ذهب إلى الولايات المتحدة للتسجيل في معهد لغة... وفَقد ذاكرته منذ اليوم الثاني
قصة حسن الفيلكاوي أقرب إلى الخيال سافر لـ 5 أيام... وعاد بعد 25 سنة!
- جاسم الفيلكاوي لـ «الراي»:
- عمي تعرض لإصابة في اليوم الثاني من وصوله إلى أميركا سببت له فقداناً في الذاكرة
- والدته قالت قبل وفاتها في نوفمبر الماضي: ولدي عايش... بلغوه أن أمه وايد ولهانه عليك
- تواصل بدايةً مع القنصلية الكويتية وقدم الأوراق الثبوتية وفي ما بعد دخل إلى «تويتر» للبحث عن عائلته
- عمي ماعليه شي فـ... ليش يدّعي فقدان الذاكرة؟
- عندما شاهد صورة شقيقه محمد استعاد 90 في المئة من الذاكرة القديمة
- القصة معروفة من 1998 قبل «السوشيال ميديا» وأثارها مسلم البراك في مجلس الأمة
- حسن تزوج في أميركا منذ 2005 ولديه ولدان وبنت... فرحوا عندما علموا موطن أبيهم
- عمي لن يغادر الكويت ثانية وطلب مني أخذه بجولة في جميع المحافظات وإلى جزيرة فيلكا
رحلة عذاب وصراع مع الحياة عاشها المواطن حسن الفيلكاوي في أميركا لأكثر من 25 سنة، بدأت معه منذ اليوم الثاني لوصوله إلى بلاد العم سام، بفقدان الذاكرة، لينسج معه قصة أشبه بالخيال مع إنسان عاش مغترباً لمدة ربع قرن وهو يجهل من يكون أو لأي بلد ينتمي.
الظلم الذي وقع على حسن، وعبّر عنه لأهله، لم يكسر إرادته أو يمنعه من الوصول لحقيقته رغم قساوة الحياة على أي إنسان يفقد ذاكرته البعيدة، لكن عناية الله و«الحلم» الذي رأى فيه صديقه الفنان الراحل مشاري البلام حط به إلى مدخل الذاكرة المفقودة، ليعثر بها على أوراقه الثبوتية ويتواصل مع القنصلية الكويتية في الولايات المتحدة، قبل أن يجد ضالته مع أسرته من خلال البحث في «تويتر» عن صديقه البلام (صديقه في فيلكا) ليجد صورة أخيه الأكبر محمد الفيلكاوي لتكون بداية التواصل مع أفراد أسرته.
حسن الفيلكاوي الذي عاد إلى البلاد الأربعاء الماضي برفقة زوجته وأبنائه يطبق حالياً الحجر المؤسسي حتى يوم الثلاثاء المقبل، وهو أكد لعائلته أنه يرغب في التجول على مختلف المحافظات خصوصاً جزيرة فيلكا لاستعادة ذكرياته هناك.
«الراي» زارت عائلة الفيلكاوي، حيث تحدث ابن أخيه، جاسم محمد الفيلكاوي، عن الأحداث التي صاحبت حسن الفيلكاوي خلال 25 عاماً في أميركا وأسباب غيابه طيلة هذه السنوات.
وقال في هذا السياق: «في العام 1996 سافر عمي حسن إلى أميركا بنية البقاء مدة 5 أيام لكنها تحولت إلى 25 سنة، إذ كان ينوي خلال السفرة أن يسجل في معهد للغة ثم العودة للكويت قبل الذهاب لاستكمال دراسته».
وأضاف: «تعرض حسن لإصابة في اليوم الثاني من وصوله إلى أميركا، هذه الإصابة سببت له فقداناً في الذاكرة لدرجة لم يعد يعرف من أين جاء ولأي بلد ينتمي حيث استمرت معه المعاناة التي تخللها أحداث أقرب إلى الخيال وتعرض لأمور فيها نوع من الضرر والأذية تسببت له اضطهاداً وتعباً نفسياً»، لافتاً إلى أن حسن ينوي مقاضاة من تسبب له بالأذى في الولايات المتحدة الأميركية.
وعبّر جاسم عن حزن والدة حسن عليه حتى وفاتها، قائلاً إنه «بسبب فقدان حسن للذاكرة، فقد أهله وناسه حتى أن والدته رحمها الله التي توفيت شهر نوفمبر الماضي انفطر قلبها عليه وقبل أيام من وفاتها قالت (أحس أن ولدي حسن عايش، وإذا ما لحقت اشوفه بلغوه أن أمه وايد ولهانه عليك)».
وتابع: «في أول اتصال مع عمي حسن، سألني (أمي عايشه ولا لا) ولم أستطع سوى إخباره بالحقيقة وأنها توفيت رحمها الله، وسكت دقيقة كاملة تأثراً بالخبر».
وعن كيفية تواصله مع عائلته، وإن كان «تويتر» سبباً في عودته، قال الفيلكاوي: «لا... بل هو تواصل مع الجهات الرسمية في الدولة وهي القنصلية الكويتية في أميركا وقدم لهم الأوراق الثبوتية وفي ما بعد دخل إلى تويتر للبحث عن عائلته»، موضحاً أنه «لو لم يدخل تويتر، كان سيعود إلى الكويت على أي حال بعد التواصل مع القنصلية وقتها كنا سنعلم أنه دخل إلى البلاد، إلا أن تويتر كان سبباً في التواصل المباشر مع العائلة».
وعن أول حديث مع حسن في «تويتر»، قال جاسم، «سألني سؤالاً (هل أنت جاسم محمد حسين) حيث ذكر الاسم الكامل الذي لا يعرفه سوى أفراد العائلة كونه يذكر فقط في الأوراق الثبوتية».
وتابع: «أجبت بأني جاسم، وقال معك عمك حسن، وقتها استغربت كيف يعود بعد 25 سنة، وسألته أين كنت طيلة هذه الأعوام وما حل بك حتى تواصلنا بعد ذلك عبر الهاتف».
ورد الفيلكاوي على مكذبي مسألة «فقدان الذاكرة»، وقال «عمي حسن ماعنده هدف حتى يدّعي أنه فاقد للذاكرة، الشخص الذي يدّعي ذلك لابد أن يكون هناك سبب مثل الهروب من أمر ما، وحسن ماعليه شي فليش يدعي فقدان الذاكرة؟».
وأشار إلى حادثة حلم حسن بصديقه الفنان الراحل مشاري البلام والتي استعاد معها ذاكرته.
وقال في هذا السياق: «عندما بحث في تويتر عن العائلة ومشاري البلام، وجد (ريتويت) لوالدي على تغريدة لوفاة البلام إذ يقول حسن عندما شاهدت صورة أخي محمد استعدت 90 في المئة من الذاكرة القديمة وأيام جزيرة فيلكا وأصدقاء والدي رحمه الله».
وعما إذا كانت هناك قضايا في أميركا ضد حسن، أكد الفيلكاوي أنه لا توجد عليه قضايا في أميركا أو في الكويت نهائياً، خصوصاً أنه هادئ ومسالم جداً، ودائماً يسعى إلى البساطة وبعيد عن المشاكل.
وعلق جاسم على سبب تصريحه في شأن العثور على عمه حسن، وقال «لم أسعَ من خلال التصريح إلى الشهرة، بل كانت رسالة توضيحية للأهل والأحبة ممن فقدوه»، مشيراً إلى أن قضيته معروفة إعلامياً قبل ظهور «السوشيال ميديا» تحديداً منذ العام 1998، حتى أنه تمت إثارتها في مجلس الأمة من قِبل النائب السابق مسلم البراك ووجه أسئلة إلى وزير الخارجية وقتئذ.
وتوجه الفيلكاوي بالشكر إلى وزير الداخلية الشيخ ثامر العلي على تسهيل إجراءات عودة عمي حسن مع أفراد أسرته، كما شكر وزارة الخارجية والادارات التي ساهمت في عودة حسن إلى أرض الوطن بالسلامة.
وعن تذكره لأفراد العائلة، قال الفيلكاوي إنه «قبل عودته تكلمنا (فيديو كول) مع جميع أفراد العائلة لكن استجد عليه كل شخص مولود بعد العام 1996 مثل أبنائي وأبناء إخوته وأخواته الذين كان بعضهم غير متزوج قبل فقدانه»، لافتاً إلى أن حسن متزوج في أميركا منذ 2005 ولديه ولدان وبنت الذين فرحوا عندما علموا موطن أبيهم.
وفي شأن إمكانية عودته إلى أميركا مجدداً، أوضح جاسم ان «عمي حسن قال لنا (مابي اطلع من الكويت نهائياً) وذلك فرحاً بعودته إلى بلده، كما أنه طلب مني أن آخذه بجولة في جميع محافظات الكويت وكذلك إلى جزيرة فيلكا لاستعادة ذكرياته هناك»، مؤكداً أن «الأهم عندنا وصوله بسلامة، والفرحة بالنسبة لأهله تسوى كل شيء».