No Script

كلمات

برلمان متعثر ولا القطيعة

تصغير
تكبير

ما يجري في الساحة البرلمانية والسياسية في الكويت، أصبح محط أنظار بعض الدول العربية. ما بين متهكّم على الديموقراطية الكويتية والسخرية منها، وما بين مشيد بالحراك البرلماني السياسي، رغم التحفّظ على أدوات ووسائل التعبير التي ظهر بها المشهد الأخير للجلسات البرلمانية.

ما جرى وما يجري في الجلسات البرلمانية الأخيرة، لا يمثل جزءاً بسيطاً من مشاهد العنف التي تميّز برلمانات ديموقراطية عريقة في دول العالم، كالتشابك بالأيدي الذي ينتهي يإصابات ودماء، والتراشق بالكراسي أو حتى الاعتداء على بعضهم بالأسلحة النارية، وأقصى ما يعبّر به المتخاصمون البرلمانيون في البرلمان الكويتي، هو الصوت العالي وربما التراشق بالألفاظ النابية أو تشابك خفيف بالأيدي، ينتهي بوأد هذا العراك سريعاً ويعود المتخاصمون بعدها في الاجتماع معاً في اللجان أو الجلسات الأخرى.

ولكن غير المفهوم من بعض الناشطين السياسيين والإعلاميين العرب، أن فاقد الشيء لا يعطيه، فالكثير من هذه الدول شعوبها لم تمارس يوماً تجربة ديموقراطية برلمانية منتخبة حتى تحق لها المقارنة بين ممارساتهم الديموقراطية وممارستنا الديموقراطية في الكويت، بل إن أقصى ممارسة انتخابية لهؤلاء المتهكمين على ديموقراطيتنا أنه متاح له التصويت على مسابقات لأجمل ناقة.

رغم كل العثرات التي واجهت التاريخ البرلماني الكويتي كإجراءات عديدة لحل البرلمان حلاً دستورياً أو حلاً بأحكام من المحكمة الدستورية في إبطال الانتخابات وإعادتها مرة أخرى، إلا أن مكاسب المسيرة النيابية للشعب الكويتي في العديد من التشريعات الشعبية والإدارية والتنظيمية مفخرة له ولدولة الكويت، ويفخر الناخبون الكويتيون أن التاريخ البرلماني حافل بمواقف نيابية كثيرة للوقوف في وجه تشريعات كانت ستضيف أعباء مالية أو قوانين جزائية وقضائية تقيد من حرياته مقارنة بكثير من الدول التي فيها ممارسات برلمانية، الغالب فيها برلمانات صورية لا تحمي مقدرات شعوبها أو تحمي حرياتهم.

رغم كل ما جرى في قاعة عبدالله السالم وخارج القاعة، والشحن المتواصل بين أطراف مثلث اللعبة السياسية من المعارضة والموالاة والحكومة، فالشعب متمسّك بمكاسبه الدستورية، ولن يفرط فيها رغم حالة الإحباط التي يعاني منها المواطن في ظل ظروف صحية طارئة ومستقبل اقتصادي مهدّد، فالعوض ببرلمان متعثر ولا القطيعة.

free_kwti@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي