No Script

صورتان... تفاؤل وتشاؤم

تصغير
تكبير

صورتان متنافرتان ظهرتا في الكويت يوم أمس، الأولى صورة في غاية البشاعة وتعكس حالة عالية من النذالة والخسة التي رافقت إقدام شاب على قتل شابة اختطفها من شقيقتها ثم انهال عليها طعناً حتى فاضت روحها تشكو إلى بارئها هذا الظلم والعدوان الذي تم بدم بارد لا يمكن فهمه ولا تفسيره ولا تبريره.

وهي صورة مرعبة تكشف عن تنامي حالات الاستهتار وعدم الانصياع إلى القانون ناهيكم عن خلل اجتماعي كبير يجب معالجته بشكل علمي مدروس على الفور، خصوصاً إذا ربطنا هذا بتعدد حالات إدمان المخدرات وانتشارها وكثرة (الهوشات) لأسباب تافهة تنجم عنها مطاردات في الشوارع ومعارك بالأيدي والعصي والسواطير، وصولاً إلى الأسلحة النارية.

من يرى المشهد من هذا الجانب فقط في الكويت، سيرى بالتأكيد صورة كئيبة بالغة القتامة مثيرة للاشمئزاز والقلق.

في المقابل، كان هناك المشهد الثاني الذي يحمل داخله الصورة الجميلة للكويت التي نعرفها جيداً وكثيراً ما نفتقدها، ألا وهي الفزعة الإنسانية الرائعة لصالح حارس مدرسة انسدت أمامه السبل حتى فاضت مشاعره عبر لسانه في تصوير يائس بائس كان بوابة لحل كل المشاكل وتذليل كل الصعاب.

هذه الفزعة لحارس بسيط براتب بسيط ومثير للاستغراب والتساؤل، هذه الفزعة الشعبية والتعاطف سواء بالقول أو الفعل والتبرع هي التي تعكس الصورة الحقيقية للكويت وأهلها.

وهي التي تفسر اللغز الذي لا يفهمه الكثيرون... (لغز الكويت محفوظة)، فهي محفوظة فعلاً على مدى تاريخها، تجاوزت كل ما أزال دولاً أخرى قديماً وحديثاً، محفوظة بإرادة الله عز وجل وبفعل أهلها المجبولين على الخير والعطاء، هذا العطاء الذي سيبقى ما بقيت الكويت وبقي أهلها.

رحم الله فقيدة الغدر والخيانة والخسة.

وجزى الله الكويت وأهلها كل خير.

وحفظ الله الكويت وشعبها وكل من يحبها بصدق من كل مكروه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي