامه تحدث عن الفترة التي كان بها وزيراً للإعلام، بالقول «قدمت إعادة هيكلة وزارة الإعلام وبيع المطبعة»، موضحاً أن جميعها وافق عليها مجلس الوزراء وأنه ما زال محتفظاً بالأوراق، لكن أوقفها المستفيدون والفساد، ولهذا «الحين الشق عود بوزارة الإعلام»، مشيراً إلى أنه كان يحرص على منح نصائح لكل وزير إعلام لغرض الإصلاح، وأنه تقدم بثلاث مذكرات مهمة تخص فرقة التلفزيون وأخرى عن مجلة العربي وثالثة عن الأرض الخاصة بالوزارة بمساحة 12 ألف متر والتي نُهبت إلى يومنا الحالي، متمنياً أن يتبنى أحد من أعضاء مجلس الأمة هذه المذكرات وأمور أخرى يمتلك تفاصيلها.

وخلال الحديث، كشف السنعوسي عن أنه ضد وكالة الأنباء الكويتية «كونا» لأنه يعتبرها مضيعة للوقت والمال ولا تخدم البلد في نشر الأخبار، وأنه أيضاً ضد «الإعلام الخارجي» لأن فيه فساداً ولعباً، وفي الوقت ذاته شبّه الإعلام الكويتي اليوم بأنه «طبخة ناقصها ملح، واللي طبختها تخورها ما تعرف تطبخ»، وأن ما يكمل ملحها هو العقل ومن يمتلك الإبداع.

السنعوسي قال إنه قد بنى مركزاً ثقافياً «مركز السنعوسي للثقافة» الواقع في «سليل الجهراء» بواقع مساحة 12 ألف متر، وأنه سلّم مركز «الشيخ صباح الأحمد للإبداع» قاعتين حيث بدأ أطفال محافظة الجهراء بالذهاب إليه، مؤكداً في حديثه بأن «سليل للجهراء» يعتبر أجمل وأروع وأكبر منتجع منوّع في الكويت.

وعن تكريم المبدعين في الكويت قال السنعوسي إنها تتم وفق أهواء شخصية، وأنه حزين هذه الأيام كونه يرى أشجار النخيل تموت وهي واقفة بسبب عدم العناية بها، سواء من الأشخاص أو الجهات الحكومية المسؤولة.

السنعوسي وصف الفنان طارق العلي بالموهوب الذي يمتلك إمكانات وطاقة و«بهلوان المسرح» بالمعنيين اللذين تحملهما «أحيان يخمبقها ويصير بهلوان حقيقي كسيرك»، لهذا أقترح عليه الابتعاد عن المسرح لسنتين ويحرص على امتلاك كمية من النصوص الجيدة.

أما عن الفنان حسن البلام، فقال إنه رائع وذكي، لكنه لا يصلح للتمثيل وحده من دون الفنان عبدالناصر درويش «اثنينهم يكملون بعض»، وجميل أن يكونا ثنائياً مستمراً لأنهما يعرفان جيداً لبعضهما حتى بالارتجال.

وعن الفنان عبدالعزيز المسلم فقال «هذا أتمنى ما يزعل، لكن في رأيي يجب أن يعتزل لأنني لا أرى أنه موهوب وعنده إمكانية بالاستمرار»، إذ لم نره كممثل ولا كمؤلف «يعني، في شغلة غلط».

وفي ما يخصّ الفنان عبدالناصر درويش قال «ما أحب أشوفه لحاله، لأن تجربته في الإمارات كانت فاشلة».

وعن ابنه الراحل طارق، قال السنعوسي بأن عينه تدمع يومياً عند مشاهدة صوره المتوزعة داخل البيت «لا يمكن أنسى هذا الإنسان بروعته ومواهبه وقدراته وأخلاقه»، لكنني أتألم جداً على أنني فقدته. أذكر أني كنت دائماً في «نجرة» معه بموضوع تدخين السجائر «كان يدخن من 3 إلى 4 باكيتات باليوم» وهو ما أضرّ رئته، وعند سفره الى لندن للدراسة تعرّف هناك على مجموعة أشخاص علموه تعاطي المخدرات حتى أدمن عليها، لكنه قبل وفاته بعام توقف عن ذلك، وما تسبب في موته كانت السجائر وليس التعاطي، لهذا ما زال شرخي المؤلم هو وفاة طارق، ابني والذي أفتخر به. وشخصياً لا أخجل كولي أمر من ذكر مرحلة تعاطيه المخدرات أمام الجميع «ليش أكذب، ما أعرف أكذب، وفي الوقت نفسه هذه حقيقة» ولعلها تكون عِبرة ودرساً للآخرين.

لست خائفاً من الموت

السنعوسي قال في حديثه «ممكن ما أروح فرح، لكن مو ممكن ما أروح عزاء»، وحالياً متألم لأن العزاء بات هاتفياً، وما أفعله هو واجب على كل مسلم ويُشعر بالارتياح الحقيقي عندما يعزي أهل البيت.

السنعوسي ليس خائفاً من الموت، هكذا قال، لافتاً إلى أنه حالياً بدأ يهيّئ نفسه كأنه بات قريباً منه «جذي أحس»، لأنني كلما أرى الوفيات اليومية ألاحظ أن الأعمار بين الـ82 و83 و84 عاماً، وأنا وصلت هذا العمر، وشدد على أنه لا يريد الوصول إلى عمر المئة «مابي يشيلوني ويودوني الحمام»، وكما قال «حدّي إن الله أعطاني عُمر إلى نهاية الثمانين زين».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي