أكد لـ «الراي» أن إنتاج البلاد من كمية الاحتياطيات الأقل على مستوى المنطقة

عماد سلطان: مكامن النفط الكويتية من الأفضل عالمياً

تصغير
تكبير

- 3 مراحل تمرُّ بها المكامن... مكامننا في المرحلة الثانية وبعضها يُنتج من الأولى
- إستراتيجية 2040 تستهدف 100 في المئة معدلاً لتعويض الإنتاج باحتياطيات جديدة وحقّقنا نسباً تفوق ذلك

لعلّ أفضل من يمكن أن يشخّص حالة المكامن النفطية في الكويت، هم القائمون عليها، والمسؤولون عن حالتها وصيانتها وتطويرها، ممثلين في قياديي شركة نفط الكويت.

وفي لقاء افتراضي مع «الراي» للاطمئنان عن حال مكامن النفط الكويتية ومدى سلامتها، قال الرئيس التنفيذي في «نفط الكويت»، عماد سلطان، إن المكامن النفطية تمر بثلاث مراحل خلال فترة إنتاجها وتطويرها، في حين أن معظم مكامن الكويت ينتج من خلال المرحلة الثانية ولا يزال بعضها يُنتج بالمرحلة الأولى.

وأكد سلطان أن المكامن النفطية في الكويت بأحسن حال وتطبق أفضل الممارسات، مشيراً إلى أن «نفط الكويت» تقتبس أفضل الأساليب والممارسات البترولية العالمية في مجالي إدارة المكامن والاحتياطيات النفطية.

وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

• هل يمكن إلقاء الضوء على آلية إدارة المكامن النفطية لدى الشركة؟

- تولي «نفط الكويت» اهتماماً بالغاً بالممارسات المثلى لإدارة المكامن النفطية، حيث تطبق أفضل أساليب تطوير الحقول والإنتاج وإدارة المكامن تحت مظلة القانون (19) لسنة 1973، والمتعلق بالمحافظة على مصادر الثروة البترولية.

وتزيد تلك الممارسات العمر الافتراضي للحقول وعدم استنزافها، حيث تعتمد على استخدام التكنولوجيا والتطبيقات الهندسية الحديثة والموارد البشرية والاستثمارات الرأسمالية والنفقات التشغيلية، من أجل تحقيق الأهداف الإنتاجية وزيادة الاحتياطيات.

• هل لدى «نفط الكويت» خطط محددة؟

- نعم، وليس خططاً فقط، بل منهجية متكاملة ومتعددة التخصصات لضمان تطبيق أفضل الممارسات في إدارة المكامن، وهي منهجية مبنية على الدراسات المكمنية والجيولوجية، وكذلك على الاختبارات الميدانية، فإدارة المكامن ديناميكية متكاملة، الغرض الأساسي منها تعزيز إنتاجية المكمن وإطالة عمره.

وهناك حقائق كثيرة تبين جهود «نفط الكويت» في المحافظة على الثروة النفطية وعدم استنزافها، والمتعلقة بتعويض الإنتاج، وصحة المكامن، ودراسات تحسين إدارة المكامن، ومراحل الإنتاج المختلفة.

تعويض الإنتاج

• كيف تعوض «نفط الكويت» الإنتاج؟

- تعتبر نسبة الإنتاج السنوي من كمية الاحتياطيات لـ«نفط الكويت» الأقل على مستوى المنطقة، كما تتضمن إستراتيجية 2040 المحافظة على تحقيق نسبة 100 في المئة كمعدل ثابت لتعويض الكميات المنتجة من الاحتياطي النفطي باحتياطيات جديدة.

والجدير بالذكر، أن «نفط الكويت» حقّقت نسباً تفوق 100 في المئة، وتعتبر هذه النسب العالية إنجازاً رائداً مقارنة بما يتم تحقيقه من قبل الشركات النفطية العالمية الكبرى.

• وبالنسبة لصحة المكامن، كيف يتم ضمان تحقيقها؟

- تم استحداث مشروع ضمان صحة المكامن لتطوير أداة تضمن استدامة صحة المكامن النفطية والحفاظ على قدرتها وعمرها لتحقيق أكبر قدر ممكن من معامل الاستخلاص، مع ضمان متطلبات إمكانات الإنتاج، وفقاً للأهداف الإستراتيجية 2040، وتحقيق أهداف نمو الاحتياطيات من أجل مستقبل مستدام.

كما تتبع «نفط الكويت» أفضل الأساليب للتحقق من صحة مكامنها بشكل دوري، وذلك من خلال العمل على تنفيذ برامج دورية لمعاينة الآبار، وباستخدام أفضل وسائل التكنولوجيا في نقل البث الحي لمعلومات الإنتاج المتكاملة لغرف المراقبة والتقييم، للتأكد من أن إنتاج الحقول يتم على أسس المعدلات المسموح بها.

• وكيف تتم الدراسات وما نوعيتها؟

- تقوم «نفط الكويت» من خلال فرق عمل تطوير الحقول والدراسات المكمنية فيها بإجراء الدراسات الجيولوجية وتطبيقات محاكاة المكامن ودراسات إدارتها بشكل دقيق ودوري، مع الاستعانة بأفضل البيوت الاستشارية العالمية في تقييم خطط الإنتاج ومراجعة أداء المكامن، لضمان استخلاص أقصى كمية ممكنة من الاحتياطيات من كل مكمن.

وتم أخيراً الاستعانة بشركات عالمية، لنقل أحدث وسائل إدارة المكامن والتكنولوجيا اللازمة لمساعدة «نفط الكويت» في المحافظة على هذه الثروة وحسن استغلالها.

مراحل الإنتاج

• يبقى أن نتحدث عن مراحل الإنتاج؟

- الصناعة النفطية تمر المكامن النفطية بـ3 مراحل خلال فترة إنتاجها وتطويرها، حيث يبدأ المكمن بالإنتاج الطبيعي «ذاتي الضغط»، تليها المرحلة الثانوية التي يتم خلالها إنتاج النفط بمساعدة المكمن عن طريق تعزيز ضغطه من خلال حقنه بالمياه أو عبر تركيب مضخات غاطسة في الآبار تساعد في رفع الإنتاج إلى سطح الأرض، قبل الوصول إلى المرحلة الثالثة لتعزيز الإنتاج، والتي تتضمن استخدام ضغط الغاز أو المواد الكيمياوية، والتي تعرف بتقنية تحسين طرق الإنتاج «Enhanced Oil Recovery (EOR)»، حيث يتم حقن المواد في المكامن للمساعدة باستخلاص النفط وإنتاجه عن طريق الآبار.

هذه المراحل تسري على المكامن في «نفط الكويت»، حيث إن معظمها ينتج من خلال المرحلة الثانية حالياً، فيما لا تزال هناك بعض المكامن تُنتج من خلال المرحلة الأولى.

ففي مراحل الإنتاج الثانوي، ومع الأخذ في الاعتبار المعايير والدراسات الفنية والاقتصادية، يتم تطبيق مشاريع ضخ المياه، والتي تهدف إلى زيادة معدلات الإنتاج ورفع الاحتياطيات عبر زيادة الضغط في المكامن، والذي يزيد الكمية الكلية الممكن إنتاجها مستقبلاً، مع المحافظة على ضغط المكمن وعدم استنزافه.

وهناك مراحل الإنتاج الثلاثي، حيث تولي «نفط الكويت» اهتماماً خاصاً بعمليات تعزيز الإنتاج من حيث تطوير خبراتها في هذا المجال، وتدريب موظفيها لأداء أفضل الممارسات المكمنية وتطبيقها في حقول الكويت، والتي تهدف إلى تعزيز وإنماء الاحتياطيات النفطية للبلاد، فضلاً عن دفع عجلة الإنتاج لتحقيق الأهداف بعيدة المدى.

كما تعتمد الشركة على تطبيقات الاستخراج المعزز للنفط، والتي يجري تقييمها في الوقت الراهن، إذ تشكل علامة فارقة لتقييم الجدوى الفنية والتجارية لتعزيز استخراج النفط باستخدام الحقن الكيميائي في مكامن ذات خصائص جيولوجية معقدة وفقاً لمعايير ربحية واضحة.

ويجري حالياً الإشراف على دراسات تحديد واختيار أساليب الإنتاج الثلاثي (الاستخلاص المعزز للنفط) لمكامن «نفط الكويت»، حيث تدل نتائج هذه الدراسات على إمكانية إضافة احتياطيات هيدروكربونية مستقبلاً.

وقد بدأت الشركة بتقييم أساليب عدة لتعزيز استخراج النفط، من ضمنها حقن مياه منخفضة الملوحة وغازات قابلة للامتزاج مع النفط ومواد كيميائية أخرى، بما من شأنه رفع كفاءة الإنتاج عن طريق سلسلة دراسات وتطبيقات ميدانية أولية.

ومثال على ذلك، تم البدء بتشغيل أول تطبيق ميداني لتعزيز استخراج النفط باستخدام تقنية الحقن الكيميائي في حقل الصابرية شمال الكويت، والذي سيساهم في تعزيز الإنتاج من شمال الكويت حسب النتائج الحالية المبشّرة.

وعليه، تفتخر «نفط الكويت» باقتباسها أفضل الأساليب والممارسات البترولية العالمية في مجالي إدارة المكامن والاحتياطيات النفطية، والتي من خلالها ستحقق الشركة أهدافها الإستراتيجية بكفاءة عالية، وتحقق الإدارة المثلى للمحافظة على مصادر الثروة البترولية.

شفافية وانفتاح

• لماذا نسمع كلاماً عن سوء أوضاع المكامن؟

- كل ما أوردته في إجاباتي يصلح للرد على الكلام الذي يتناقله البعض، وهنا أطالب الجميع بتحري الدقة وأخذ المعلومات الصحيحة من مصادرها، ونحن في «نفط الكويت» نتمتع بالشفافية التامة ومنفتحون على الجميع، وجاهزون في كل الأوقات لتوضيح أي معلومة، وتزويد الرأي العام بالبيانات عالية الدقة.

وما أود تأكيده أنه لدى الشركة نظام لإدارة المكامن يتمتع بالكفاءة والخبرة، تعمل من خلاله على مراجعة حالة مكامنها النفطية والغازية بصورة دورية، وتصدر التوجيهات لفرق تطوير الحقول المختلفة في مناطق عمليات الشركة لتنفيذها من أجل ضمان سلامة هذه المكامن متى ما اقتضت الحاجة.

المياه المنتجة بالحقول الكبيرة في دول الجوار أعلى من «برقان»

أفاد سلطان بأن المكامن ونتيجة تقادمها، يقل إنتاجها وطاقتها ويزداد مع ذلك إنتاجها للمياه المصاحبة، ما يتطلب تنفيذ ممارسات مثلى في إدارتها للعمل على تقليل آثار هذا التقادم في العمر على كميات الإنتاج.

وقال «من هذه الممارسات، القيام بالدراسات والبحوث المكمنية اللازمة لتشخيص حالتها، وتحديد خطط العمل المطلوبة للمحافظة على سلامتها، وهذا ما تعمل به (نفط الكويت) بالنسبة لحقل برقان وبقية حقولها المختلفة»، مضيفاً أنه بالنسبة لحقل برقان تحديداً، فإنه ومنذ عشرات السنين ينتج بواسطة آلية الإنتاج الأولي، أي بفعل ضغط المكمن الطبيعي، ونتيجة لتقادم عمر الحقل بدأ الانتقال التدريجي في بعض مكامنه إلى المرحلة الثانوية.

وأوضح سلطان أنه طبيعي أن يزداد إنتاج المياه لهذا الحقل، إذ إن هذا الأمر متعارف عليه في الصناعة النفطية، لافتاً إلى أنه إذا ما نظرنا إلى الحقول النفطية الكبيرة المشابهة لحقل برقان في الدول المجاورة، فإن نسبة كميات المياه المنتجة فيها أعلى من حقل برقان والتي وصلتها تلك الحقول منذ سنوات عديدة، بينما تمثل كميات المياه المنتجة من حقل برقان ما يعادل 50 في المئة فقط من إنتاج الحقل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي