أكبر مزرعة في «جنوب سعد العبدالله» تضم 4500 شجرة تنتظر إجراءات الحماية الحكومية

نخيل الكويت الثلاثيني... ينجو من مذبحة!

تصغير
تكبير

- «الزراعة» قرّرت تشكيل لجنة لبيع الأشجار ضمن خطوات رفع المعوقات
- شايع الشايع كلّف الجهات المعنية بإيجاد حلول لاستيعاب موقع المحمية
- ثامر المطيري: البلدية لن تحرّك آلياتها لإزالة الأشجار

في خضم الجهود الحثيثة لرفع المعوقات من أمام تنفيذ مدينة جنوب سعد العبدالله، كادت الآلاف من أشجار النخيل الباسقة في المنطقة أن تذهب ضحية لجرافات الإزالة، لولا أن لاح في الأفق أمل جديد بأن تحافظ تلك الأشجار على وجودها، وتتحول إلى محمية طبيعية في المدينة.

فبعد إصدار مدير الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية الشيخ محمد اليوسف، قراراً بتشكيل لجنة فنية لبيع شبرات الدواجن والمعدات وأشجار النخيل المثمرة في جنوب سعد العبدالله، التابعة لإحدى شركات الدواجن، جاء الأمل لإنقاذ أكبر مزرعة نخيل في الكويت بإعلان وزير الدولة لشؤون البلدية ووزير الدولة لشؤون الإسكان والتطوير العمراني شايع الشايع «تكليف المسؤولين بضرورة إيجاد الحلول ومحاولة استيعاب موقع المحمية، ليقع ضمن المشروع، للمحافظة على الحياة البيئية والفطرية».

إعلان الشايع جاء بعد مبادرة أطلقها عضو المجلس البلدي حمود عقلة العنزي، للمحافظة على هذه الثروة من أشجار النخيل التي يزيد عددها على 4500 نخلة، ويربو عمرها على 30 عاماً، كما خرج عدد من الناشطين مؤكدين أهمية المحافظة على هذه الأشجار، وما تشكله من متنفس طبيعي لسكان منطقة سعد العبدالله.

وكان الشيخ محمد اليوسف قد أكد أن «الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية تسلمت جزءاً من هذه الأرض، وقامت بما يلزم قانوناً ولائحياً، وإذا ارتأت أي جهة أخرى صاحبة اختصاص أن تقوم بالمحافظة على هذه الأرض وتهيئتها كحديقة عامة، فهذه واجبات لائحية حسب الاختصاص».

من جهته، أكد مدير فرع بلدية محافظة الجهراء المهندس ثامر المطيري، عدم علاقة البلدية في موضوع «قطع» أو «قص» أشجار النخيل الواقعة في المحمية ضمن موقع جنوب سعد العبدالله.

وشدد على أن «البلدية لن تحرك آلياتها لإزالة الأشجار، ولاسيما أن هذا الأمر من ضمن اختصاص الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، وبالتالي لا علاقة لنا بالأمر».

«تشكّل أكبر مزرعة نخيل مثمر في الكويت»

حمود عقلة: مخطط المدينة حدّد موقع المزرعة كمساحة خضراء

أشاد عضو المجلس البلدي حمود عقلة العنزي بقبول وزير شؤون الإسكان والبلدية والتطوير العمراني شايع الشايع لمبادرته الرامية لحماية موقع مزرعة النخيل في موقع مدينة جنوب سعد العبدالله.

وبيّن العنزي لـ «الراي»، أنه قدم مبادرة للوزير تتضمن ضرورة حماية مزرعة النخيل، ووقف إزالتها وبيعها في المزاد وذلك للقيمة البيئية العالية للموقع، لافتاً إلى أن «مزرعة النخيل تقع داخل مدينة جنوب سعد العبدالله المرتقبة، بإجمالي مساحة 600 ألف متر مربع، تمثل المساحة الخضراء 400 ألف متر مربع وتضم قرابة 4500 نخلة مع أشجار برية، وتعتبر أكبر مزرعة نخيل مثمر في الكويت، وتم تأسيسها والعناية بها على مدى أكثر من ثلاثة عقود، كما استوطنت الطيور البرية فيها، وتمثل حياة فطرية متكاملة في الموقع الذي يعتبر معبراً للطيور المهاجرة في الكويت».

وأكد أن «موقع المزرعة داخل مخطط جنوب مدينة جنوب سعد العبدالله، تم تحديده كمساحة خضراء، لذلك فإنه من المناسب اعتباره محمية خضراء وحزام صد للغبار ورئة لمدينة جنوب سعد العبدالله، وقرار الوزير بوقف إزالته والنظر في خيارات المحافظة عليه وحمايته واستيعابه ضمن مخطط المدينة يمثل قراراً وطنياً وبيئياً يستحق الإشادة والتقدير لما للموقع من مردود بيئي وقيمة بيئية عالية جدا لا يمكن تعويضها».

وكشف العنزي أن «الموقع مجهز تجهيزاً كاملاً من حيث آبار المياه ونظام الري، ويحتاج إلى عدد قليل جدا من العمالة للعناية بها، يمكن تدبرها لحين تسلّم الشريك الكوري للموقع، ويتولى العناية بها ضمن برنامج تطوير مشروع مدينة جنوب سعد العبدالله الاسكانية».

9 بنود للمبادرة

تضمنت المبادرة التي أرسلها عضو المجلس البلدي حمود عقلة العنزي لوزير شؤون الإسكان والبلدية والتطوير العمراني شايع الشايع، وحصلت «الراي» على نسخة منها، عدداً من البنود والحقائق من بينها:

1 - الموقع يحتوي على أكثر من 4500 نخلة وأشجار برية أخرى.

2 - العناية بالموقع عشرات السنوات جعل منه محمية طبيعية.

3 - نحتاج إلى عشرات السنوات حتى يتم تأسيس مساحة خضراء مشابهة.

4 - الموقع يساهم في تقليل الاحتباس الحراري.

5 - الموقع يعطي قيمة كبيرة لمدينة جنوب سعد العبدالله.

6 - الموقع جاهز ليكون متنزهاً طبيعياً رائعاً.

7 - يوفر فرصة استثمارية كبيرة لعمل منتجع سياحي.

8 - الموقع نفسه مخصص بالأساس كحديقة عامة في مخطط المدينة.

9 - إزالة الموقع مخالفة لقانون البيئة لاستحالة تعويضه.

دعا للاستفادة من تجارب الأشقاء

عادل دشتي: الواحة رئة المدينة الجديدة والمناطق المجاورة

طالب رئيس جمعية أصدقاء النخلة الدكتور عادل حسن دشتي، الحكومة بـ «المحافظة على واحة نخيل جنوب سعد العبدالله وعدم إزالتها كونها الرئة الطبيعية لمدينة جنوب سعد العبدالله والمناطق المجاورة لها».

وشدّد دشتي في تصريح لـ«الراي» على «ضرورة الاهتمام بمشروع الشهداء للنخيل الذي يحتوي على عشرات آلاف أشجار النخيل المثمرة، والتي طالتها يد الإهمال طوال السنوات الماضية»، متمنياً على الحكومة «زيادة الدعم لزراعة النخيل لتطوير قطاع النخيل والتمور في الكويت، الأمر الذي سينعكس إيجابياً بشكل كبير على مشاريع الأمن الغذائي».

وأشار إلى «دور ومساهمات الجمعية في تقديم عشرات التوصيات الخاصة بتطوير قطاع النخيل والتمور في الكويت للجهات المعنية والتي لو تم الأخذ بها لشهد القطاع تطوراً ملموساً خلال السنوات الماضية».

وختم تصريحه بـ «المطالبة بالاستفادة من التجارب السعودية والإمارات والأردن في تطوير قطاع النخيل»، مؤكداً وضع إمكانات الجمعية في خدمة الراغبين بتطوير القطاع.

«ثمارها الأطيب في الكويت»

شبيب العجمي: الاستفادة منها كمتنزه وطني أو حديقة

توجه الناشط البيئي شبيب العجمي بالشكر لعضو المجلس البلدي حمود العنزي لإثارته للموضوع، مشيراً في تصريح لـ «الراي»، إلى أنه «بالإمكان الاستفادة بالموقع الذي يعد أكبر مزرعة نخيل مثمر في الكويت كمتنزه وطني أو حديقة ضخمة تفيد الأهالي».

وأضاف «الحفاظ على هذا النخيل سيوفر الكثير لميزانية الدولة وفي الوقت نفسه سيفيد الأهالي، بدلاً من إزالتها بالكامل وهدر تكاليف شبكات الري والتنقيط والآبار الموجودة، وثمارها أطيب ثمار في الكويت».

وقدّم العجمي الشكر لوزير شؤون الإسكان والبلدية والتطوير العمراني شايع الشايع، معرباً عن أمله في ألا يتم إهمال تلك المزرعة.

فنيس العجمي: وجودها يغني عن إنشاء حديقة كبيرة في المدينة

عبّر الناشط البيئي المهندس فنيس العجمي لـ«الراي» عن السعادة بـ«إعلان الوزير شايع الشايع بأن هناك لجنة ستنظر في ملف واحة النخيل في مدينة جنوب سعد العبدالله»، مشيراً إلى أن «هناك تعاوناً حكومياً مع مبادرة عضو المجلس البلدي حمود عقلة العنزي والناشطين البيئيين، ونحن بدورنا نشيد بهذا التعاون وتسابق الجميع على هذا الحفاظ على البيئة».

وشدّد على أن «هذه ليست منطقة سكنية، بل كان مقرراً لها حديقة جديدة وبالتالي لا نحتاج لعمل حديقة جديدة».

سعد الحيان: دور كبير للمزرعة في وقف زحف الرمال

أوضح الناشط البيئي سعد الحيان لـ«الراي» أنه «في ظل نقص الغطاء النباتي والاحتياج الشديد لزيادته، تعاني مدينة جنوب سعد العبدالله بوجودها على خط زحف الرمال في الكويت واحتياجها للتشجير والزراعة».

وأضاف الحيان «طالما أن هذا النخيل موجود، وعدده يفوق 4500 شجرة وعمره يفوق 30 سنة، وهي أشجار مثمرة وتعد ثروة كبيرة وبها أشجار فطرية وتنوع بيولوجي، فعلينا الحفاظ عليها بأن تصبح حديقة أو متنزها صحراوياً لأهالي جنوب سعد العبدالله بدلا من نقلها أو تدميرها».

وتابع «للمزرعة دور كبير في وقف زحف الرمال، لأنها تقع على خط الرمال من شمال الكويت حتى جنوب الكويت، حيث تأتي الرمال من شمال السعودية والعراق والأردن، مروراً بالاديرع وطريق السالمي، عبوراً لمدينة جنوب سعد العبدالله ومنطقة إرحية وكبد، مروراً بالجهة الجنوبية لمدينة صباح الأحمد والوفرة السكنية ومدينة الخيران السكنية، حتى يخرج من جنوب الكويت إلى السعودية مروراً بالمنطقة الشرقية حتى الربع الخالي».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي